ليس بالغريب على مملكة البحرين نيل مراكز متقدمة عالمياً في كافة القطاعات والمجالات، لما تحظى به من دعم من لدن حكومتنا الرشيدة في إبراز اسم البحرين وتشريفها عالمياً بين الدول.

فقد حققت مملكة البحرين المركز الثاني عالمياً، ضمن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الـ43 بالمسجد الحرام بمشاركة 117 دولة، التي أقيمت مؤخراً، متمثلة بالمتسابق محمد عدنان العمري في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التفسير، مما نال إشادة واسعة موسومة بـ«بمثلهم تفتخر البحرين»، لتنهال التعليقات بالتهاني والتبريكات في مواقع التواصل الاجتماعي، فخراً واعتزازاً بما حققه المتسابق في تشريف اسم المملكة، ولا سيما أعظم المجالات تشريفاً ورقياً وهو حفظ القرآن الكريم وتدارس علومه.

إن تعلم أصول الفقه وحفظ كتاب الله عز وجل، لدى فئتي الناشئة والشباب، لهو خير دليل على تنشئة الأسرة القائمة على أساليب التربية القيمة والمترسخة على مبادئ الدين الحنيف وقيم الإسلام الفاضلة التي تغرس بذور الهمم وتقويم السلوكيات في التعامل مع الآخرين.

عند مواظبة الوالدين على تلاوة خاشعة للقرآن أمام صغارهم تحفيزاً على حب التلاوة والتمسك بكتاب الله عز وجل، بدأ بحفظ قصار السور وسرد قصصها بمساعدة الأبوين، حتى تبدأ فطرة حب القرآن والأنس بتلاوة آياته وتعلم دروسه، والمشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم التي تشد على الأيادي لتحبيب المشاركين وتفعيل روح المنافسة الحميدة بينهم ترغيباً في نيل الأجر والثواب من الله تعالى، ولتخريج أفواج متزايدة من حفظة القرآن الكريم.

إن الأسر التي تدفع أبناءها للخوض في دراسة علوم القرآن الكريم وحفظه وتدبر آياته منذ الصغر، بجهود متواصلة حتى بلوغ سن الرشد مع العمل على ترجمتها في الواقع اليومي وتطبيق مفاهيمه في الحياة العملية، تقوم بتشكيل عوامل مساهمة في صلاح الأبناء وصناعة أفراد واعدة يقتدى بها، وبناء مجتمعات قائمة على تربية أبنائها على الأمانة وتهذيب النفس ومراقبة الله تعالى، ووقايتها من الانحراف، وتحصينها من الفساد، وإشعال نور العلم المنبثق من نور القرآن الكريم.