محمد رشاد - تصوير: سهيل وزير
أغلى مشغولة ذهبية «كيس تسوق» بـ70 ألف دينار..
«ربيت» في المنامة وعمري 5 سنوات وهي الدم الذي يسري في عروقي
نصيحتي للشباب.. نيل المكاسب بالاجتهاد والعمل والصبر
الصدق «رأس مالي».. وأفضّل الخسارة من أجل عيون زبائني
«المرتعشة» و«كرسي جابر» و«صباح الخير» و«حب الهيل» و«عقال فيصل» و«شد الورد» أشهر التصاميم البحرينية
توقفت عن هواية ركوب «الموتور سيكل» رغم عشقي لها بسبب خوفي على أبنائي
«الذهب زينة وخزينة».. جملة يرددها تاجر المجوهرات «أحمد العلوي» وهو يتابع سعر الذهب على المواقع الخاصة بالبورصة العالمية، حيث يرى أن الذهب يحتفظ ببريقه كأداة للزينة والتباهي والجمال، وبقيمته كضمانة اقتصادية للأوقات العصيبة.
داخل ورشته لصياغة الذهب والمجوهرات بمنطقة توبلي التقت «الوطن» رئيس مجلس إدارة مجموعة العلوي ليروي رحلته مع عالم الذهب والمجوهرات وصناعة علامة تجارية تتميز تصميماتها بالحداثة المستوحاة من عبق الماضي وبريق اللؤلؤ، فيقول: «بدأت حياتي العملية بمتجر للألعاب في بدايات التسعينات حولته إلى متجر صغير لبيع وصياغة الذهب في شارع الشيخ عبدالله بسوق المنامة، واليوم نمتلك 4 فروع لمجوهرات العلوي بمجمع أفنيوز البحرين والسيف وفروع أخرى بمسقط، أكثر من 30 عاماً قضيتها في هذه المهنة لا أؤمن إلا بشيء واحد وهو أن «الصدق» رأس مالي وسبيلي الأوحد لنجاحي بعد فضل الله وكرمه».
وفيما يأتي نص الحوار:
حدثنا عن بداياتك في عالم التجارة؟
- أسسنا تجارتنا على يد الوالد في عام 1976 بشارع الشيخ عبدالله بسوق المنامة، بينما التحقت أنا بالعمل داخل متجر الألعاب الخاص بنا في عام 1992، وكنت حينها قد أكملت مرحلتي الثانوية وأستعد للانتقال للمرحلة الجامعية لكن سرعان ما قمت بتصفيته وتحويله إلى محل للمجوهرات، ومن هنا بدأت قصتي مع دهاليز هذه المهنة التي أعتبرها من المهن الشاقة والصعبة، ولدي من الأبناء: «يوسف، ونور، وجود، وعلي» حيث يعمل يوسف ونور معي في الشركة وأصبحا اليوم يديرانها ويقومان بجميع المهام على أكمل وجه وأنا فخور بهما وبنجاحهما في مواصلة مشواري الذي بدأته وأنا ابن الـ18 عاماً.
كيف بدأت مسيرتك مع تلك الصناعة حتى أصبحت اليوم تحظى بتقدير من الجميع؟
- في الحقيقة تجارة المجوهرات والذهب أثقلتني بخبرات كبيرة وأفادتني في حياتي كثيراً، فتجارة الذهب بحد ذاتها تجارة مربحة وتمثل عائداً استثمارياً قوياً، وهي مثل أي تجارة تحتاج إلى رأس المال واكتساب فنون المهنة، وبدأت احترافها من خلال جلوسي مع «الوالد» الذي يمتلك محلاً لبيع المصوغات الذهبية بسوق المنامة منذ السبعينات، فهو الذي علمني كيف أميز بين كل أنواع هذا المعدن النفيس، ثم بدأت في تطوير مشغولاتنا الذهبية وتحويلها إلى مفهوم عصري يمزج بين الطابع التاريخي التراثي البحريني بالطابع المعاصر في مختلف تصاميم الشركة، ولم أخش من المجازفة بقدر إيماني بأن تلك المشغولات سوف تناول إعجاب الزبائن، وهو بحمد الله ما قد حدث وزاد من شهرتنا ليس فقط في البحرين بل في مختلف الدول المجاورة.
هل تخشى من المنافسة مع الشركات الأخرى العاملة في مجالات صناعة الذهب؟
- أكنّ كامل الاحترام لكل من ينافسني في هذه الصناعة، فالمنافسة بالطبع مطلوبة ومرغوبة لأنها هي التي تحفز على الابتكار والبحث عما هو جديد في عالم الذهب والمجوهرات، وتجار البحرين أصحاب تاريخ وعطاء طويل وأسهموا في صناعة سوق هو الأفضل على مستوى المنطقة، ولا أنكر أنني تعلمت منهم الكثير والكثير، إلا أنني لا أخاف من منافسة أحد وأواجه المنافسة بالاعتماد على الجهد والكفاءة للوصول لما أطمح إليه، واستراتيجيتي أن أخطو خطوة بخطوة، واليوم بفضل الله زبائننا تثق فينا وفي منتجاتنا من المشغولات الذهبية التي وصلت لكل دول مجلس التعاون الخليجي، وأحاول بقدر المستطاع والممكن أن أرضي جميع الزبائن حتى وإن كلفني ذلك تحمّل الخسارة، فالأهم من كل ذلك المحافظة على العميل، وهنا أشير إلى نقطة في غاية الأهمية أننا بدأنا مبكراً في تجارة الذهب والمجوهرات عن طريق الإنترنت وهذا أمر في غاية الصعوبة خاصة وإن كان العملاء من خارج المملكة، لكن بفضل ثقتهم فينا زادت الطلبيات عن طريق مواقعنا الإلكترونية التي أنشأناها لهذا الغرض بعد أن بات البيع بالنظام الإلكتروني قوة لا يستهان بها في عالم «البيزنس».
كيف ترى حركة البيع في سوق الذهب في الفترة الأخيرة لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية؟
- أحب هنا أن أطمئن الجميع بأن مبيعات الذهب خلال موسم عيد الأم تجاوزت نسبة 300%، ونحن في مجموعة العلوي نكون حريصين على أن نصمم قطعاً ذهبية احتفاء بالمناسبات سواء الدينية أو الاجتماعية، فمن أشهر القطع التي صنعناها لهذا العام واحتفالاً بعيد الأم مجموعة «الهلال» الذهبية والتي صممت هذا العام على شكل هلال بمناسبة تزامن شهر رمضان المبارك مع مناسبة «عيد الأم»، كما أنه في الحقيقة مع بداية عام 2017 بدأت النهضة في قطاع الذهب وأعتقد أن ذلك كان بسبب تفاعل رواد الـ«سوشيال ميديا» مع منتجات الذهب وتصاميمه المتنوعة بما أعاد الثقة للمستهلكين لهذا المنتج النفيس.
ما هي أشهر التصاميم البحرينية المميزة في مشغولات الذهب؟
- بالطبع البحرين من الدول صاحبة الشهرة الواسعة في جودة ونقاء ذهبها، ولدينا في العلوي تصميمات بحرينية قمنا بتطويرها وتحديثها بشكل يرضي مختلف المراحل العمرية مثل «المرتعشة، وكرسي جابر، وصباح الخير، وحب الهيل، ودمعة جابر، وعقال فيصل، وشد الورد»، ونقوم بتصميها داخل ورشتنا لتصنيع الذهب، وحريصون على القيام بصاغة التشكيلات البحرينية التقليدية بجانب أنني قمت بجلب مشغولات ذهبية وقطع نادرة في مجازفة اعتبرها أصدقائي بالمقامرة، لكني في النهاية تمكنت من كسب ثقة الزبائن بفضل الذوق الذي تمتاز به القطع الذهبية التي نقدمها عندنا، ولقد نالت قبولاً كبيراً من مختلف الفئات العمرية للعملاء الذين هم سر النجاح والتميّز.
ماذا عن أغلى قطعة في فروع «العلوي»؟
- تميزنا في صناعة بعض القطع التي نصنعها بالطلب إلى عملائنا من خارج البحرين وكل ما يهمنا هو أن تبقى قطعنا محفورة في أذهان زبائننا، ووصلنا اليوم إلى أننا نحيكها يدوياً حيث يعمل مصممونا على فهم كل زبون وترجمة أفكاره إلى قطعة ذهبية، ومن أشهر القطع التي نعمل بها هي «صناعة الحقائب النسائية الخالصة من الذهب والتي يصل وزنها إلى ما يزيد عن كيلوغرام كما أنها ستغرق في صناعتها اليدوية ما يقرب من الـ90 يوماً إلى أن تنتهي كقطعة فريدة، تعكس شخصية من طلبها، وأغلى مشغولة ذهبية قمنا بتصميمها وبيعها كانت عبارة عن «كيس تسوق» بقيمة 70 ألف دينار ولله الحمد نستطيع أن نصنع أغلى من ذلك، إلا أن توجهنا في الفترة الحالية هو صناعة القطع غير المبالغ في أسعارها والمطعمة بالألماس.
أين شباب وشابات البحرين من مهنة صناعة الذهب؟
- في الحقيقة عدم وجود معاهد معنية بصياغة الذهب وتصميم المجوهرات سبب رئيس في قلة وجود العمالة الوطنية في صناعة هذا المعدن النفيس، على الرغم من أن العقول البحرينية تتميز بالإبداع والكفاءة لكنها تحتاج لاكتساب المهارات لإتقان أسرار ودهاليز هذه المهنة الدقيقة والحساسة في تشكيل قطع ذهبية أعتبرها بمثابة لوحات فنية تقدم للزبائن، ولا أخفي سراً أنني أتمنى في القريب العاجل أن تحمل مشغولاتنا كلها بصمة بحرينية خالصة بنسبة 100% وهذا ليس حلماً صعب المنال ولكن يحتاج للإرادة والرغبة، كما أرى أن دخول التقنيات الحديثة على صناعة المشغولات الذهبية دافع لدخول الكثير من البحرينيين في هذا القطاع الهام.
ما هي أبرز المعوقات حالياً في قطاع الذهب؟
- أعتقد أنه من أهم التحديات الراهنة التي نواجهها نحن جميعاً كتجار ذهب بحرينيين المنافسة «غير الشريفة» للمشغولات التي تطرح في السوق بجودة عالية وبأحدث الأجهزة والتقنيات، يقابلها شغل بدائي من بعض التجار الأجانب، كذلك التلاعب في تحصيل الضرائب سواء من خلال عدم منح الزبائن فواتير أو من خلال تغيير التواريخ، وأرى أن تعزيز الجهود بين الجهات المعنية والعاملين بقطاع الذهب، ضروة لبناء علاقات تكاملية لتجاوز التحديات، ووضع الحلول التي تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
ماذا عن هوايات رجل الأعمال أحمد العلوي؟
- بدأت أثناء دراستي الجامعية التدرب على ركوب «الموتور سيكل» وعشقت هذه الهواية لفترات في حياتي إلى أن تزوجت، وهنا شعرت بخطورتها فخشيت على أبنائي واضطررت لتركها، ثم توجهت بعد ذلك إلى الرياضة البحرية وبالخصوص ركوب الدراجات المائية «جت سكي» واليخوت، كما أنني أعشق ركوب الخيل، والغوص في مختلف مناطق العالم، أما اليوم فإنني تعلقت بتربية الطيور وتطييرها، وأرى في ذلك متعة حقيقية خاصة حين عودة الطير إلى المنزل مرة أخرى، كما أنني شغوف بالسفر لكن لا أستطيع أن أبتعد عن البحرين لفترة طويلة ودائماً أكون «ولهان» عليها.