نسايم المقهوي
في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة لدى الطلبة، وظهور العديد من العلامات التي تضع المعلمين في حيرة من أمرهم بالنسبة لهذا الاضطراب، فالكثير من المعلمين يلتبس عليه الأمر إن كان الطالب يعاني من اضطراب توحد أو صعوبات تعلم أو حتى تشتت انتباه وفرط حركة، بل يقومون بإطلاق المسميات على الطالب بدون تشخيص مسبق من المختصين.
وفي هذا المقال سنتكلم عن ماهية الاضطراب وخصائص التلاميذ ذوي اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، بالإضافة إلى العوامل الإيجابية لمعرفة المعلمين بالاضطراب.
حيث يعد اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة مجموعة من الاضطرابات السلوكية والعصبية، والتي تظهر في صورة عدم القدرة على الانتباه والتركيز لمدة كافية تسمح بأداء المهام المحددة، كما قد يظهر فرط الحركة على شكل سلوك غير هادف ذي نشاط مفرط، يعيق التلميذ عن التعلم، وقد تقترن الظاهرتان معاً في وقت واحد.
ويظهر التلاميذ المشخصون باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة العديد من المظاهر التي تميزهم عن أقرانهم داخل الصف، وتؤثر في إنجازهم الأكاديمي، والسلوكي، وعلاقاتهم الاجتماعية، وخصوصاً في المرحلة الإبتدائية، وتم تقسيم الخصائص إلى:
1- تشتت الانتباه أو نقص الانتباه: ويتمثل في صعوبة المحافظة على الانتباه والتركيز فترة طويلة، وعدم المقدرة على إنهاء المهام التعليمية، الفوضوية، وفقدان الأدوات المدرسية والكتب، وتجنب أداء الواجبات المدرسية، وصعوبة اتباع التعليمات.
2- فرط الحركة أو النشاط الزائد: وهي الحركة بشكل متواصل بلا ملل، وبالتالي صعوبة الجلوس على المقعد في الصف مدة طويلة، بالإضافة إلى مقاطعة الآخرين، وصعوبة انتظار الدور وضبط السلوكات.
3- الاندفاعية: ومن مظاهرها عدم انتظار الدور، وسرعة الإجابة عن الأسئلة، ومقاطعة إجابات الغير، وصعوبة انتظار الدور، وفوضى عارمة، وتقديم إجابات ليست لها علاقة بالموضوع.
والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في نسخته الرابعة المنقحة «APA, 2000)» يصف السلوكات الرئيسية للاضطراب «ضعف الانتباه، وفرط الحركة، والاندفاعية» بأنها السمات الرئيسية للقيام بالتشخيص.
وهذه السلوكيات يفترض أن ينظر إليها في سياق نمائي، وهذا يعني أنه لكي يشخص التلميذ باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة يجب أن يترتب عليها ظهور هذه السلوكات بمعدلات عالية تفوق المعدلات الطبيعية لعمر الطفل، مع ظهور بعض الأعراض على الأقل قبل سن السابعة. علاوة على ذلك يجب استمرار هذه الأعراض بشكل كبير يعيق أداء الطفل، وعلى الأقل في سياقين مختلفين، مثل المدرسة أو المنزل.
وتكمن أهمية معرفة المعلمين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة في مستوى التأثير الإيجابي على المعلمين حال معرفتهم بخصائص وأعراض أو تدخلات اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، فقد أظهرت الدراسات أن المعلمين الذين يمتلكون المعرفة الكافية عن هذا الاضطراب لديهم إستراتيجيات تدريسية أفضل من غيرهم لمواجهة ومساعدة التلاميذ المشخصين بالاضطراب، حيث إن للمعرفة تأثيراً مباشراً على صفوف المعلمين الدراسية أولاً وفي وقت لاحق على أداء التلاميذ، حيث بينت الدراسات أن المعرفة تساعد المعلمين على تأدية دور بارز في عملية الكشف الأولي للاضطراب، والمعرفة تساعد على تقبل المعلم للحالة، وبالتالي تهيئة البيئة المناسبة بتقديم تدخلات تربوية مختلفة لتلبية احتياجات التلاميذ، كما تساعد المعرفة المعلمين في تقديم معلومات موثوق بها للممارسين الطبيين حول آثار العلاج الدوائي الذي يأخذه التلميذ، والمساهمة بشكل إيجابي في زيادة ثقة المعلمين بتدريس تلاميذهم المشخصين باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، وأخيراً، فإن المعلمين الذين يحظون بمعرفة أكبر بالاضطراب غالباً ما يكون لديهم سلوك أفضل، ويتصرفون بشكل أكثر إيجابية تجاه التلاميذ كما لا تقتصر النواتج الإيجابية على المعلم فحسب، إنما تؤثر في إدراك التلاميذ العاديين في الفصل لحالة زميلهم ذوي اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة وتقبله بينهم.
لذلك يجب على المعلمين تثقيف ذواتهم بما يخص الاضطراب، وذلك من خلال حضور الورش التوعوية أو الانضمام إلى الحلقات النقاشية واللقاءات التربوية الهادفة بما يخدم العملية التعليمية.
* ماجستير في الاضطرابات
السلوكية والانفعالية