أكدت الباحثة في تطوير البرمجيات والحوسبة نورة الراشد أن أداء وفعالية أنظمة المؤسسات يعتمد بشكل كبير على مراقبة البيانات المتولدة من نشاطات المستخدمين على تلك الأنظمة، وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها بشكل واضح، ومع تقدمنا في القرن الواحد والعشرين، بات الأمر يتطلب منا تطبيق هذه المراقبة بطرق أكثر دقة وفعالية باستخدام الخدمات السحابية، وهذا يأتي في سياق تطور مجال تحليل الأداء والفعالية للأنظمة، والذي يمكن أن يسهم بشكل إيجابي في تعزيز أداء المؤسسات.
وتابعت أن عالم التكنولوجيا يشهد تزايداً ملحوظاً في مجموعة الخدمات المقدمة مؤخرًا، وهو ما أدى إلى تعزيز اعتماد المؤسسات على أنظمتها الداعمة وتقنياتها بشكل لافت، ويعتبر هذا التحول الرقمي ظاهرة أثرت بشكل جذري على البيئة العملية، حيث أصبحت الاستفادة الأمثل من التكنولوجيا أمراً حاسماً لزيادة الإنتاجية وتحسين الأداء، مشيرة إلى أن مجال الخدمات السحابية به فوائد كبيرة ويمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز وتحسين أنظمة المؤسسات وفعاليتها.
وأكدت أن مشروع «تحليل أداء وفعالية أنظمة المؤسسات باستخدام الخدمات السحابية» يركز على تحليل البيانات بطريقة تسمح لصنّاع القرار من مراقبة أداء الأنظمة، ويتم ذلك من خلال استخدام أدوات فعالة ذات دقة عالية، تسهم بفعالية في تحسين أداء الأنظمة، ويأتي المشروع كاستجابة لحاجة المؤسسات لضبط وتحسين أدائها، مع التركيز على زيادة النتائج الإيجابية والكفاءة في الأداء.
ونوهت إلى أن بيئة التحليل ومراقبة البيانات ستصبح أكثر مرونة وأماناً من خلال توظيف الخدمات السحابية، إذ تُمكّن هذه الخدمات المؤسسات من نقل ومعالجة وتخزين كميات كبيرة من البيانات بشكل فعال وسريع، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من التشفير والسرية، وحيث يبدأ المشروع بجمع البيانات من مصادر متعددة داخل المؤسسة، مثل تحركات الموظفين والعملاء وأداء الأنظمة ذاتها من خلال معالجة وتحليل هذه البيانات، ويمكن تحقيق مراقبة دقيقة لأداء البنية التقنية في المؤسسة.
وبينت أن التنبيهات والإشعارات تعتبر الجزء الأكثر أهمية في هذا المشروع حيث تعمل خدمات السحابة التحليلية على مقارنة البيانات المدخلة بعدة معايير محددة مسبقاً، وفي حالة اكتشاف أي انحراف عن هذه المعايير، يتمكن النظام من تنبيه المؤسسة بصورة فورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وهذا يساعد على تقليل الخسائر الناتجة عن الانحراف عن المعايير المبرمجة في البنية التقنية للمؤسسة.
وختمت أنه في ظل التهديدات المتزايدة لتسريب البيانات واختراق الأمان في عالم التكنولوجيا، يجب ضمان سلامة نقل وتخزين البيانات إلى السحابة لتفادي حدوث أي من حوادث الاختراق والتسريب، وتُوفر خدمات السحابة بيئة آمنة ومشفّرة لتحليل بيانات المؤسسات، مما يقلل من هذه المخاطر.