قدمت أوراقي قبل إغلاق الترشح للانتخابات بـ5 دقائق في 2014
- خضت انتخابات اتحاد اليد للمرة الثالثة لتفويت الفرص
- بقينا في شتاء مشهد القارس من دون ثياب شتوية
- بنينا 7 صالات رياضية حين كنت مسؤولاً بـ"المؤسسة"
- أعدنا أرضاً صغيرة للدولة واستخرجنا المقر الحالي للنادي
حسن الستري، تصوير: نايف صالح
كانت رغبته وميوله حين كان طالباً في المرحلة الثانوية الالتحاق بوزارة الداخلية بعد التخرج، إلا أن لقاء على البحر وهو يذاكر جمعه مع مدير البنك البريطاني كان مفتاحه للعمل بالبنك ليتدرج فيه إلى أن يصبح أصغر مدير تنفيذي بالبنك.
هكذا بدأ النائب السابق عبدالرحمن بوعلي يروي مسيرة حياته لـ"الوطن"، ليستذكر مشواره بدءاً من دخوله نادي الحد كلاعب إلى أن ترأسه، ثم أصبح رئيس شؤون الأندية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة ورئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد.
واستذكر بعض المواقف التي صادفته، مشيراً إلى أن أصعبها كان بقاؤه مع بعض الزملاء في شتاء مشهد القارس دون ملابس شتوية، حينما حدث شجار بين الوفد البحريني والكويتي خلال في الفندق بعد مباراة بين الكويت وإيران للتأهل لكأس العام في مدينة مشهد الإيرانية، حيث تم إعادة الوفدين إلى البحرين والكويت ولم يكن لدينا تأشيرة وطلبوا منا النزول، حيث أجرينا اتصالات بالمسؤولين بالبحرين، وأخذونا إلى طهران، ومن طهران إلى البحرين. وفيما يلي اللقاء:
حدثنا عن بدايتك؟
- أنا من عائلة بوعلي التي تعيش في مدينة الحد منذ أكثر من 100 سنة، والدي علي عبد الرحمن أبو علي، أنجب 5 أبناء وابنتين، وكلهم على قيد الحياة ما عدا أخي عدنان يرحمه الله.
نشأت، في عائلة متدينة، كما هي الصفة الغالبة على أهل الحد في ذلك الوقت، عائلتنا معروفة عندنا في في مدينة الحد وبمملكة البحرين.
ماذا كان يعمل الوالد؟
- الوالد الله يرحمه كان يعمل في بابكو إلى أن تقاعد في سنة 1970؟
وماذا عن الوالدة، كيف كانت تربيتها؟
- الوالدة يرحمها الله، ربتنا تربية صارمة وحنونة في في نفس الوقت. ربتنا تربية سليمة مجتمعياً.
وكنا أول شي في البيت العود، ولما بلغ عمري تقريباً 7 سنوات اشترى والدي أرضاً قريبة من بيت العود، وبناها، وانتقلنا كلنا له، إلى أن تزوجنا وانتقل كل منا إلى منزله الخاص، ما عدا أخي عدنان الله يرحمه.
كنا نقطن بيتاً صغيراً به 3 غرف.
وماذا عن دراستك؟
- بدأت دراستي في مدرسة الحد الجنوبية، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة طارق بن زياد، ويومها لم يكن هناك ثالث إعدادي، وكانت لدي ميول تجارية فدرست التجاري في المدرسة الثانوية في المنامة.
التخصص التجاري في تلك الفترة لم يكن عليه إقبال، ألم ينصحك أحد من الأهل بتركه؟
- صحيح، الإقبال كان يومها على العلمي والأدبي، حتى بالثانوية لم يكن إلا صف واحد للتجاري بالمدرسة، الأهل تركونا على راحتنا، وكانت الأمور سهلة في الماضي وميسرة.
وكان من زملائي في المدرسة السفير خالد المسلم خالد وسلمان بن جبر المسلم ووزير المجلسين غانم البوعينين؟
وأين كانت وجهتك بعد التخرج من الثانوية؟
- كنت بالمسار التجاري، ولكن كانت ميولي أن التحقق بوزارات الداخلية، لأن أعمامي في وزارة الداخلية وأبناءهم، أذكر كنا ندرس على ساحل الحد، ومر علينا يومها مدير البنك البريطاني، فسألني أتذاكر، فقلت له نعم، فقال: وهل ستنجح، فقلت له: نعم، وهل ستوظفني لديك، فقال لي: إذا نجحت سأوظفك.
وبالفعل نجحت، يومها البنك البريطاني القديم كان مقابل المحكمة القديمة، وقابلناه، فأمر بتوظيفنا في الحال براتب يبلغ آنذاك 30 ديناراً.
استهوتني العملية، وأخذت دروس تقوية في معهد "البوليغلوت".
واستمريت مع البنك البريطاني، وتدرجت فيه إلى أن أصبحت أصغر مدير تنفيذي في البنك البريطاني.
كم سنة بقيت في البنك؟
- تقريباً في حدود 29 سنة، ففي السابق كان عمل البنوك مختلفاً عن الآن اختلافاً جذرياً. لم يكن إلا بنكين وقتها، ولم تكن هناك منافسة، بخلاف اليوم، الموظف هو من يبحث عن عمل وعليه أن يحقق "تارجت" معين، فبدأت الأمور تصعب بعض الشي، وأنا أحس أنه يتعذر علي أن أعطي أكثر، فطلبت إحالتي للتقاعد وكان ذلك عام 2000.
وأين كانت دراستك الجامعية؟
- لدي الدبلوم العالي من الجامعة الأمريكية.
حدثنا عن مشوارك مع نادي الحد؟
- كنت أمارس الرياضة في نادي الحد فطلب مني أن أعمل في البنك البريطاني في العدلية، وكان الدوام صباحاً وعصراً. فرفضت، فحولوني للرئيس التنفيذي، فقال لي لماذا ترفض العمل، فقلت له إنني لا أريد العمل بفرع العدلية. فبقيت بالنادي وتدرجت فيه إلى أن أصبحت رئيساً لنادي الحد.
بالوقت الذي كنت ألعب في النادي، كانت هناك مشاورات أنهم يريدون رئيس نادي جديد للنادي، فطلب مني أحد الأخوة ترشيح نفسي، ويومها كانت الأمور سهلة، إذ رشحت نفسي رغم أنني لم أكن عضواً بالجمعية العمومية، وبالفعل رشحت نفسي وفزت بالانتخابات
المشكلة التي كانت عندنا هي المقر كان قديماً، وكان لدينا لجنة يسمونها لجنة الحد الأهلية. وكانت تجتمع دورياً، وكانت تضم سيف المسلم وعلي المسلم وأحمد النعيمي والدكتور حمد السليطي، ومحمد عباس رحمهم الله، فكانت فيه هناك مجموعة من كبار رجال الحد وأنا بصفتي رئيس النادي كنت عضواً في الجمعية.
كنا نزور المسؤولين، حيث أذكر كانت لنا زيارة لوزير الإسكان وقتها الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء حالياً، وقال لنا إن الأرض التي لدينا لا تصلح لإنشاء نادٍ، فقلت له: "نحن متنازلون عن الأرض لمصلحة البلد ومصلحة الحد". فقال لي: متأكد؟ قلت له: نعم متأكد. الإخوة في اللجنة ينظرون لي نظرة استغراب، خرجت من الاجتماع وذهبت مع المهندس قاسم حبيب وطالبت بأرض أخرى كبيرة، فقال لي: "لم يكن هذا الاتفاق"، فقلت له: هل من المعقول أن تأخذون منا أرضاًً مجاناً، فأعطاني الخرائط وعدت للشيخ خالد بن عبدالله وطالبت بالأرض، فوافق عليها الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، وهي اليوم مقر نادي الحد الحالي.
وكيف أصبحت رئيس اتحاد كرة اليد؟
- بعد أن تركت البنك بفترة، طلب مني أن أنا ألتحق بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، فمسكت رئاسة شؤون الأندية بالمؤسسة، وأخبرت الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن لدي طموح أن أدخل على رئاسة اتحاد كرة اليد فبارك العملية قال أنا بدعمك.
بقيت رئيساً لدورتين، وبالدورة الثالثة لم يكن الوضع طيباً، لذلك لم أكن أنوي الترشح، ولكنني كنت أسمع إشاعات بأنني لن أفوز بالانتخابات، لذلك خضت الانتخابات وفزت، وباجتماع توزيع المناصب، قدمت استقالتي وطلبت من النائب علي إسحاقي أن يتولى رئاسة الاتحاد إلى أن تقرر الجمعية العمومية انتخاب بديل.
لم أكن أريد أن أعطي الفرصة لجماعة آخرين أن يقولوا أنني استقلت لعدم ثقتي بالفوز أو نتيجة لضغوطات.
حدثنا عن بصماتك على الصعيد الرياضي؟
- البصمات التي تركناها بالمؤسسة أو فترة وجودي في رئاسة الاتحاد، كانت كل الملاعب التي موجودة بالبحرين "أسفلت"، ففي ذاك الوقت، عينت مديراً للشؤون الفنية، وكنت مسؤولاً عن كل المنشآت. فقلت للشيخ فواز بن محمد آل خليفة، إننا نريد أن نبي صالات رياضية، لكل الأندية التي لديهم ألعاب جماعية، فقال لي: ومن أين الميزانية؟، فقلت له: هناك ميزانية منشآت بوزارة المالية لم تستغل، وأنا أعرف المبلغ الموجود، وبالفعل بنينا صالات لسبعة أندية تقريباً.
حدثنا عن موقف لا تنساه إبان عملك الرياضي؟
- أتذكر مرة كانت هناك مباراة بين الكويت وإيران للتأهل لكأس العالم في مدينة مشهد الإيرانية، وكانت البحرين لديها أيضاً مباراة أخرى مع منتخب آخر، وكان من المفترض إذا فازت الكويت على إيران نتأهل لكأس العالم مع الكويت، لكن إذا تعادلت الكويت مع إيران تتأهل إيران والكويت.
ما جرى أن الكويت وإيران تعادلا بعد أن كانت الكويت متقدمة، وجرى شجار بالفندق من بين الوفد البحريني والوفد الكويتي، فتم التوجيه بإعادة الوفد البحريني حالاً، فطارت الطائرة الخاصة وكان الجو شتاءً، ولم نكن مستعدين، وطلبنا من الوفد الصعود للطائرة، ولكن السلطات الإيرانية طلبت منا النزول للمطار، ولم يكن مع أحدنا تأشيرة، وليس من المناسب أن أتركه، فعادت الطائرة باللاعبين من دوننا، وبقينا في مطار مشهد بالجو القارس، إذ لم نكن نحمل ثياباً. أجرينا اتصالات بالمسؤولين بالبحرين بوزارة الخارجية، وأخذونا إلى طهران، ومن طهران إلى البحرين.
لننتقل إلى مشوارك السياسي، لماذا لم يحالفك الحظ بانتخابات 2012؟
لم أكن مستعداً لانتخابات 2012، لأن الموضوع لم يكن على البال، ولكن نائب المنطقة وقتها غانم البوعينين تم توزيره، فتقرر إجراء انتخابات تكميلية بهذه الدائرة، وعليه قررت خوض الانتخابات، ولعدم الاستعداد الجيد لم يحالفني الحظ.
ولكن بانتخابات 2014 الأمر اختلف، فكنت مستعداً بقوة لهذه الانتخابات، ولكني صرفت النظر عن الترشح لرغبة أحد الأخوة بتمثيل الدائرة، فلم أكن أريد أن أنافسه، بيد أن لجنة الانتخابات لم تقبل أوراقه، وأبلغني بذلك قبل نصف ساعة تقريباً من إغلاق باب الترشح، فذهبت بسرعة ووصلت للمركز في آخر 5 دقائق، وخضنا الانتخابات وحالفنا الحظ.
بفترة برلمان 2014 صدرت العديد من القوانين الحساسة، كضريبة القيمة المضافة، وارتفاع سعر البنزين مرتين، ما رأيكم؟
- موضوع ارتفاع البنزين كان قراراً حكومياً، لذلك لن أتحدث عنه، سأتحدث عن ضريبة القيمة المضافة. لأنني يومها كنت رئيس اللجنة المالية بالمجلس.
لم يكن لدينا مجال سوى الموافقة عليها، فهي قرار خليجي، والبحرين عضو بمجلس التعاون، كما أن هناك دول تقدم مساعدات للبحرين، وكان من ضمن شروطها لتقديم المساعدات فرض القيمة المضافة، لذلك كان أغلبية النواب يتجهون للموافقة عليها، فلم يكن أمامي إلى زيادة السلع المستثناة من الضريبة إلى 94 سلعة، وهذا ما حصل.
ولماذا لم يحالفك الحظ بانتخابات 2018؟
لأكن صريحاً معك، قبل الانتخابات بأشهر شكلت لجنة لإعادة هيكلة الدعم، وكنت عضواً فيها، ووقتها صرحت بأن الدعم يجب أن يكون مقتصراً على البحرينيين المقيمين بالبحرين، وبالطبع هذا المطلب لا يرضي كثيرين ممن يقيمون بالخارج أو لهم أقارب يقيمون بالخارج، ويشكلون نسبة مؤثرة بدائرتي، فتم تداول مقطع الفيديو إبان الانتخابات، وكان لهذا التداول تأثير على حظوظي.
وماذا عن انتخابات 2022؟
- الدائرة الثامنة دائرة صعبة، والمحظوظ من يفوز بها أكثر من دورة، كما أنه أضيفت لها بعض المجمعات كشرق الحد وهؤلاء سكانهم لا يعرفوني.
وكان منافسي الرئيس أحمد المسلم يتمتع بشعبية قوية، لذلك حالفه الحظ.
- خضت انتخابات اتحاد اليد للمرة الثالثة لتفويت الفرص
- بقينا في شتاء مشهد القارس من دون ثياب شتوية
- بنينا 7 صالات رياضية حين كنت مسؤولاً بـ"المؤسسة"
- أعدنا أرضاً صغيرة للدولة واستخرجنا المقر الحالي للنادي
حسن الستري، تصوير: نايف صالح
كانت رغبته وميوله حين كان طالباً في المرحلة الثانوية الالتحاق بوزارة الداخلية بعد التخرج، إلا أن لقاء على البحر وهو يذاكر جمعه مع مدير البنك البريطاني كان مفتاحه للعمل بالبنك ليتدرج فيه إلى أن يصبح أصغر مدير تنفيذي بالبنك.
هكذا بدأ النائب السابق عبدالرحمن بوعلي يروي مسيرة حياته لـ"الوطن"، ليستذكر مشواره بدءاً من دخوله نادي الحد كلاعب إلى أن ترأسه، ثم أصبح رئيس شؤون الأندية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة ورئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد.
واستذكر بعض المواقف التي صادفته، مشيراً إلى أن أصعبها كان بقاؤه مع بعض الزملاء في شتاء مشهد القارس دون ملابس شتوية، حينما حدث شجار بين الوفد البحريني والكويتي خلال في الفندق بعد مباراة بين الكويت وإيران للتأهل لكأس العام في مدينة مشهد الإيرانية، حيث تم إعادة الوفدين إلى البحرين والكويت ولم يكن لدينا تأشيرة وطلبوا منا النزول، حيث أجرينا اتصالات بالمسؤولين بالبحرين، وأخذونا إلى طهران، ومن طهران إلى البحرين. وفيما يلي اللقاء:
حدثنا عن بدايتك؟
- أنا من عائلة بوعلي التي تعيش في مدينة الحد منذ أكثر من 100 سنة، والدي علي عبد الرحمن أبو علي، أنجب 5 أبناء وابنتين، وكلهم على قيد الحياة ما عدا أخي عدنان يرحمه الله.
نشأت، في عائلة متدينة، كما هي الصفة الغالبة على أهل الحد في ذلك الوقت، عائلتنا معروفة عندنا في في مدينة الحد وبمملكة البحرين.
ماذا كان يعمل الوالد؟
- الوالد الله يرحمه كان يعمل في بابكو إلى أن تقاعد في سنة 1970؟
وماذا عن الوالدة، كيف كانت تربيتها؟
- الوالدة يرحمها الله، ربتنا تربية صارمة وحنونة في في نفس الوقت. ربتنا تربية سليمة مجتمعياً.
وكنا أول شي في البيت العود، ولما بلغ عمري تقريباً 7 سنوات اشترى والدي أرضاً قريبة من بيت العود، وبناها، وانتقلنا كلنا له، إلى أن تزوجنا وانتقل كل منا إلى منزله الخاص، ما عدا أخي عدنان الله يرحمه.
كنا نقطن بيتاً صغيراً به 3 غرف.
وماذا عن دراستك؟
- بدأت دراستي في مدرسة الحد الجنوبية، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة طارق بن زياد، ويومها لم يكن هناك ثالث إعدادي، وكانت لدي ميول تجارية فدرست التجاري في المدرسة الثانوية في المنامة.
التخصص التجاري في تلك الفترة لم يكن عليه إقبال، ألم ينصحك أحد من الأهل بتركه؟
- صحيح، الإقبال كان يومها على العلمي والأدبي، حتى بالثانوية لم يكن إلا صف واحد للتجاري بالمدرسة، الأهل تركونا على راحتنا، وكانت الأمور سهلة في الماضي وميسرة.
وكان من زملائي في المدرسة السفير خالد المسلم خالد وسلمان بن جبر المسلم ووزير المجلسين غانم البوعينين؟
وأين كانت وجهتك بعد التخرج من الثانوية؟
- كنت بالمسار التجاري، ولكن كانت ميولي أن التحقق بوزارات الداخلية، لأن أعمامي في وزارة الداخلية وأبناءهم، أذكر كنا ندرس على ساحل الحد، ومر علينا يومها مدير البنك البريطاني، فسألني أتذاكر، فقلت له نعم، فقال: وهل ستنجح، فقلت له: نعم، وهل ستوظفني لديك، فقال لي: إذا نجحت سأوظفك.
وبالفعل نجحت، يومها البنك البريطاني القديم كان مقابل المحكمة القديمة، وقابلناه، فأمر بتوظيفنا في الحال براتب يبلغ آنذاك 30 ديناراً.
استهوتني العملية، وأخذت دروس تقوية في معهد "البوليغلوت".
واستمريت مع البنك البريطاني، وتدرجت فيه إلى أن أصبحت أصغر مدير تنفيذي في البنك البريطاني.
كم سنة بقيت في البنك؟
- تقريباً في حدود 29 سنة، ففي السابق كان عمل البنوك مختلفاً عن الآن اختلافاً جذرياً. لم يكن إلا بنكين وقتها، ولم تكن هناك منافسة، بخلاف اليوم، الموظف هو من يبحث عن عمل وعليه أن يحقق "تارجت" معين، فبدأت الأمور تصعب بعض الشي، وأنا أحس أنه يتعذر علي أن أعطي أكثر، فطلبت إحالتي للتقاعد وكان ذلك عام 2000.
وأين كانت دراستك الجامعية؟
- لدي الدبلوم العالي من الجامعة الأمريكية.
حدثنا عن مشوارك مع نادي الحد؟
- كنت أمارس الرياضة في نادي الحد فطلب مني أن أعمل في البنك البريطاني في العدلية، وكان الدوام صباحاً وعصراً. فرفضت، فحولوني للرئيس التنفيذي، فقال لي لماذا ترفض العمل، فقلت له إنني لا أريد العمل بفرع العدلية. فبقيت بالنادي وتدرجت فيه إلى أن أصبحت رئيساً لنادي الحد.
بالوقت الذي كنت ألعب في النادي، كانت هناك مشاورات أنهم يريدون رئيس نادي جديد للنادي، فطلب مني أحد الأخوة ترشيح نفسي، ويومها كانت الأمور سهلة، إذ رشحت نفسي رغم أنني لم أكن عضواً بالجمعية العمومية، وبالفعل رشحت نفسي وفزت بالانتخابات
المشكلة التي كانت عندنا هي المقر كان قديماً، وكان لدينا لجنة يسمونها لجنة الحد الأهلية. وكانت تجتمع دورياً، وكانت تضم سيف المسلم وعلي المسلم وأحمد النعيمي والدكتور حمد السليطي، ومحمد عباس رحمهم الله، فكانت فيه هناك مجموعة من كبار رجال الحد وأنا بصفتي رئيس النادي كنت عضواً في الجمعية.
كنا نزور المسؤولين، حيث أذكر كانت لنا زيارة لوزير الإسكان وقتها الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء حالياً، وقال لنا إن الأرض التي لدينا لا تصلح لإنشاء نادٍ، فقلت له: "نحن متنازلون عن الأرض لمصلحة البلد ومصلحة الحد". فقال لي: متأكد؟ قلت له: نعم متأكد. الإخوة في اللجنة ينظرون لي نظرة استغراب، خرجت من الاجتماع وذهبت مع المهندس قاسم حبيب وطالبت بأرض أخرى كبيرة، فقال لي: "لم يكن هذا الاتفاق"، فقلت له: هل من المعقول أن تأخذون منا أرضاًً مجاناً، فأعطاني الخرائط وعدت للشيخ خالد بن عبدالله وطالبت بالأرض، فوافق عليها الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، وهي اليوم مقر نادي الحد الحالي.
وكيف أصبحت رئيس اتحاد كرة اليد؟
- بعد أن تركت البنك بفترة، طلب مني أن أنا ألتحق بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، فمسكت رئاسة شؤون الأندية بالمؤسسة، وأخبرت الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن لدي طموح أن أدخل على رئاسة اتحاد كرة اليد فبارك العملية قال أنا بدعمك.
بقيت رئيساً لدورتين، وبالدورة الثالثة لم يكن الوضع طيباً، لذلك لم أكن أنوي الترشح، ولكنني كنت أسمع إشاعات بأنني لن أفوز بالانتخابات، لذلك خضت الانتخابات وفزت، وباجتماع توزيع المناصب، قدمت استقالتي وطلبت من النائب علي إسحاقي أن يتولى رئاسة الاتحاد إلى أن تقرر الجمعية العمومية انتخاب بديل.
لم أكن أريد أن أعطي الفرصة لجماعة آخرين أن يقولوا أنني استقلت لعدم ثقتي بالفوز أو نتيجة لضغوطات.
حدثنا عن بصماتك على الصعيد الرياضي؟
- البصمات التي تركناها بالمؤسسة أو فترة وجودي في رئاسة الاتحاد، كانت كل الملاعب التي موجودة بالبحرين "أسفلت"، ففي ذاك الوقت، عينت مديراً للشؤون الفنية، وكنت مسؤولاً عن كل المنشآت. فقلت للشيخ فواز بن محمد آل خليفة، إننا نريد أن نبي صالات رياضية، لكل الأندية التي لديهم ألعاب جماعية، فقال لي: ومن أين الميزانية؟، فقلت له: هناك ميزانية منشآت بوزارة المالية لم تستغل، وأنا أعرف المبلغ الموجود، وبالفعل بنينا صالات لسبعة أندية تقريباً.
حدثنا عن موقف لا تنساه إبان عملك الرياضي؟
- أتذكر مرة كانت هناك مباراة بين الكويت وإيران للتأهل لكأس العالم في مدينة مشهد الإيرانية، وكانت البحرين لديها أيضاً مباراة أخرى مع منتخب آخر، وكان من المفترض إذا فازت الكويت على إيران نتأهل لكأس العالم مع الكويت، لكن إذا تعادلت الكويت مع إيران تتأهل إيران والكويت.
ما جرى أن الكويت وإيران تعادلا بعد أن كانت الكويت متقدمة، وجرى شجار بالفندق من بين الوفد البحريني والوفد الكويتي، فتم التوجيه بإعادة الوفد البحريني حالاً، فطارت الطائرة الخاصة وكان الجو شتاءً، ولم نكن مستعدين، وطلبنا من الوفد الصعود للطائرة، ولكن السلطات الإيرانية طلبت منا النزول للمطار، ولم يكن مع أحدنا تأشيرة، وليس من المناسب أن أتركه، فعادت الطائرة باللاعبين من دوننا، وبقينا في مطار مشهد بالجو القارس، إذ لم نكن نحمل ثياباً. أجرينا اتصالات بالمسؤولين بالبحرين بوزارة الخارجية، وأخذونا إلى طهران، ومن طهران إلى البحرين.
لننتقل إلى مشوارك السياسي، لماذا لم يحالفك الحظ بانتخابات 2012؟
لم أكن مستعداً لانتخابات 2012، لأن الموضوع لم يكن على البال، ولكن نائب المنطقة وقتها غانم البوعينين تم توزيره، فتقرر إجراء انتخابات تكميلية بهذه الدائرة، وعليه قررت خوض الانتخابات، ولعدم الاستعداد الجيد لم يحالفني الحظ.
ولكن بانتخابات 2014 الأمر اختلف، فكنت مستعداً بقوة لهذه الانتخابات، ولكني صرفت النظر عن الترشح لرغبة أحد الأخوة بتمثيل الدائرة، فلم أكن أريد أن أنافسه، بيد أن لجنة الانتخابات لم تقبل أوراقه، وأبلغني بذلك قبل نصف ساعة تقريباً من إغلاق باب الترشح، فذهبت بسرعة ووصلت للمركز في آخر 5 دقائق، وخضنا الانتخابات وحالفنا الحظ.
بفترة برلمان 2014 صدرت العديد من القوانين الحساسة، كضريبة القيمة المضافة، وارتفاع سعر البنزين مرتين، ما رأيكم؟
- موضوع ارتفاع البنزين كان قراراً حكومياً، لذلك لن أتحدث عنه، سأتحدث عن ضريبة القيمة المضافة. لأنني يومها كنت رئيس اللجنة المالية بالمجلس.
لم يكن لدينا مجال سوى الموافقة عليها، فهي قرار خليجي، والبحرين عضو بمجلس التعاون، كما أن هناك دول تقدم مساعدات للبحرين، وكان من ضمن شروطها لتقديم المساعدات فرض القيمة المضافة، لذلك كان أغلبية النواب يتجهون للموافقة عليها، فلم يكن أمامي إلى زيادة السلع المستثناة من الضريبة إلى 94 سلعة، وهذا ما حصل.
ولماذا لم يحالفك الحظ بانتخابات 2018؟
لأكن صريحاً معك، قبل الانتخابات بأشهر شكلت لجنة لإعادة هيكلة الدعم، وكنت عضواً فيها، ووقتها صرحت بأن الدعم يجب أن يكون مقتصراً على البحرينيين المقيمين بالبحرين، وبالطبع هذا المطلب لا يرضي كثيرين ممن يقيمون بالخارج أو لهم أقارب يقيمون بالخارج، ويشكلون نسبة مؤثرة بدائرتي، فتم تداول مقطع الفيديو إبان الانتخابات، وكان لهذا التداول تأثير على حظوظي.
وماذا عن انتخابات 2022؟
- الدائرة الثامنة دائرة صعبة، والمحظوظ من يفوز بها أكثر من دورة، كما أنه أضيفت لها بعض المجمعات كشرق الحد وهؤلاء سكانهم لا يعرفوني.
وكان منافسي الرئيس أحمد المسلم يتمتع بشعبية قوية، لذلك حالفه الحظ.