الدراسة بالخارج ساعدتني في الحصول على وظيفة

الوالد هيّأ لنا البيئة التعليمية منذ الصغر

مشروع المكتب الرئيسي لـ«بتلكو» أعطى مكتبي السُمعة

تعييني في العمل البلدي حمّلني شرف خدمة المواطنين


سيد حسين القصاب - «تصوير: نايف صالح»

ترعرع في بيئة تعليمية، حيث كان والده أول وزير تربية وتعليم في البحرين، كما ساعدته الدراسة بالخارج على الحصول على وظيفة ومنها كانت الانطلاقة.. بهذه الكلمات وصف المهندس مازن أحمد العمران مسيرته لـ«الوطن»، مبيناً أنها كانت ومازالت مسيرة مكلّلة بالعلم والإنجازات الكثيرة التي هي محط فخر واعتزاز له.

وبيّن العمران أنه عمل على مشاريع كبيرة في البحرين من خلال مكتبة الخاص بالاستشارات الهندسية، حيث عمل على تنفيذ مشروع قسم الأورام بمستشفى الملك حمد بكلفة 52 مليون دينار، بالإضافة إلى مجمع دلمونيا، وبرج المؤيد وصالة المؤتمرات بفندق الخليج، وغيرها من المشاريع العديدة التي نفّذها مكتب مازن العمران للاستشارات الهندسية.

وأشار إلى العمل البلدي، حيث كان نائباً لرئيس مجلس أمانة العاصمة، وقال: «إن العمل البلدي كان شرفاً لي لخدمة المواطنين والمقيمين، والشرف الأكبر هو تعييني من قبل جلالة الملك المعظم، حيث كان مجلس 2014 هو أول مجلس أمانة عاصمة معيّن من قبل جلالته، وهذا ما دفعني للعمل والإخلاص لخدمة الناس». وفيما يلي الحوار:

حدثنا عن حياتك في الطفولة؟

- ولدت في المحرق عام 1953، وعشت فيها حتى الرابعة من عمري، وفي سنة 1957 انتقلنا إلى المنامة، واستقرينا في العاصمة لفترة طويلة، وبالنسبة إلى ترتيبي بين إخوتي، فأنا الثالث والأصغر بينهم، وتربيت في بيئة تعليمية، بسبب أن والدي أول وزير تربية وتعليم في مملكة البحرين، وكان رجل تعليم حيث هو من بدأ النهضة التعليمية في البحرين، وكانت هوايتي هي هواية والدي، وهي صيد الأسماك، حيث كنا نذهب في كل نهاية أسبوع إلى صيادة الأسماك.

وماذا عن تعليمك المدرسي والجامعي؟

- لأن والدي كان في سلك التربية والتعليم، ففضل ألا ندرس في مدارس الحكومة، لكي لا تتضارب المصالح، ولا يتمّ تفضيلنا على غيرنا من الطلاب، وعلى أساس ذلك أدخلنا إلى مدرسة «سيكرت هارت سكول»، فكانت دراستنا الصباحية في المدرسة، وخوفاً من الوالد على اللغة العربية، فكان يحضر لنا مدرس عربياً في فترة المساء لتدرسينا اللغة العربية، فلما بلغت من العمر الحادية عشر، أرسلني إلى مدرسة بو رمانة في لبنان، فأكملت7 مواد وبالتالي دخلت الجامعة الأمريكية ببيروت.

وفي ذلك الوقت بدأت بعض الأحداث في بيروت، فتوجهت من لبنان إلى بريطانيا، وأكملت دراستي الجامعية في مجال الهندسة المدنية في معهد جامعة مانشستر للتكنولوجيا بالمملكة المتحدة، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية مع مرتبة الشرف، وعدت إلى مملكة البحرين في عام 1977.

وكيف كانت بداياتك في العمل الهندسي؟

- عند عودتي في عام 1977، تقدمت لوظائف عديدة، ومنها شركة أجنبية إنجليزية، فعندما تقدمت إلى هذه الشركة، تمّ قبولي فوراً بسبب أنني أحمل شهادة من جامعة مانشيستر، فكنت أعمل 10 ساعات ميدانياً من السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، فعمل في مشاريع لشركة ألبا، ومشاريع أخرى لشركة بتلكو، وآخر مشروع كان بناية يوني تاق، بعد ذلك توظفت في شركة «UBF» وهي شركة تابعة لوزارة الإسكان لتصنيع البيوت والعمارات الجاهزة، فعملنا على عمارات الإسكان القديمة، ولا تزال قوية، وكنت في هذه الوظيفة من سنة 1999 حتى سنة 1985، وبالتالي قرّرت أن أفتح لي مكتب هندسة خاص بي.

حدثنا عن مكتب مازن العمران للاستشارات الهندسة.

- بعد 7 سنوات عمل وخبرة في المجال الهندسي، قرّرت في عام 1985، فتح مكتب خاص لي، بالخبرة الكافية من سنوات العمل، ولا أنسى مساعدة الوالد لي، حيث أعطاني المكتب وكان طابقين آنذاك، وبالنسبة إلى أول مشروع حقيقي لنا، كان بعد سنتين من بداية فتح المكتب، رست لنا مناقصة مشروع للمبنى الرئيسي لشركة بتلكو الواقع في الهملة، وتقدّر قيمته بـ23 مليون دينار، ويعتبر هذا المبلغ كبيراً في سنة 1987، وعملنا على هذا المشروع وبتوفيق من الله انتهينا من العمل في الوقت المحدد وضمن الميزانية المحددة، وفي الحقيقة كسبنا سُمعة ممتازة بسبب هذا المشروع الذي اعتبره الانطلاقة الحقيقية للمكتب.

ما هي أهم المشاريع التي عمل عليها مكتب مازن العمران؟

- بالنسبة إلى المشاريع الأساسية، عملنا على برج المؤيد، وصالة المؤتمرات بفندق الخليج، ومبنى المحاكاة لطيران الخليج، وبناية أشرف، وصالات الرياضة لكرة اليد والسلة بأم الحصم، ومجمع سكني في منطقة الجسرة، وأما للمشاريع الأعلى، فقبل 10 سنوات عملنا مشروع مستشفى الأورام بمستشفى الملك حمد وكانت قيمة المشروع 52 مليون دينار، وكان مشروعاً ناجحاً.

وبعدها حصلنا على مجمع دلمونيا، وأنجزناه في المدة المطلوبة، وغيرها من المشاريع العديدة، التي نفتخر بها، والمكتب توسّع من 5 أشخاص إلى 40 شخصاً مع مرور الزمن، وذلك بسبب المشاريع الكبيرة التي عملنا عليها.

تقلّدت مناصب عدّة ومنها نائب رئيس مجلس أمانة العاصمة، حدّثنا عن العمل البلدي؟

- في عام 2014 تم تعييني من قِبَل جلالة ملك البلاد المعظّم، نائباً لرئيس مجلس أمانة العاصمة، وفي تلك السنة كان أول مجلس بلدي يتمّ تعيينه من قِبَل الملك وليس منتخباً من قبل الشعب، لذلك كان فخراً واعتزازاً لي أن يتمّ تعييني من قِبَل جلالته، وكانت أمانة على عاتقي أن أعمل واجبي بكلّ أمانة وإخلاص.

وكنت أقوم بزيارات للمدن والقرى والأسواق، وأجلس مع الناس وأحاول معرفة ما هي احتياجاتهم من خدمات، وفي الحقيقة لم يكن العمل جديداً بالنسبة لي بسبب أنني معتاد على عمل المقاولات والبلديات، بسبب كوني مهندساً وأتعامل يومياً مع مثل هذه الأمور في مكتبي الخاص.

برأيك ما هي أهم إنجازات مجلسكم البلدي؟

- في ذلك الوقت كأن عدد سكان أمانة العاصمة 532 ألف شخص، وكانت العاصمة أكبر محافظة، وبها أكبر عدد مجمعات، وأنجزنا العديد من الأمور مثل مساعدة حل مشاكل إنجازات العمل البلدي، ولأول مرة عملنا مجلساً مفتوحاً في يوم الخميس من التاسعة صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً، حيث فتحنا باب الاستقبال إلى الأهالي لمن لديه أي شكوى أو ملاحظة أو موضوع عالق يحتاج إلى حل.

وأيضاً من الأمور المهمة، أصبحت علاقتنا مع أمانة العاصمة أقرب، فمكننا ذلك من الاتفاق على القوانين بتوافق بين الجميع، فمثلاً أنشأنا ممشى سترة، وبعض المماشي الأخرى، ولكن الأهم من ذلك أن مكاتب الأعضاء مفتوحة للجميع.

وكيف استطعتم التواصل مع الناس كونكم أول أعضاء معينين وليس منتخبين؟

- عملنا كفريق واحد، ولم نقسم الأعضاء على دوائر، وإنما عملنا أقسام لمجال العمل، على سبيل المثال عملنا اللجنة الفنية ولجنة الخدمات ولجنة الإعلام، وكل لجنة مسؤول عنها عدد من الأعضاء، ونرى من اللجنة المعنية بكل مشكلة تصلنا بغض النظر عن الدائرة، فكان الأعضاء جميعهم يعملون على الدوائر جميعها، وفي الحقيقة أن معظم مشاكل المواطنين كانت تتعلّق بالخدمات، كالشوارع غير المعبّدة أو عطل بالإنارة، والجدير بالذكر كانت لدينا القوة لنتكلم ونوصل طلبات المواطنين إلى الوزارات، وذلك بسبب كوننا معينين من قِبَل جلالة الملك حفظه الله ورعاه.

هل كان هناك اختلاف بين عمل الرئيس ونائبة عن عمل باقي الأعضاء؟

- في الحقيقة لم يختلف، بسبب أننا كنا نعمل كفريق واحد، وكانت مكاتبنا جميعاً مفتوحة لجميع المواطنين والمقيمين، وبإمكان أي أحد أن يدخل على أي عضو أو على الرئيس ونائبه، ويشرح له مشكلته، إضافة إلى ذلك كان عملياً كنائب رئيس المجلس هو الاجتماعات مع مدير عام أمانة العاصمة الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، ومناقشة مشاكل المواطنين والمقيمين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.

كيف تلقيت خبر تعيينك نائباً لرئيس مجلس أمانة العاصمة؟

- التعيين من قبل جلالة الملك المعظم، هو مصدر فخر واعتزاز إلى أي شخص، فكنت سعيداً كون أنني عُيّنت من قبل جلالته، ورحّبت بالفكرة وقررت تلبية هذا الواجب، ولكي أكي صادقاً، هذا التعيين جعل على عاتقي تحمّل المسؤولية أكثر والحرص على العمل بكل أمانة وإخلاص لخدمة البلاد والعباد، وبالنسبة إلى أعمالي الأُخرى، فرغت نفسي منها بعض الشيء للتركيز على العمل البلدي، وأتمنّى أنني كنت بقدر طموح جلالة الملك المعظّم في خدمة المواطنين خلال الأربع سنوات التي قضيتها في العمل البلدي.

أحد مناصبك رئيس دوري الشركات والمؤسسات لكرة القدم منذ 1981 حتى الآن، حدّثنا عن دوري الشركات.

- بدأ دوري الشركات في عام 1981، وكانت الفكرة هي أن هنالك الكثير من موظفين الشركات لاعبي كرة قدم، ومنهم من ترك ممارسة الكرة بسبب ارتباطه في العمل، وهنالك لاعبون ذوو إمكانيات فنية عالية، فاقترحنا على شركة ألبا، ورحّبوا بالفكرة، وكان هنالك شخص بريطاني قال إن هنالك لاعبين لا يملكون الفُرصة في النوادي ولديهم طاقة وشغف للعب كرة القَدَم، وبعد ذلك رحب الجميع بالفكرة، وانطلق أول دوري للشركات في عام 1981، وكان شركة ألبا وبتلكو وأسري والكهرباء وبابكو وجيبيك، وكان إعداد الفرق في ازدياد مع مرور الوقت، إلى أن وصلنا إلى 12 فريقاً، وكان هناك درجة أُولى ودرجة ثانية، وكانت شركة ألبا بطلاً للدوري في أول 3 سنوات، واقترحنا أن يكون هنالك رعاة للدوري، لكي نستطيع التوسع وتكون هنالك موارد أكثر.

هل كان هنالك دعم لدوري الشركات؟

- لا لم يكن هنالك دعم، وإنما على رعاة البطولة، والشركات المشاركة هي التي تموّل الدوري، ولم يشهد الدوري نقصاً للموارد المالية في أي سنة من السنوات، كما أن الدوري لم يقف أبداً منذ تأسيسه في عام 1981 حتى الآن، ما عدا سنتين بسبب جائحة كورونا، وهذا دليل على أن دوري الشركات مهمّ بالنسبة إلى الشركات نفسها.

هنالك أمر جداً مهمّ، وهو أن الشركات أصبحت توظف موظفين يجيدون لعب كرة القَدَم بهدف إدراجهم في الفريق، ففي إحدى السنين، كان فريق طيران الخليج يملك 7 لاعبين في المنتخب، وتمّ توظيفهم للّعب في الفريق، وبعد سنوات سمحنا للفرق بجلب محترفين اثنين فقط في الفريق، وهذا دليل على التنافسية والمستوى العالي في دوري الشركات.