مع انتهاء العام الدراسي وبدء الإجازة الصيفية لا يكاد يخلو ذهن أب أو أمّ من أوقات تمرّ عليهم يشعرون فيها بالحيرة لمعرفة السّبيل الأمثل لتربية طفلهم، والنهوض بسلوكه، وتطوير مهاراته، فمن نافلة القول "إن ضبط النّفس ليس بالأمر الهيّن"، ولا يتمنّى أيّ والد أو والدة أن يجدا نفسيهما في مواقف كهذه، ومع ذلك فإن زبدة القول هي "إنّ الصّراخ والعنف الجسدي غير مجديين".

أطفالنا هم الأمل ومستقبل الغد علينا استثمارهم واستغلال طاقتهم، أكنت تتعامل مع طفل صغير أو مع مراهق غاضب، فيما يصلح لهم ولبناء وطنهم وعلينا استثمار تلك الطفولة وتلك الطاقات فيما ينفعهم ويقوي من مهاراتهم في الطفولة، كثير من الآباء يهتمون بأطفالهم ويتسألون كيف لهم أن يستغلوا وقت أطفالهم في الإجازة الصيفية، هناك طرق أخرى مجدية أكثر، وإحداها هو التأديب الإيجابي أحد مناهج الإرشاد الاجتماعي، حيث يساعد الأهالي على بناء علاقات إيجابية مع أطفالهم وعلى تعليمهم مهارات من قبيل المسؤولية، والتعاون، والانضباط الذاتي، وكيفية تحمل المسؤولية، فن إدارة الموهبة للطفل، فمع قدوم أيام العطلة والانتهاء من الدراسة، يقضي الأطفال طوال اليوم في المنزل دون الذهاب للمدرسة، الأمر الذي يجعلهم يقضون وقت فراغهم كله بالمنزل، وأوقات الفراغ شديدة الخطر على الصغار إن لم يتم استغلالها بشكل صحيح إدارة هذا الوقت، وتعليم الطفل كيفية استغلاله، من خلال التخطيط للأنشطة التي تساعد على استغلال أكبر قدر من تلك الأوقات فيما ينفع الطفل ويعزز مهاراته، ومهمة الآباء والأمهات في هذه الفترة أن يستغلوا وقت أطفالهم في أشياء مفيدة يهتمون بها وتفيدهم، منها ما هو بالمنزل وآخر كأنشطة خارجية ممتعة.

فمثال للفتيات من تحب الطهو أو تهتم بالمطبخ، فواجب على الأم أن تشجعها على عمل بعض الأكلات البسيطة معها في المطبخ أثناء إجازاتها، كذلك الطفل الموهوب في الرسم والتلوين علينا أن نطلق لهم العنان وذلك بإحضار الأدوات والألوان الخاصة بالتلوين وجميع الأطفال يحبون الرسم والتلوين ويستغرقون فيه وقتاً طويلاً دون كلل أو ملل أبداً؛ ويجعل البعض منهم أيضاً التعبير عما بداخله من خلال رسمه وتعبيراته، تفريع ما يدور في عقله، كما يمكن عمل مسابقات لهم من خلال أفضل لوحة.

كما يمكننا تعزيز ثقافتهم الدينية من خلال الأفلام الكارتونية أو من خلال الأنشطة في المساجد أو من خلال عمل ركن في المنزل وإقامة الروحانيات بداخله مع الطفل نفسه، ومن أهم الأنشطة أيضاً للطفل هو قراءة القصص والروايات له ومناقشته فيها وتشجيعه أيضاً على القراءة مما يزيد من ثروته اللغوية والمعرفية.

فالأطفال بطبيعتهم يميلون لتخيل وحب سماع القصص، ومما لاشك فيه أيضاً تزويد العلاقات بين العائلات والأصدقاء فلا مانع من حضور الأصدقاء لمنازل بعضهم البعض لتقوية العلاقات والصداقات الصحيحة والصحية بين الأطفال لبعضهم.

كذلك ركن الألعاب بالمنزل وهو كركن التعلم الذاتي بالمدرسة، فلماذا لا أضع لطفلي العديد من الألعاب كالبطاقات المختلفة والمتشابهة، وألعاب التشكيل بالصلصال الاصطناعي؟ وتجنباً لما لبعض الصلصال من أخطار، يمكن صنعه بالمنزل باستخدام الماء والدقيق والملح وأشياء بسيطة، ولعبة الفقاقيع والكثير الكثير من الألعاب المختلفة.

كل أم وأب رعيان في بيتهما وأطفالنا أمانة لدينا، فعلينا الحفاظ على تلك الأمانة والعمل على تنميتها والارتقاء بها، فلابد من التعرّف على موهبة كل طفل وتنميتها، تلك الثمار الصغيرة التي هي فاكهة لمستقبل مشرق واعد علينا العمل على نمائهم ورعايتهم في مجتمع ومجال صحي سليم، فاستثمروا تلك اليرقات الصغيرة لتكبر وتصبح فراشات للمستقبل لما يخدم دينهم ووطنهم.

أميرة البيطار