حنان الخلفان
يُروى أن امرأة كانت مسافرة لحضور ورشة عمل مهمة، وبينما كانت في صالة الانتظار أُعلن عن تأخير الرحلة بسبب أعطال في الطائرة، ما أزعج المسافرين الآخرين الذين من بينهم زوجان في شهر العسل، فبدأوا بالتذمر والصراخ وإلقاء اللوم على الموظفين الذين لا حول لهم ولا قوة، وكانت هذه المرأة تتابع المشهد من بعيد وحدثت نفسها: هل الأمر يستحق؟ هل المطلوب لكي تحل هذه المشكلة أن أغضب؟ وما قيمة إضافة شخص غاضب آخر للموضوع؟ فجلست جلسة هادئة ساكنة، وشُغلت بقراءة كتاب، وقد ارتسم على محياها ابتسامة هادئة، صبورةٌ لطيفةُ لموظفة شركة الطيران وما هي ساعات قلائل، وأُعلن عن موعد إقلاع الطائرة، ولما اقتربت من الموظفة قالت لها: شكراً لك على صبرك، فالزوجان الجديدان تطلقا.
فقالت: شاهدت الركاب جميعهم في حالة غليان، فقررت ألا أكون منهم، فنظر إليها المدير قائلاً: تفضلي، لقد رُقِّيَت تذكرتك إلى الدرجة الأولى.
من الملاحظ أن كثيراً من الانفعالات الغاضبة والحوارات المرتفعة الأصوات والنقاشات الحادة أو التراكمات الماضية تنتهي بنهايات مؤلمة وخاصة عند الأزواج أو الأصدقاء، رغم أن البدايات في كافة الأمور وخاصة في العلاقات الاجتماعية تتميز بسلاستها وبساطتها وسهولة التعامل والاحترام بين الطرفين، وما إن يبدأ الطرفان النقاشات الحادة تراها تتحول إلى فقدان السيطرة وتختلف معها وجهات النظر وتتحول إلى اعتداءات جسدية أو ما يسمى بالعنف الأسري، عندها تتفاقم المشكلات الصغيرة، فالكثير من النهايات المؤلمة تبدأ عندما تفقد السيطرة أو عدم القدرة على التعامل مع مشاعر الغضب من أحد الأطراف، فتبدأ نقطة التصعيد ويكبر حجم الخلافات التي لربما لا تحتاج إلا إلى الهدوء أو الابتعاد المؤقت أو الإصغاء الفعال أو التماس العذر، فكم من أسر مستقرة هُدمت وشُتت، وكم من بيوت عائلات دُمرت، وكم من علاقات جميلة انتهت، فقط كي يثبتوا آراءهم أو وجهات نظرهم التي تحتمل الصواب والخطأ. فكم من خطأ نتقبله لكي تستمر الحياة وكم من صواب لا نستطيع تطبيقه لتستمر حياتنا، وهذا ما ينطبق على كافة النواحي سواء في العمل أو مع الأسرة أو حتى محيط الأصدقاء. تعلم كيف تهدأ فشدة الغضب تعمي العقل ويبقى اتساع القلوب الرحيمة والأرواح صفة يحبها الجميع.
{{ article.visit_count }}
يُروى أن امرأة كانت مسافرة لحضور ورشة عمل مهمة، وبينما كانت في صالة الانتظار أُعلن عن تأخير الرحلة بسبب أعطال في الطائرة، ما أزعج المسافرين الآخرين الذين من بينهم زوجان في شهر العسل، فبدأوا بالتذمر والصراخ وإلقاء اللوم على الموظفين الذين لا حول لهم ولا قوة، وكانت هذه المرأة تتابع المشهد من بعيد وحدثت نفسها: هل الأمر يستحق؟ هل المطلوب لكي تحل هذه المشكلة أن أغضب؟ وما قيمة إضافة شخص غاضب آخر للموضوع؟ فجلست جلسة هادئة ساكنة، وشُغلت بقراءة كتاب، وقد ارتسم على محياها ابتسامة هادئة، صبورةٌ لطيفةُ لموظفة شركة الطيران وما هي ساعات قلائل، وأُعلن عن موعد إقلاع الطائرة، ولما اقتربت من الموظفة قالت لها: شكراً لك على صبرك، فالزوجان الجديدان تطلقا.
فقالت: شاهدت الركاب جميعهم في حالة غليان، فقررت ألا أكون منهم، فنظر إليها المدير قائلاً: تفضلي، لقد رُقِّيَت تذكرتك إلى الدرجة الأولى.
من الملاحظ أن كثيراً من الانفعالات الغاضبة والحوارات المرتفعة الأصوات والنقاشات الحادة أو التراكمات الماضية تنتهي بنهايات مؤلمة وخاصة عند الأزواج أو الأصدقاء، رغم أن البدايات في كافة الأمور وخاصة في العلاقات الاجتماعية تتميز بسلاستها وبساطتها وسهولة التعامل والاحترام بين الطرفين، وما إن يبدأ الطرفان النقاشات الحادة تراها تتحول إلى فقدان السيطرة وتختلف معها وجهات النظر وتتحول إلى اعتداءات جسدية أو ما يسمى بالعنف الأسري، عندها تتفاقم المشكلات الصغيرة، فالكثير من النهايات المؤلمة تبدأ عندما تفقد السيطرة أو عدم القدرة على التعامل مع مشاعر الغضب من أحد الأطراف، فتبدأ نقطة التصعيد ويكبر حجم الخلافات التي لربما لا تحتاج إلا إلى الهدوء أو الابتعاد المؤقت أو الإصغاء الفعال أو التماس العذر، فكم من أسر مستقرة هُدمت وشُتت، وكم من بيوت عائلات دُمرت، وكم من علاقات جميلة انتهت، فقط كي يثبتوا آراءهم أو وجهات نظرهم التي تحتمل الصواب والخطأ. فكم من خطأ نتقبله لكي تستمر الحياة وكم من صواب لا نستطيع تطبيقه لتستمر حياتنا، وهذا ما ينطبق على كافة النواحي سواء في العمل أو مع الأسرة أو حتى محيط الأصدقاء. تعلم كيف تهدأ فشدة الغضب تعمي العقل ويبقى اتساع القلوب الرحيمة والأرواح صفة يحبها الجميع.