حياتك أقصر من أن تضيعها في الحروب الداخلية النفسية، أو المزاج السيئ. فالروح الداخلية التي يشعر بها كل فرد عندما يكون متفائلاً ومؤمناً بقضاء الله وقدره، وتسكن دواخله ملذات اللطف التي نحتاج منها جرعة يومية نندفع منها ونستنشق أوكسجيناً نقياً لتطهر أدمغتنا المتعبة. فلا تندم في الحياة. ففي كل صدمة أو محطة مؤذية، يكتسب الفرد من هذه الصفعات شعور الاستفاقة من الواقع. فلا تشعر بالندم، بل يجب أن تزداد بها خبرة حياتية، ونضوجاً في التفكير. فأنت من تصنع سعادتك.

لا يوجد شخص ليست لديه آلام. وحين نرى حياة الناس حولنا، نشعر أنها مثالية ومكتملة، وحياتنا هي الناقصة أو ربما خاطئة. لكن كن على يقين أن لكل شخص أوجاعه وآلامه الخاصة، وبعضهم من يشعر بفقدان الشغف، وهو أسوأ من الاكتئاب، لكنهم اختاروا محاربة الشبح الضعيف الداخلي الموجود في أرواحهم. مخاوفنا في الحياة لا تنتهي. فهناك أفراد أيضاً مصابون بالوسواس القهري، وهناك فعلاً من يشعرون بالإحباط والسوداوية دوماً من المستقبل، سواء كان القريب أو على المدى البعيد، وشعورهم الداخلي يغلبهم دوماً، بالرغم من فطرتنا الإيمانية بأن الله سبحانه وتعالى هو المدبر، وهو السبب ورب الأسباب، وليس علينا إلا الاستناد على الله في محاربة الحيرة. ففي الحياة أمور تبدد عزلتنا ووحدتنا.

وجود الأشخاص السعداء المتفائلين أن القادم دوماً أجمل، أصحاب الطاقة الإيجابية حولنا، هم الذين يتقنون إخفاء آلامهم وشعورهم بالاستياء. فلا تستعجلوا أقداركم؛ فكل شيء مكتوب وله ميعاده ووقته. لن يتأخر رزقك ساعة، ولن يتقدم. فالسعادة تصنع المستحيل. فاصنع يوماً جميلاً، وحياةً أفضل من أجلك ولمن حولك. انهض من أسفل الدرج، وابدأ بالصعود إلى القمة. لا تفقد الأمل، ولا الشغف. ابنِ ثقتك مع صعود كل درجة وكل خطوة. فالقادم دوماً أجمل. كن قوياً لأجلك. استمتع بالصعود بقناعاتك الخاصة، ومع مرور الوقت ستدرك أن شقاءك وحزنك بنسبة 80% بسبب تحليلك العميق للأشياء، بينما الأمر لم يكن يتطلب منك إلا أن تغض الطرف عنه وتتخطاه. وكن على يقين بأن أحلامك ستأتي يوماً.