ياسمينا صلاح - تصوير: علي العمايره
أول امرأة عربية تتأهل إلى نصف نهائي الأولمبياد.. أول بحرينية تحصل على ميدالية ذهبية في 2003حصلت على المركز الأول في آسياد الدوحة 2006قررت الاعتزال 2010 لأسباب صحيةحجابي لم يكن عائقاً لتحقيق الإنجازاتلم أرَ انتقادات في وسائل الإعلام وتطلعت للأمور الإيجابية فقط
رقية الغسرة لاعبة بحرينية احترفت رياضة ألعاب القوى وحققت إنجازات حافلة فيها، وكانت من أوائل النساء التي مثلت البحرين في المجال الرياضي، كما فتحت الباب أمام العديد من الفتيات البحرينيات للدخول في هذا المجال وتشجيعهم على خوض التجربة التي كانت بالنسبة لها بمثابة إنجازات متتالية في المجال الرياضي لها وللبحرين.الغسرة التي تشغل حالياً عضوية مجلس الإدارة للاتحاد البحريني لألعاب القوى، أكدت في حوار مع «الوطن» سردت فيه مسيرتها، أنها تحدت الصعوبات وواجهتها بشجاعة وتعلمت وتحملت التدريبات الطويلة حتى حصلت على أول ميدالية ذهبية للبحرين في 2001 في البطولة العربية لألعاب القوى في الأردن، وأصبحت أول امرأة عربية تصل إلى الدور نصف النهائي في مسابقة العدو 200 متر في أولمبياد أثينا وبكين.وفيما يلي نص اللقاء..هل تمارسين الرياضة منذ الطفولة؟- منذ صغري وأنا أحب الحركة وأتحرك بكثرة في المدرسة وكما يقال «كنت وايد حركية وأحب ألعب في الفريج الخشيشة مع صديقاتي»، وكنت أمارس الرياضة في الطفولة خاصة في المدرسة وكنت في فريق كرة السلة وأشارك في مسابقات اللياقة البدنية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم، حتى في وقت الفسحة كنا نقوم بالتدريب والتمرين ونأكل في آخر خمس دقائق.ما هي أول مسابقة شاركتِ بها وكيف تم ذلك؟- عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي شاركت في فريق كرة السلة وكانت هذه المرة الأولى للمشاركة في مسابقة، وعندما وصلت للمرحلة الإعدادية تحديداً في الصف الأول الإعدادي طلبت إحدى معلماتي للرياضة أن أقوم بسباق بيني وبين إحدى الزميلات والتي سوف تفوز ستشارك بمسابقة ألعاب القوى «تتابع» 100 متر وتفوقت على زميلتي وذهبنا للسباق وعدنا بميداليات ملونة وكانت هذه أول جائزة أربحها وهذا الشعور الرائع جعلنا أسعى للحصول إلى المزيد من الإنجازات والمشاركة في مسابقات أخرى.كيف كانت المرحلة الجامعية؟- درست في كلية التربية الرياضية ولكن لظروف خاصة لم أستطع أن أكمل الدراسة فيها، وبعدها درست إدارة أعمال في جامعة العلوم التطبيقية، بالإضافة إلى دراستي الماجستير في المحاسبة والتمويل بنفس الجامعة.كيف وفقتِ بين الدراسة والرياضة والحياة الخاصة؟- تنظيم الوقت من الأمور المهمة ويجب أن يكون هناك توازن، والرياضة لها دور كبير في الصحة النفسية والذهنية فهي تزيد من استيعاب الشخص ولم تكن عائقاً لي في أي شيء. ولكن الرياضة عندما تكون بشكل احترافي يكون الوضع أصعب لذا من المهم معرفة الأولويات وألا تؤثر على الحياة الخاصة ويمكن الموازنة بين الجانبين، وحالياً أفكر في دراسة الدكتوراه.ما هي رياضتك المفضلة وهواياتك الأخرى؟- ألعاب القوى هي الرياضة المفضلة وهي التي احترفت بها، كما تستهويني كرة السلة وقد شاركت في عدة مباريات بالمدرسة وأيضاً أحب القراءة، وتربية الطيور خاصة الببغاء.
من الذي شجعك على الاستمرار بممارسة الرياضة؟- المعلمات كان لهن دور رئيس في ممارستي للرياضة والاستمرارية فيها، وأسرتي أيضاً كان لها تأثير كبير خصوصاً والدي حيث كان يأخذني للتدريب وينتظرني حتى أنتهي ومن بين أخوتي وأخواني كنت أنا الوحيدة التي أحب الرياضة، ووالدي رياضي ومحب للرياضة وكنت أذهب معه لمشاهدة المباريات خاصة أنه من مشجعي فريق الأهلي.كيف انضممتِ للاتحاد البحريني لألعاب القوى؟- عام 2000 بالمرحلة الثانوية شاركت في مسابقة اللياقة البدنية وحصلت على المركز الأول وتم تكريمنا من وزارة التربية والتعليم، وفي نفس العام طلب الاتحاد البحريني فتيات للمشاركة في أولمبياد سيدني وقد ذهبت متأخرة عن المسابقة ولكن زميلتي مريم الحلي شاركت في المسابقة وكانت أول بحرينية تشارك في الأولمبياد. ورأى الاتحاد البحريني أن لدي مواهب وإمكانيات بحاجة لتطوير والحصول على بطل في المستقبل وأتى المدرب الجزائري نور الدين طاجين الذي دربني لمدة 6 أشهر وصقل موهبتي وذهبنا إلى معسكرات خارجية. وواصلت التمرينات والتحديات وفي عام 2001 تم تكوين أول فريق نسائي بحريني للمشاركة في المسابقات الدولية والعالمية وذلك بعد انقطاع وهدوء للرياضة النسوية، وكانت بداية الألفينات هي الانطلاقة للرياضة النسائية وكنا عبارة عن 13 امرأة.
ما هي أول مسابقة شارك بها الفريق النسائي البحريني؟أول مسابقة كانت البطولة العربية لألعاب القوى في سوريا في عام 2001 وحصلنا فيها على المركز الرابع.كم عدد المسابقات التي شاركتِ بها ؟لا يمكن أن أحصيها لأنها عديدة ومتنوعة وتشمل المسابقات الدولية والعربية الآسيوية والعالمية بالإضافة إلى المشاركة في الملتقيات الدولية والتي تقام كل أسبوع أو أسبوعين وعددها كبير جداً.ما هي أول جائزة حصلتِ عليها وأهمهم؟في عام 2003 شاركنا في البطولة العربية لألعاب القوى بالأردن وحصلت على أول ميداليتين ذهبيتين وهذه الجائزة لها قيمة خاصة في نفسي وأفتخر بها لأني كنت أول بحرينية تحصل على هذا المركز، وفي عام 2006 بأسياد «قطر – الدوحة» حصلت على المركز الأول في مسابقة 200 متر وهذه الميدالية الثانية التي كان لها أثر في غاية السعادة على جميع من حولي، وقد حظيت بشرف التهنئة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسىآل خليفة عاهل البلاد المعظم لحصولي على هذه الميدالية.بالإضافة إلى مشاركتي في أولمبياد أثينا وبكين ووصلت إلى النصف نهائي في مسابقة 200 متر، وحصلت على لقب أول امرأة عربية تتأهل لهذه المسابقة وكانت المنافسة بين أمريكا والجزر التابعة لها ولكنه إنجاز بالنسبة لي، وكنت أتمنى الوصول للنهائي ولكن لم تكتب لي.كيف واجهتِ الصعوبات والتحديات وانتقادات وسائل الإعلام؟- توجد تحديات عديدة خصوصاً أن عادات وتقاليد المجتمع البحريني الخليجي الذي لا يسمح للمرأة بالمشاركة في جميع المسابقات وكانت هناك مسابقات معينة للمشاركة بها ودخولي لهذا المجال منذ البداية كان بمثابة تحدٍ للمرأة البحرينية وخاصة أنه بحاجة لكثير من الصبر والتضحيات حيث إن فترة التمرين تكون لمدة 7 ساعات يومياً والذهاب للمعسكرات الخارجية ولا أرى أهلي وأصدقائي كثيراً فيكون اللاعب مُلكاً للوطن.أما بالنسبة لوسائل الإعلام لم أواجه انتقادات سلبية وكنت أستمع للأمور الإيجابية فقط، وكان هناك موقف أثر عند استضافتي بمقابلة تلفزيونية خارجية وكان توقيت عرضها مختلفاً عن البحرين في الصباح الباكر وقال لي الجميع إنهم انتظروا المقابلة خاصة الأمهات الكبار لرؤيتي وتشجيعي على مواصلة المسير، ولم يكن هناك عوائق كبيرة واجهتني وإن وجدت كان الإنجاز الذي أقوم به يمحي جميع العوائق، وعندما فزت في عدة مسابقات قام العديد من الأهالي بتعليم أبنائهم وبناتهم الرياضة والذهاب بهم إلى الصالات الرياضية للتدريب وأفتخر بأني كنت سبباً في ذلك.متى قررتِ الاعتزال وما هو السبب؟- قررت الاعتزال في 2010 لأسباب صحية حيث نصحني الأطباء بعدم مواصلة الرياضة والدخول في السباقات، ولكني الآن أعمل في مجلس الإدارة للاتحاد البحريني لألعاب القوى، واتجهت أيضاً للتدريب الرياضي وكنت مدربة لياقة بدنية في الجيم وهذا من تعلقي الشديد في الرياضة «ما أقدر أستغني عنها».مواقف حدثت لك في بلاد ذهبتِ إليها؟- كان البعض في البلاد الأوروبية يستغرب وجود امرأة محجبة في المجال الرياضي خاصة أنه أمر غير معتادين عليه بالنسبة لهم، وفي إحدى المعسكرات بالشيك عندما شاهدوني أستعد لمسابقة 200 متر كان لديهم شعور غريب اتجاهي وأني لن أستطيع أن أركض بشكل جيد، ولكن عند بدء السباق وفوزي عليهم جاؤوا للتحية وأوضحت لهم الأمر أن الحجاب ليس عائقاً وأن المرأة المحجبة تستطيع ممارسة الرياضة كما يحلو لها بالحجاب والبعض لديه نظرة محدودة، ولكن الآن هذه الثقافة تغيرت عن قبل بظهور العديد في السوشيال ميديا من الرياضيين الفتيات المحجبات. والبعض منهم كان يسألني هل من دون وضع الحجاب ستكونين أسرع؟، كنت أستغرب قليلاً ولكني أعلم أن هذه ليست ثقافتهم ولم يعتادوا عليها ولكني لم أفكر يوماً في خوض المسابقات بدون حجاب لأني منذ صغري وأنا معتادة عليه.
من هي قدوتك في الرياضة، وهل تريدين العودة للمسابقات؟- نوال المتوكل بطلة المغرب في الأولمبياد 400 متر، عندما أرى مسابقات أو أذهب لبطولات مع اللاعبين يراودني الحنين لمضمار الملعب لأني قضيت وقتاً ممتعاً في هذه الأماكن ولا يمكن أن أنساه أبداً.نصيحة للأجيال التي تحاول الاتجاه للمجال للرياضي؟- من يرى في نفسه أنه يحب الرياضة ويش-عر بأنه سيحقق شيئاً في المستقبل يجب أن يثق في نفسه وفي قدراته ويتحمل المسؤولية ويخوض التجربة وستجعله أقوى خاصة أن هذا الجيل مرتبط أكثر بالتكنولوجيا ويجب أن نحاول أن نريهم جوانب أخرى في الحياة ومنها الرياضة التي ستساعدهم على أن يعتمدوا على أنفسهم بصورة أكبر.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90