محمد إسحاق عبدالحميد

من خلال عملي مع الطلبة اطلعت على عدد كبير من المشاكل والتي وصل بعضها لمراحل متقدمة وتسببت بخسائر نفسية ومادية كبيرة لأصحابها وذلك بسبب القناعات الخاطئة التي لم تجد من يُفندها ويبين لهم الطريق الصحيح.

ومن تلك المشكلات إصرار البعض على الإكمال في تخصصات دراسية للحصول على درجة البكالوريوس بالرغم من تعثرهم وبقائهم لأكثر من 15 سنة على مقاعد الدراسة، وكل ذلك بدعوى تحقيق الحُلم المنشود وأن النجاح لا يأتي إلا من خلال التغلب على الفشل!!

البكالوريوس 4 سنوات وقد نتفهم تأخر الطالب لسنة أو سنتين، ولكن عندما يستغرق الأمر أكثر من ذلك فيجب التوقف والنظر في خيار المواصلة من عدمه بشكل جدي ومشاورة المتخصصين في الإرشاد المهني، فالعمر يمضي ولو أمضى المرء 15 سنة للحصول على درجة البكالوريوس فمتى سيلتحق بسوق العمل ويعمل ويؤسس حياته.

والصواب أن يستشير الطالب أحد المتخصصين فور تعثره بالتخصص ولا ينتظر مرور السنوات حتى يتدارك الخطأ ويصحح الطريق، فربما يكون اختياره للتخصص خاطئاً، وربما تكون طريقة تنظيم الوقت والدراسة بحاجة إلى إعادة النظر، أو قد يكون الخلل لعدم مناسبة الجامعة وأسلوب التدريس للطالب فالأفضل البحث عن جامعة أخرى حينها.

ومن الأمور التي يقع فيها الطلبة أيضاً التوجه للدراسة في الخارج دون التأكد من اعتمادية الشهادة والجامعة، فتضيع السنوات والأموال بلا فائدة.

ويحكي لي أحد الطلبة ممن درس بإحدى الجامعات في الخارج بأنه أنفق أكثر من خمسين ألف دينار لرسوم الدراسة والسكن والمعيشة لمدة أربع سنوات ولكنه عندما رجع إلى معادلة الشهادة في مملكة البحرين فوجئ بأن الجامعة غير مرخصة وعليها ملاحظات عديدة دولياً وفي البلد نفسه، وأن الشهادة التي حصل عليه لا قيمة لها ولا يمكن معادلتها فاضطر للدراسة بإحدى الجامعات الخاصة بمملكة البحرين مجدداً للحصول على درجة البكالوريوس!!

الاستشارة لن تكلفك شيئاً بل ستختصر عليك الكثير من الوقت والجهد والمال وتساعدك على الانطلاق في دراستك وأنت مطمئن أنك ستتخرج بشيء ذي قيمة وسيتم التصديق على شهادتك عند التخرج.

وفي مملكة البحرين تقدم وزارة التربية والتعليم خدمة مجانية ومميزة تتيح للطالب التعرف على الجامعات المعترف فيها سواء عبر زيارة قسم الجامعات الموصى بها من خلال موقع الحكومة الإلكترونية أو مراجعة قسم معادلة الشهادات الأجنبية بوزارة التربية والتعليم.

والعاقل من تعلم من أخطاء وتجارب الغير قبل أن يكون هو القصة التي يتعلم منها الغير، وهذه بعض مما يمر عليّ من المشكلات ولعلي أكمل هذه التجارب بمقال آخر بإذن الله.