ياسمينا صلاح


الابتكار والتسويق يزيدان من كلفة الجهاز

أكد المتخصص التكنولوجي والمدرب راشد يادكار، أن مستوى العرض والطلب له دور هام في تحديد أسعار الهواتف المحمولة، فإذا كان الطلب على الهواتف الجديدة عالياً ويفوق العرض المتاح، فإن الشركات قد تزيد الأسعار للاستفادة من هذا الطلب العالي، كما تتعدد العوامل والأسباب المؤثرة على صناعة الهواتف المحمولة من وجهة نظر الجهات المصنعة للهواتف المحمولة منها التكنولوجيا والابتكار.

وأضاف، أن ارتفاع شعبية الهواتف الذكية وتزايد اعتماد الناس عليها في حياتهم اليومية، يؤدي إلى زيادة الطلب على التكنولوجيا والأجهزة الأحدث، ما يؤثر في الأسعار، كما أن تكاليف الشحن والتوزيع ورسوم التخلص من النفايات الإلكترونية، والضمان وخدمات ما بعد البيع.

ولفت يادكار، إلى أن جميع هذه العوامل تضيف تكاليف إضافية للشركات المصنعة مما يؤثر في سعر المنتج النهائي، بالإضافة إلى التضخم العالمي ومشاكل سلاسل التوريد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار المنتجات بشكل عام.

وأوضح أن جهود الجهات المصنعة للهواتف لتلبية توقعات المستهلكين والتنافس في السوق، يؤدي إلى تطوير مكونات الهواتف وتحديثها بشكل مستمر، مثل الشاشات عالية الدقة، والمعالجات الأفضل، والكاميرات، من جهة أخرى فإن لمصاريف التسويق والإعلان والعلامة التجارية لهذه الشركات تأثيراً كبير في عملية التسعير.

ونوه بأنه على مدى السنوات الأخيرة، ومع كل إصدار جديد لشركات الهواتف ينشغل الناس بمناقشة أسباب ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة، إذ شهدت ارتفاعاً ملحوظاً ومستمراً رغم زيادة الطلب عليها، حيث أصبحت الأجهزة الجديدة أكثر تكلفة بشكل عام، ويسعى صناع الهواتف المحمولة باستمرار إلى تطوير ودمج تقنيات جديدة ومبتكرة في أجهزتهم، وهذا يتطلب إجراء العديد من الأبحاث والتطوير، والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والإنتاج، ومن ثم تتحمل هذه التكنولوجيات الجديدة تكاليف عالية، مما ينعكس بشكل مباشر على أسعار الهواتف النهائية.

وبين يادكار، أن ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة يعود في الغالب إلى الابتكار التكنولوجي المستمر، واستخدام المكونات ذات الجودة العالية في التصنيع، وتكاليف التسويق والإعلان، والتوازن بين الطلب والعرض، بالإضافة إلى التكاليف الإضافية الأخرى، فمثلاً مع آيفون 15 تشير التوقعات لزيادة أسعار الهواتف الجوالة بشكل كبير بسبب التحول من الفولاذ المقاوم للصدأ إلى التيتانيوم في تصميم الهيكل، بالإضافة إلى إدخال نظام الكاميرا بعدسة البيرسكوب الجديد، ولكن رغم ذلك تتوقع شركة أبل أن يكون هناك طلب قوي على هذا المنتج لأنه يوفر للمستهلكين مزايا وتقنيات متقدمة تستحق قيمته. وذكر أنه يجب إدراك بأن التكنولوجيا المتقدمة والابتكار يأتي بتكلفة، ومن المرجح ظهور تطورات وابتكارات مستقبلية تستدعي أسعارا أعلى أيضاً، لكن الأمر يبقى مرهوناً بالمستهلك نفسه، إذ يجب عليه اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على احتياجاته الفردية وحدود ميزانيته الشخصية، مع النظر في القيمة المضافة والميزات التي سيقدمها له الجهاز الجديد قبل شرائه.