كان نقاشاً مطولاً بيني وبين صديقة مقربة لي كانت قد قررت عند زيارتها لي أن ستستعير واحداً من كتبي المصفوفة بعناية في مكتبتي، وأخذت عيناها تعبران فوق عناوين الكتب بلهفة وأنا أرقبها بهلع، خوفاً من أن تطال يدها واحداً من كتبي.
بالنسبة لي -وبعد تجارب عديدة ومريرة- فقدت بعضاً من كتبي الأثيرة على قلبي والتي كانت مليئة بكتاباتي وملاحظاتي التي لا تقدر بثمن -بالنسبة لي. البعض منهم لايزال ينكر أخذ كتاب مني والبعض لم يُبدِ بعد أية نية لإرجاعها. ولست ممن يحب تذكير الآخرين بإرجاع الكتب فكرامتي تأبى ذلك. لذا دائماً ما ينتهي بي الأمر لشراء نسخة جديدة لي بعد إعارة الآخرين كتاب مني.
احتد النقاش ما بيننا واشتد. فجميع مبرراتي لها لم تقنعها -وللعلم هي قارئة مبتدئة لم يمسّها بعد هوس اقتناء الكتب- وكلما حاولت تقديم الحجج لعدم تسليم رقبة كتبي لها عدم كانت تقول بإنها لم تقتنع! فطالما حلفت بأنها ستعيد الكتب لي فلا داعي لكل هذا الحذر والتوتر من قبلي، كما أنه لا جدوى من بقاء الكتب مصفوفة دون مساس على الأرفف، يجب أن يقرأها أحد! كان كلامها منطقياً، لكني أخبرتها بصراحة عن شعوري ولا أعلم إن كنتم تشعرون مثلي. أشعر بأن من يستعير كتاباً مني كأنه يقرؤني أنا وليس كتابي فقط. فهو يقرأ اختياري وذوقي في الكتب ويتعرف على ميولي وتوجهاتي وإن كانت هناك خربشات ما فسيطلع على عورتي الذهنية، وأنا في كثير من الأحيان أحب أن أحتفظ بأفكاري المجنونة لنفسي! كما أخبرتها بأني أشعر بالتوتر عندما تكون أشيائي لدى آخرين وأكره استخدامها بعدهم في أغلب الوقت سواء أكانت كتباً أو ملابس أو أكواباً أو غيرها. أشعر كأني تلوثت ببعض آثارهم وأن الأغراض لم تعد نقية، وكأن جزء مني تضرر وامتزج بهم فلم تعد الأغراض أغراضي، بل «أغراضنا» المشتركة وأنا لست ممن يحب شعور المشاركة - هذا الشعور مع البعض وليس الكل. ويوافقني في هذا قول الشاعر:
ألا يا مُستعير الكُتْبِ دعني
فإن إعارتي للكُتبِ عارُ
ومحبوبي من الدنيا كتاب
وهل أبصرتَ محبوباً يعارُ!
مازلت أذكر بحرقة كتابي الذي غرق في شبر كوب من الشاي بسبب إهمال زميلة استعارته! امتد النقاش لوقت طويل وانتهينا بأن أخبرتها أني سأشتري لها ما تريده من كتب على ألا تمس كتبي. لكنها لم توافق على المقترح، ولايزال التهديد قائماً بأن يتم السطو على كتبي!
بالنسبة لي -وبعد تجارب عديدة ومريرة- فقدت بعضاً من كتبي الأثيرة على قلبي والتي كانت مليئة بكتاباتي وملاحظاتي التي لا تقدر بثمن -بالنسبة لي. البعض منهم لايزال ينكر أخذ كتاب مني والبعض لم يُبدِ بعد أية نية لإرجاعها. ولست ممن يحب تذكير الآخرين بإرجاع الكتب فكرامتي تأبى ذلك. لذا دائماً ما ينتهي بي الأمر لشراء نسخة جديدة لي بعد إعارة الآخرين كتاب مني.
احتد النقاش ما بيننا واشتد. فجميع مبرراتي لها لم تقنعها -وللعلم هي قارئة مبتدئة لم يمسّها بعد هوس اقتناء الكتب- وكلما حاولت تقديم الحجج لعدم تسليم رقبة كتبي لها عدم كانت تقول بإنها لم تقتنع! فطالما حلفت بأنها ستعيد الكتب لي فلا داعي لكل هذا الحذر والتوتر من قبلي، كما أنه لا جدوى من بقاء الكتب مصفوفة دون مساس على الأرفف، يجب أن يقرأها أحد! كان كلامها منطقياً، لكني أخبرتها بصراحة عن شعوري ولا أعلم إن كنتم تشعرون مثلي. أشعر بأن من يستعير كتاباً مني كأنه يقرؤني أنا وليس كتابي فقط. فهو يقرأ اختياري وذوقي في الكتب ويتعرف على ميولي وتوجهاتي وإن كانت هناك خربشات ما فسيطلع على عورتي الذهنية، وأنا في كثير من الأحيان أحب أن أحتفظ بأفكاري المجنونة لنفسي! كما أخبرتها بأني أشعر بالتوتر عندما تكون أشيائي لدى آخرين وأكره استخدامها بعدهم في أغلب الوقت سواء أكانت كتباً أو ملابس أو أكواباً أو غيرها. أشعر كأني تلوثت ببعض آثارهم وأن الأغراض لم تعد نقية، وكأن جزء مني تضرر وامتزج بهم فلم تعد الأغراض أغراضي، بل «أغراضنا» المشتركة وأنا لست ممن يحب شعور المشاركة - هذا الشعور مع البعض وليس الكل. ويوافقني في هذا قول الشاعر:
ألا يا مُستعير الكُتْبِ دعني
فإن إعارتي للكُتبِ عارُ
ومحبوبي من الدنيا كتاب
وهل أبصرتَ محبوباً يعارُ!
مازلت أذكر بحرقة كتابي الذي غرق في شبر كوب من الشاي بسبب إهمال زميلة استعارته! امتد النقاش لوقت طويل وانتهينا بأن أخبرتها أني سأشتري لها ما تريده من كتب على ألا تمس كتبي. لكنها لم توافق على المقترح، ولايزال التهديد قائماً بأن يتم السطو على كتبي!