‏قال الباحث الرقمي صادق النايم إنه في ظل النظرة التشاؤمية المنتشرة بخصوص الوظائف حول العالم سواء كنتيجة لجائحة «كوفيد 19» أو بسبب الأزمات المختلفة المنتشرة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بات من المتوقع أن يكون هناك ضعف في الوظائف المعروضة وانتشار أوسع للتعطل، ويعزز ذلك مانشره مكتب إحصاءات العمل التابع لمكتب العمل الأمريكي بأن الوظائف المعروضة مؤخراً في أغسطس 2022 قد هبطت بنحو 1.1 مليون، وهو ثاني أكبر هبوط في تاريخ تقرير فرص العمل هناك منذ انطلاقه 2000.

وتابع أنه رغم ذلك فإن فرص العمل لاتزال عالية جداً في عالم التكنولوجيا، إذ إن شركات هذا القطاع في الولايات المتحدة الأمريكية سجلت توظيف أكثر من 25,500 عامل في نفس الشهر، وقد أظهرت إحصاءات العمال في الولايات المتحدة الأمريكية نمواً متزايدا في قطاع التكنولوجيا وزيادةً للوظائف فيه بنحو 175,700 وظيفة في 2022 بنسبة تصل إلى 46% عن العام الماضي و 92% عن 2019. وفي أوروبا ورغم الهبوط في التوظيف في مجال التكنولوجيا في شهر أغسطس إلى أنه لا يزال أفضل من العام الماضي.

‏وأضاف انه بحسب مجموعة Manpower Group المتخصصة في التوظيف على مستوى العالم فإن وظائف تكنولوجيا المعلومات والبيانات باتت رقم واحد حول العالم، متقدمة على وظائف التسويق والمبيعات واللوجيستيات والصناعات وكذلك وظائف خدمة العملاء.

‏وبين أن ما يميز مجال التكنولوجيا هو تعدد الوظائف فيه وتجددها بشكل دوري في كل عام، علما بأن أكثر وظائف التكنولوجيا طلبا في العام 2022 هي أمن المعلومات، وتحليل البيانات، وهندسة البيانات، وهندسة وتطوير البرامج، كما أن انتشار الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات جعل الشركات تتهافت على توظيف المهندسين والمطورين في هذا المجال الواعد للاستفادة منهم، علما بأن مجال التكنولوجيا يعتمد بشكل كبير على المهارات وليس فقط الشهادات.

‏وذكر انه من خلال كل هذه الأرقام يتضح للشباب أهمية اختيار التخصص الصحيح للمستقبل الذي يجب أن يكون مرتبطاً بحاجة سوق العمل له، مع إمكانية توفير فرصة العمل الحر من خلاله، كما أنه من الضروري على خريجي هذا المجال أن يستمروا في تطوير مهاراتهم وعلومهم حتى في فترة البحث عن الوظيفة لأن الجلوس في البيت وانتظار الوظيفة بالشهادة الجامعية فقط لا يعني إلا التأخر أكثر عن التطور في مجال التكنولوجيا المتسارع وفقدان الفرص.