عباس المغني - تصوير: نايف صالح
عائلتي من أول الساكنين في مدينة عيسى عام 1966
مدرسة مدينة عيسى كانت ملتقى للطلاب من مختلف مناطق البحرين
زاملت رئيس النواب السابق أحمد الملا بجامعة العين الإماراتية
عملت مع 9 وزراء تعاقبوا على وزارة التجارة والزراعة
ترشحي للانتخابات جاء ضمن مسيرتي لخدمة المواطنين
غيرت مساري من التدريس للعمل بمختبر المياه الجوفية..
يصفه الناس بأيقونة العمل التطوعي المجاني، يخدم المواطنين بدون مقابل، جده بنى سفينة للديوان الأميري، وعينه جلالة الملك المعظم عضواً في مجلس أمانة العاصمة.إنه مجدي النشيط خريج الكيمياء في جامعة العين الإماراتية، الذي طلبته وزارة التجارة والزراعة في ذلك الوقت، وعمل مع 9 وزراء تعاقبوا على الوزارة.وفي حوار مع «الوطن» سرد فيه سيرته ومسيرته، قال النشيط إن عائلته كانت من أول الساكنين في مدينة عيسى عام 1966، وإن التحاقه بمدرسة مدينة عيسى الثانوية شكل جانباً كبيراً من تكوينه الفكري وتكوينه للعلاقات الاجتماعية، حيث كانت هذه المدرسة ملتقى للطلاب من مختلف قرى ومدن البحرين.وقال إنه زامل رئيس النواب السابق أحمد الملا بجامعة العين الإماراتية، وعند تخرجه من الجامعة كان مفترضاً أن يعمل بالتدريس، لكن وزارة التجارة والزراعة طلبته لتحمل مسؤولية مختبر المياه الجوفية، وتم توظيفه بالوزارة في 1985، وترقى بالمناصب فيها حتى تقاعده في 2013.وحول ترشحه في الانتخابات النيابية الأخيرة، قال إن ترشحه جاء ضمن مسيرته لخدمة المواطنين، وإن عدم فوزه في هذه الانتخابات لا يشغله، مؤكداً أنه سيظل يخدم المواطنين من أي موقع.وفيما يأتي نص اللقاء:حدثنا عن نشأتك ودراستك؟- ولدت في 8 سبتمبر 1960، في منطقة النعيم على يد طبيبة باكستانية، وكنت أول حفيد لجدي من الأم جاسم مرهون، وكذلك الحفيد الأول لجدي من جهة الأب أحمد النشيط. وهو ما أعطاني أهمية كبيرة لدى عائلات حماد والأدرج والنشيط من ناحية الوالد، وعائلة مرهون من ناحية الأم.درست الصف الأول الابتدائي في مدرسة ابن خلدون عام 1966، وعندما وصلت الصف الثالث الابتدائي انتقلنا إلى مدينة عيسى، وكنا من أول الساكنين هناك حيث كان يوجد 30 منزلاً في ذلك الوقت، ولم تكن هناك مدارس في مدينة عيسى، فتم نقلنا إلى مدرسة الرفاع الابتدائية في الرفاع الغربي. ثم انتقلنا إلى مدرسة المعامير الابتدائية للبنين بقرية العكر، وكانت مدرسة بدون أسوار، وتحيط بها المزارع، وفي فترة الفسحة نذهب إلى المزارع ونتعرف على الأهالي.وعند افتتاح مدرسة مدينة عيسى الابتدائية الإعدادية في 1969، انتقلنا إليها وكنت حينها بالصف الخامس الابتدائي، وفي المرحلة الإعدادية انتقلت إلى مدرسة مدينة عيسى الإعدادية الثانوية، التي كان يتجمع فيها الطلاب من مختلف مناطق البحرين لعدم وجود مدارس في المنطقة الغربية والعديد من المناطق، فكانت مدرسة مدينة عيسى ملتقى للطلاب من مختلف قرى ومدن البحرين، وهذا ساعدني في تكوين علاقات اجتماعية واسعة، والتعرف على الناس وثقافاتهم وأعرافهم وطباعهم. وكان معي في الدراسة شخصيات كثيرة منها وزير حقوق الإنسان السابق الدكتور صلاح علي.تخرجت في الثانوية عام 1979 وكان ترتيبي في التخرج 101، ودرست في جامعة العين في الإمارات العربية بتخصص كيمياء جيولوجيا حيث حصلت على بعثة من دولة الإمارات، وكانوا يمنحوننا مصروفاً شهرياً يبلغ 75 ديناراً، وكذلك مصروفات سفر إلى أربع دول كل سنة، وكان معي في الجامعة رئيس مجلس النواب السابق أحمد الملا.
وتخرجت في الجامعة في 1984، ورجعت إلى البحرين لأكون مدرساً، ولكن وزارة التجارة والزراعة طلبتني لتحمل مسؤولية مختبر المياه الجوفية، وتم توظيفي في الوزارة في 1985، وترقيت في المناصب حتى تقاعدت في 2013. وبعدها أصبحت عضواً بلدياً في مجلس بلدي الوسطى من 2013 حتى 2014، وبعد إلغاء مجلس بلدي الوسطى تم تعييني من قبل جلالة الملك المعظم عضواً في مجلس أمانة العاصمة من 2014 حتى 2018.اكتسبت كثيراً من المعارف والخبرات والمهارات خلال فترة عملي من 1985 حتى 2014 في إدارة مصادر المياه في وزارة التجارة والزراعة التي تغير اسمها عدة مرات، وعملنا معاً على تقديم الخدمات والحلول إلى المزارعين البحرينيين، ومثلنا البحرين في الخارج لنكتسب كثيراً من المهارات، منها مهارة التعامل مع المشاكل وإيجاد الحلول والتواصل والعمل كفريق.وعملت في عهده 9 وزراء تعاقبوا على وزارة التجارة والزراعة، وهم: حبيب قاسم، والمرحوم ماجد الجشي، والشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وفهمي الجودر، وجمعة الكعبي، ومنصور بن رجب، ومحمد علي الستري، وعصام خلف، وكان لكل وزير أسلوب إدارة خاص في طريقة العمل والتفكير، وهذا ساهم في منحي فرصاً لتعلم مهارات وخبرات من خطط العمل مع الوزراء والوكلاء.حدثنا عن بداية حبك للعمل التطوعي؟- في 1967 دخلنا العمل التطوعي مع تشكيلة الأحياء الرياضية في النعيم، حيث شكلنا فريق كرة قدم، وهذا يتطلب إدارةً وتوزيع مناصب، ويعلمك حس العمل الجماعي. كما أن منطقة النعيم مشهورة ببناء السفن، وجدي عبدالله يوسف مرهون كان من كبار القلاليف، وقد بنى سفناً للديوان الأميري في حياة الأمير الراحل المفغور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه.وعند اكتمال بناء أي سفينة يتجمع الجميع لدفع السفينة إلى البحر «فزعة»، فكنا نشارك في دفع السفينة وهذا علمنا التعاون والمساعدة بدون مقابل.كما أن المقصف التعاوني في المدرسة علمنا التعاون بشكل عميق، حيث يشارك أي طالب بأي مبلغ، ويكون مساهماً، ويقتصر النشاط على بيع المأكولات والمشروبات في المدرسة، وفي نهاية السنة الدراسية، يتم توزيع الأرباح على الطلبة المشاركين، ويعتبر المقصف التعاوني بمثابة شركة مساهمة للطلاب، وهذا يعلمهم توظيف الأموال واكتسابها، وتحمل المسؤولية عبر إنفاق جزء من الأرباح على المعونات الشتوية وتكريم الطلبة المتفوقين.وفي المدرسة اكتسبت العديد من مهارات الحياة والقيم المثلى كالتعاون والمشاركة وحب الخير للآخرين، وقد شاركت في المدرسة في مجموعة النجارة ومجموعة الزراعة لأني أجيد هذه الأدوار، ولم أنضم لمجموعة المسرحيات التي برز فيها هاني الدلال الذي يمثل دور غوار في فترة الطابور الصباحي، حيث يتم استثمار المسرحيات لإيصال رسائل هادفة.وماذا عن بداية عملك الخيري في مدينة عيسى؟- في 1978 تم تشكيل لجنة أهلية في جامع مدينة عيسى، وأنا من بينهم، ومهمتها الاهتمام بشؤون الجامع، والتدريس الصيفي، ومساعدة مرتادي الجامع المحتاجين عبر جمع التبرعات لهم من المصلين، وكان هذا العمل مقتصراً على الجامع.وفي عام 1986 تم بناء مأتم مدينة عيسى على نفقة المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وفي عام 1986 انضممت إلى إدارة المأتم. وهذا ما ساهم في توسيع عمل اللجنة الأهلية في جمعية مدينة عيسى التي كان يقتصر عملها على الجامع ومرتاديه، ليكون صندوقاً أهلياً في 1978 على مستوى مدينة عيسى، وفي عام 1993 تم تسجيله رسمياً، وكنت من المؤسسين، ورأست اللجنة الاجتماعية من 1983 حتى 2008. وشغلت دورة واحدة رئيساً للمجلس، وعدة دورات نائباً للرئيس.ومن المواقف المهمة في هذه الفترة أن رئيس الصندوق المرحوم الحاج ميرزا الحايكي توفي بعد 4 أشهر من رئاسته للصندوق، واحتراماً له، لم يتم تغيير المسمى رسمياً، ليبقى اسمه في تاريخ العمل الخيري، وبقيت بمنصب نائب الرئيس حتى نهاية الدورة.
وماذا عن جمعية مدينة عيسى التعاونية؟- تأسست جمعية مدينة عيسى التعاونية من مجموعة من خيرة الشخصيات في ديسمبر 1972، وكان الوالد أحد المؤسسين ويحمل العضوية رقم 5 من أصل 101 مؤسس. وكانت هناك عدة اجتماعات في أماكن متعددة، ومن ضمنها منزلنا، وكنت حاضراً بعض الاجتماعات وكان عمري في ذلك الوقت 13 سنة تقريباً، وأسمع ما يقولون، ولم تكن الفكرة غريبة علي لأنها شبيهة بفكرة المقصف التعاوني في المدرسة، ومثلما يكون هناك مقصف صغير لبيع المأكولات في المدرسة، تكون «برادة عودة» ومحل تجاري كبير، بحجم لم يكن موجوداً في السابق.وعندما تم تأسيس جمعية مدينة عيسى التعاونية، كنا أطفالاً نعمل على صف البضائع في الأرفف مجاناً، وكانت الأجواء جميلة في مدينة عيسى أثناء افتتاح الجمعية، وأنا دخلت مجلس إدارة جمعية مدينة عيسى التعاونية في 2005 واستمررت فيها حتى اليوم.ما هي أبرز هواياتك في الصغر؟- من أبرز هواياتي كانت كرة القدم، وقد لعبت كرة القدم منذ أن كان عمري 6 سنوات في منطقة النعيم، ومن المعروف في ذلك الزمان أن منطقة النعيم من عشاق فريق النسور «النادي الأهلي حالياً»، ومن أجل مشاهدة مباراة فريق النسور كنا نذهب سيراً على الأقدام من النعيم حتى حديقة الأندلس بالقرب من قصر القضيبية، حيث هناك ملعب المباريات التي يخوضها فريق النسور مع الفرق الأخرى، وكانت مشاعر المشجعين حماساً متأججاً، وأجواء يصعب وصفها، وعندما كانت مباريات فريق النسور تقام على أرض نادي المحرق كنا نذهب بالباصات.وفي 1969 عشقت الدوري الأوروبي، حيث إن الوالد عندما توظف في شركة نفط البحرين بابكو بعد انتقاله إلى مدينة عيسى، تم ابتعاثه إلى لندن في 1968 للدراسة، وخصوصاً أن بابكو كانت مهتمة بتطوير الموارد البشرية والاستثمار في المواطنين، وعندما يرجع الوالد إلى البحرين يجلب معه صحفاً ومجلات رياضية أوروبية، فأسأله عن هذا الفريق وذاك اللاعب، ومن هناك عشقت الدوري الأوروبي وأصبحت من المتابعين له منذ ذلك الزمان حتى اليوم.أنا من عشاق فريق النسور «النادي الأهلي»، وريال مدريد وليفربول، وباريس سان جيرمان، والزمالك المصري، والقادسية الكويتي، والنصر السعودي.هل لعبت كرة القدم مع فريق؟- لعبت مع فريق أهلي في النعيم، حيث كنا نتجمع ونشكل فرقاً ونلعب، وكان موقعي هجوماً، وكذلك لعبت في فريق بالجامعة، حيث كنا 35 بحرينياً ندرس في جامعة العين بالإمارات، وتم تشكيل فريقين لطلبة البحرين، فريق «أ» وهو أكثر احترافية وكان يضم رئيس مجلس النواب السابق أحمد الملا، وفريق «ب» وأنا أحد أعضائه، ونلعب مع فرق الجاليات التي تدرس في الجامعة.وكان أعضاء بعض الفرق في الجامعة من الجنسيات المختلفة منتسبين إلى نوادٍ، ويمتلكون مهارات احترافية في لعبة كرة القدم، ولهذا لم يحالف فريقنا الفوز ببطولة الجامعة، وتركت اللعب بعد أن أصبحت أباً ورزقت بأول مولود في 22 أغسطس 1986.ماذا عن دخولك الانتخابات البلدية؟- خضت الانتخابات البلدية في 2010 بالدائرة السابعة بالمحافظة الوسطى، ونافست 4 مترشحين، واحد منهم مدعوم من أكبر جمعية في ذلك الوقت، وحصلت على 23.40% في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية حصلت على 38.44%، ولم يحالفني الحظ بالفوز، وكان ترشحي ضمن مسيرتي في خدمة الناس، سواء كنت في مجلس بلدي أو خارج مجلس بلدي. وفي 2022 ترشحت لمقعد المجلس النيابي في الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة وتنافست مع 15 مرشحاً ومترشحة، ولم يحالفني الحظ.الفوز ليس هو الأهم، الأهم والأكثر أهمية هو أن تخدم الناس من أي موقع تكون فيه. وقد كنت عضواً في 2013 في مجلس بلدي الوسطى، وفي 2014 تم تعييني من قبل جلالة الملك المعظم عضواً في مجلس أمانة العاصمة حتى عام 2018.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90