أكد شيوخ دين أن الإيمان بالقضاء والقدر، هو أحد أهم مسببات الحياة السعيدة للإنسان، وكذلك أحد أهم أسباب ابتعاده عن التعاسة.

وأوضحوا أن الإيمان بالقضاء والقدر يكون بأن يسلم الإنسان أمره كله لله، ويؤمن به، وأن يكون على يقين تام بأنه لن ينال في هذه الدنيا إلا ما كتب الله له.

فمن جانبه، قال الشيخ الدكتور هشام الرميثي، إن الله عز وجل قبل أن يخلق الخلق، قدر لهم المسائل وقدر لهم كل شيء في اللوح المحفوظ، «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»، وفي حديث ابن عباس «واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.. رفعت الأقلام وجفت الصحف».

وبين أن هذا هو المعتقد السليم بالإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، ولا يرد القضاء والقدر إلا الدعاء، فيقول الله سبحانه وتعالى: «ادعوني أستجب لكم»، وفي موضع آخر: «وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب أجيب دَعوة الداع إذا دَعان فليستجيبوا لي وَليؤمنوا بي لعلهم يَرشدون».

وأضاف أن الإيمان بالقضاء والقدر هو جزء من الإيمان بالله، والنبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال في الإيمان: «أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ»، فلا يتحقّق الإيمان إلّا بالتصديق بالأركان كلّها، والإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمان.

وأكد على علم الله تعالى بالأشياء وكِتابته لها قبل كونها، على ما هي عليه، ووجودها على ما سبَق به عِلمُه، وكتابته بمشيئته وخلقه فلهذا يجب على العبد أن يطئمن فالله بيده كل شي فيجب أن تنشرح الصدور ويعلوها الفرح، وتنزاح عنها الأحزان والكدور، فما أحلاها من حياة عندما يسلِّم العبد زمام أموره لخالقه، فيرضى بما قسم له، ويسلِّم لما قدّر عليه».

بدوره، قال الشيخ يعقوب الدخيل، إن الإيمان بالقضاء والقدر، متعلق بتوحيد الربوبية لله عز وجل، فالقضاء والقدر هو سرُّ الله تعالى المكتوب الذي لا يعلمه إلا الله، مكتوب في اللوح المحفوظ، في الكتاب المكنون الذي لا يطَّلِع عليه أحد.

وأضاف الدخيل: «الإيمان بالقضاء والقدر يورث حسن الظن بالله، كما أن العبد الذي يسلم أمره لله، لا يبدي الاعتراض على أحكام الله الشَّرعية، ولا يعترض بكلمة ولا فعل، وعندما يكون هذا القدر إيماناً بالله وهداية، فإذا قدَّر الله لك الهداية تفرح به، وكذلك تحصل الاستقامة على المنهج في السَّرَّاء والضَّرَّاء، وعدم اليأس من انتصار الحق».

وقال إن «الإيمان بالقضاء والقدر في الحقيقة يورث الإنسان الشجاعة والإقدام، فالذي يؤمن بالقضاء والقدر يعلم أنَّه لن يموت قبل وقته، وأنه لن يناله إلَّا ما كتب الله عليه، ولذلك فهو يتوكل على الله في كل أمره، فما دام أنَّه يعلم أنَّ القدر الذي قُدِّر عليه مكتوبٌ، فإن ما قد يصيب المرء فإنه آت».

وتابع «رأينا بعض الظواهر والانعكاسات لعدم الإيمان بالقضاء والقدر، وقد تجلى ذلك في بعض المظاهر في الغرب خصوصاً، مثل إقدام البعض على الانتحار، أو الإصابة بالجنون، والهلوسة، واللجوء للعادات السيئة مثل المخدرات، وكل ذلك محاولة من الفرد غير المؤمن، للفرار من الواقع، ولو أنه واجه واقعه، ورضي بقدره، لكان خيراً له، بل إن بعضهم يقدم على تلك الأفعال لأسباب صغيرة الشأن، كالطلاق، والرسوب، ووفاة مطرب».