من المؤسف أننا نعيش في اﻷلفية الثالثة وﻻتزال شريحة متعايشة في مجتمعاتنا تعاني من سطحية الفكر واﻻفتقار للقيم والمبادئ اﻹنسانية، عبر ما تمارسه من سلوكيات خاطئة حيال مواجتها ﻷشخاص من ذوي الفئات الخاصة، سواء عن طريق الصدفة المباشرة أو خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

قرأت في أحد اﻷعداد الماضية قبل بضعة أيام في الصحيفة التي طرحت مؤخراً موضوعاً يتعلق بدعوات أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بتدشين حملة توعوية للحد من التنمر على فئة متلازمة داون.

فلم تكن القصور الخلقية التي تنشأ منذ الوﻻدة بمشيئة إلهية، ذنباً مطلقاً كي يُعاقب عليها مصابو متلازمة داون وغيرهم من ذوي العزيمة، ليسمح بقذف الكلمات والعبارات اللفظية الجارحة، والتعليقات الساخرة في مواقع التواصل الاجتماعي، من ضعاف اﻷنفس المتنمرين في سبيل إخراج مشهد فكاهي ﻹضحاك اﻵخرين، وتثقل تكاليفه مشاعر ونفسية هؤﻻء الفئة المستهدفة وذويهم.

فإن وجود أشخاص من ذوي اﻹرادة في الحياة لم يكن للنظر من زاوية اﻹشفاق والعطف، وﻻ بعين السخرية والتصغير من شأنهم.

ولذلك يجب إقامة الحملات الإعلامية التوعوية للتصدي لظاهرة التنمر، وغرس قيم الاحترام والتعايش بين جميع أفراد المجتمع.

واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال التعدي على سﻻمة الغير والتسبب في الضرر النفسي والمعنوي، لردع كل متنمر يسيء إلى اﻵخرين ويهضم حقوقهم.

وبهذا الصدد، أقرت خارجية النواب بقانون يقضي بعقوبة المتنمر بالحبس مدة ﻻ تزيد عن ثلاثة أشهر وبالغرامة التي لا تقل عن 300 دينار وﻻ تتجاوز 3 آلاف دينار.

فهؤﻻء وقود اﻹصرار، نستلهم منهم الطاقة اﻹيجابية التي تقهر المستحيل لتحوله إلى إنجاز محقق، فهم أسمى معاني اﻹرادة لتذليل العقبات وتحطيم الصعاب للوصول إلى مضمار النجاح، فأيديهم بأيدينا يكتمل بناء الوطن وازدهاره. إيمان عبدالعزيز