محمد إسحاق عبدالحميد |
القراءة هدف مثل غيرها من الأهداف التي نضعها في حياتنا ونريد تحقيقها خلال حياتنا، فهل الخلل في شخصيتنا أم في ماذا؟
أحياناً تكون مشكلتنا الفعلية مع المثالية والمبالغة في رسم الأهداف الكبيرة التي يصعب تحقيقها في إطار زمني قصير.
مُشكلتنا الحقيقية هي في إيجاد العادة للقراءة بشكل مستمر حتى لو كان الكم قليلاً.
ولو أن الواحد منا بدأ كل يوم بقراءة صفحتين فقط فسيجد أنه قد اعتاد على القراءة وأنهى الكثير من الكتب.
ومع الاستمرار في القراءة يومياً سيكون من السهل زيادة المقدار المقروء والوقت المخصص للقراءة، المهم أنك لا تبدأ بهدف كبير ولا تترك هذه العادة مهما حصل في يومك، وحتى لو تركتها ليوم أو يومين فتابع واستمر ولا تسمح للمثالية أن توقف ما أنجزته خلال المدة السابقة.
وهكذا في جميع جوانب الحياة، نحتاج إلى بناء عادات يومية ولو كانت صغيرة فهي التي ستُغير حياتنا على المدى البعيد، فالقراءة لمدة 5 دقائق يومياً قد لا يكون لها أثر اليوم ولكن بعد سنة ستجد الفرق وستُحصي عدد الكتب التي أنهيت قراءتها والفوائد التي حصلت عليها وستشعر بالفخر والثقة بنفسك، وهكذا في باقي الجوانب.
وقد أحسن الكاتب عبدالله المغلوث في مقاله بعنوان الوحش الجبان التحدث عن هذا الأمر، ومن المقال نقلت هذه العبارة: «عندما تُقرر أن تقرأ كتاباً كل أسبوع وتشرع في ذلك، ثم تتوقف لأي سبب كان، ستجد صعوبة بالغة في استئناف شغفك بالقراءة. ستصبح مهمة ممضّة وعسيرة. لذلك لا تتوقف أبداً. لا تخدعك الظروف. هي وحش يرغب في افتراس كل لحظاتنا الجميلة، لكنه أجبن مما نتصور. يلوذ بالفرار حينما تتوجه نحوه وتواجهه.
الأشياء التي لا نحافظ عليها ستغادرنا.
لا تدع أي شيء يحرمك من هواياتك وممارساتك التي تدخل السعادة إلى قلبك.
السعادة ممارسة تقوم بها، وليست نبأً تترقبه».