سيد حسين القصاب


أكد شيوخ دين أن شهر رمضان فرصة للمسلم نحو التغير والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، مبينين أن الشهر الفضيل له نفحات روحانية تغاير باقي أشهر السنة ويجب على المكلف أن يعتزم التغيير والتقرب إلى الله عز وجل، موضحين أن هذه فرصة يجب على الجميع اغتنامها وأن في هذا الشهر الكريم تغفر الأعمال.

وذكر السيد جميل المصلي: «يطل علينا بعد أيام قلائل ضيف كريم تنتظره كل عام الملايين من البشر يسمى «رمضان» وهو تكليف فرض من رب العالمين على عموم المسلمين ممن توافرت فيهم شرائط الوجوب والواجب في تفصيل تكفلت به السنة النبوية واجتهادات أئمة المسلمين على تنوع مذاهبهم ومشاربهم الفقهية توافقاً واختلافاً».

وأضاف المصلي: «لا يختلف اثنان ممن يكون الإسلام دينه على أن شهر رمضان ليست حقيقته هو الإمساك عن المفطرات في قطعة زمنية محددة في ثلاثين يوماً أو التفنن في صناعة أشهى المأكولات أو التسمّر خلف شاشات التلفاز إلى حين بزوغ فجر العيد السعيد وإهداء التبريكات، وإنما هو واقع مرٌّ قد تربت عليه أجيال لا تفقه حقيقة شهر الغفران وصياغة الذات الإنسانية نحو الأكمل بل الكمال والبحث عن سبل تأصيل العلاقة مع الله عز وجل ولملمة أوراق شؤون الحياة نحو الأفضل، مع الأسرة، ومع الأرحام، ومع المجتمع بجميع تلاوينه المذهبية في مجمل قضاياه المصيرية، وليجعل هدفه الأسمى منه كل عام هو الرقي المعنوي أساساً».

وأوضح: «أن شهر رمضان هو دورة تربوية تختزل كل الفضائل من أمثال التكافل الاجتماعي والعفو عند المقدرة وفرملة النفس الجموح وكف الغضب والدعوة إلى الألفة والتآخي بين أطياف المجتمع والإصلاح وبناء الثقة وتعزيز الحس الوطني وغيرها كثير مما يرتقي بالمسلم أن يخطوه على سلّم التغيير، وألا يجعل شهره كسابقه بل يسعى بجد في مضمار تنمية الروح قبل إسعاد الجسد». وأكد بأن كل ذلك لا يتحقق من دون منظومة إيمانية بيئية وقبلهما عزمٌ على طي صفحات ماضٍ متعثر والبدء قبل البدء، أي إعطاء عهد مع الله تعالى والصدق مع النفس قبل غرة شهره الفضيل أن أكون إنساناً في ظل ما رسمه لي الباري جلت أسماؤه لا ما تمليه عليّ تنظيرات المنظرين في قوالب درامية مسلسلاتية.

وبين المصلي أن أهم تغيير يسعى إليه من صمم التغيير هو: رد المظالم المالية والمعنوية لمن اشتغلت ذمته، فإن للعباد حوبات وإن كانت للعباد مع الله أوبات، مضيفاً أن التغيير ينبغي أن يكون جذرياً ويشمل طيلة العام وأن شهر رمضان هو نقطة الانطلاق لما يحمله من نفحات روحانية تغاير باقي شهور العام، وبالإرادة والعزم والنية الخالصة تتمخض شخصية إيمانية لا تحقد ولا تغش ولا تمكر ولا تخون.

من جانبه، ذكر الشيخ عبدالناصر آل محمود: «أن الصائمين في شهر رمضان ثلاثة، منهم صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص، أما صوم العموم فهو الصوم عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر إلى المغرب، وأما صوم الخصوص فهو صوم العموم بالإضافة إلى صوم السمع والبصر واللسان واليد وسائر الجوارح عن الآثام في شهر رمضان نهاراً وليلاً، وأما صوم خصوص الخصوص فهو أعلى المراتب فهو صوم العموم والخصوص معاً وصوم القلب عن الهمم الدنيه والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله سبحانه وتعالى بالكلية».

وقال آل محمود: «أفضل الصائمين هم خصوص الخصوص، الذين يصوم قلبهم عن الدنيا ويطلبون القرب والمغفرة من الله سبحانه وتعالى، لذلك يجب على المسلم أن يكون من هؤلاء الصائمين الذين يعدون في أعلى مراتب الصوم، ويفيض الله عليهم من مغفرته، وكذلك مطلوب من المسلم التدبر والتمعن في آيات القرآن عند قراءته، ليكون شهر رمضان انطلاقة نحو التغير لمن كان بعيداً عن الله، وأن يتقرب من خالقه لأنه في شهر رمضان تتضاعف الأعمال وتفتح أبواب المغفرة».

وأضاف آل محمود أن شهر رمضان فرصة ليغير العبد من نفسه ويتقرب لله سبحانه وتعالى، مستشهداً بقول النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، مبيناً أنه يجب على المسلم اغتنام الفرصة والتقرب لله وجعل شهر رمضان نقطة التغير.

ودعا الشيخ عبدالناصر إلى تجنب ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى في كل الشهور وبالخصوص شهر رمضان، وقال الله تعالى: «إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا»، سورة النساء: الآية: 31».