صبا العصفور
منذ قديم الزمن، عُرفت المرأة البحرينية بالكثير من الفضائل التي تعزّز من مكانتها في المجتمع، فهي لم تكن يوماً ربة بيت فقط، فبالإضافة إلى كثرة مهام دورها الأسري في التربية والرعاية كانت تساند زوجها وتشدّ من أزره في عمله وقد تشاركه ذات العمل أحيانا، كالزراعة والنسيج والصيد وغيرها من الحرف اليدوية، وكانت ماهرة في إدارة الميزانيات والموارد المالية، فتُخضِع الربيّات القليلة «الربية هي العملة التي كانت تستخدم في تلك الأيام»، التي يجنيها زوجها من عمله لعمليات تشريح مجهرية لتكفي مصروفاتهم خاصة عند سفرهم -أي الرجال- لرحلات الغوص والتجارة خارج البلاد والتي قد تمتد لعدّة أشهر أحيانا. ولا يقف دورها على أعمال الرعاية والاقتصاد، بل يتعداها للمشاركة المجتمعية بالأعمال التطوعيّة، فتفتح بيتها لتحفيظ الأطفال القرآن وتعليمهم الصلاة، وتقوم بالمهام التي تتطلّبها المناسبات الوطنية والدينية، وليس ذلك فحسب، فرغم قلّة الموارد حينها، كانت النسوة يفتحن قلوبهنّ قبل بيوتهنّ لكفالة اليتامى والعاجزين والمسنين من الأقرباء والمعارف، وكل ذلك بانشراح ومحبة ابتغاء مرضاة الله تعالى.
وفي أربعينيات القرن الماضي، حرصت العديد من نساء البحرين على تعليم بناتهنّ وإلحاقهنّ بالمدارس النظامية، وزرعن فيهنّ الشغف للتعليم، وسعى بعضهنّ للسفر خارج البلاد للالتحاق بالجامعات، وأيضا ورثنهنّ حبّ العطاء فشرعن في تأسيس جمعيات للسعي لمحو الأمية التعليمية ورفع الوعي بأهمية التمكين الاقتصادي لدى فتيات ذلك الجيل.
فلا نعجب اليوم من أن نرى نتاج تلك النسوة في أجيال اليوم من الأبناء والبنات متقلدين أعلى المناصب وأصعب الوظائف في كافة مفاصل الدولة الإدارية والتعليمية والصحية والاقتصادية والعسكرية والمهنية للمشاركة في عملية التنمية والنهضة الحديثة، كما أبدعن في غرس محبة العمل التطوعي في الأجيال التالية لهنّ ليتخذ صوراً أخرى أكثر تطوراً ومنهجية من خلال الجمعيات والنقابات، فتعدى ذلك العمل على مساعدة الفقراء والمساكين، ليصل للمطالبة بتطوير القوانين والتشريعات لحفظ حقوق الإنسان والمرأة والطفل والعمّال، وحماية البيئة والطبيعة والمخلوقات.
وأثبتت المرأة كفاءتها ونالت ثقة الناس بجدارة وبتنا نراها جليّة واضحة عن طريق الانتخاب المباشر لمواقع صنع القرار التشريعية ورئاسة الجمعيات المهنية أيضا.
ألف تحية للمرأة البحرينية، تلك الشجرة التي ضربت جذورها عميقاً في الأرض، ونشرت فروعها عالية في السماء، وأثمرت كوادر بحرينية باتت فخراً للأهل والمجتمع والوطن.
منذ قديم الزمن، عُرفت المرأة البحرينية بالكثير من الفضائل التي تعزّز من مكانتها في المجتمع، فهي لم تكن يوماً ربة بيت فقط، فبالإضافة إلى كثرة مهام دورها الأسري في التربية والرعاية كانت تساند زوجها وتشدّ من أزره في عمله وقد تشاركه ذات العمل أحيانا، كالزراعة والنسيج والصيد وغيرها من الحرف اليدوية، وكانت ماهرة في إدارة الميزانيات والموارد المالية، فتُخضِع الربيّات القليلة «الربية هي العملة التي كانت تستخدم في تلك الأيام»، التي يجنيها زوجها من عمله لعمليات تشريح مجهرية لتكفي مصروفاتهم خاصة عند سفرهم -أي الرجال- لرحلات الغوص والتجارة خارج البلاد والتي قد تمتد لعدّة أشهر أحيانا. ولا يقف دورها على أعمال الرعاية والاقتصاد، بل يتعداها للمشاركة المجتمعية بالأعمال التطوعيّة، فتفتح بيتها لتحفيظ الأطفال القرآن وتعليمهم الصلاة، وتقوم بالمهام التي تتطلّبها المناسبات الوطنية والدينية، وليس ذلك فحسب، فرغم قلّة الموارد حينها، كانت النسوة يفتحن قلوبهنّ قبل بيوتهنّ لكفالة اليتامى والعاجزين والمسنين من الأقرباء والمعارف، وكل ذلك بانشراح ومحبة ابتغاء مرضاة الله تعالى.
وفي أربعينيات القرن الماضي، حرصت العديد من نساء البحرين على تعليم بناتهنّ وإلحاقهنّ بالمدارس النظامية، وزرعن فيهنّ الشغف للتعليم، وسعى بعضهنّ للسفر خارج البلاد للالتحاق بالجامعات، وأيضا ورثنهنّ حبّ العطاء فشرعن في تأسيس جمعيات للسعي لمحو الأمية التعليمية ورفع الوعي بأهمية التمكين الاقتصادي لدى فتيات ذلك الجيل.
فلا نعجب اليوم من أن نرى نتاج تلك النسوة في أجيال اليوم من الأبناء والبنات متقلدين أعلى المناصب وأصعب الوظائف في كافة مفاصل الدولة الإدارية والتعليمية والصحية والاقتصادية والعسكرية والمهنية للمشاركة في عملية التنمية والنهضة الحديثة، كما أبدعن في غرس محبة العمل التطوعي في الأجيال التالية لهنّ ليتخذ صوراً أخرى أكثر تطوراً ومنهجية من خلال الجمعيات والنقابات، فتعدى ذلك العمل على مساعدة الفقراء والمساكين، ليصل للمطالبة بتطوير القوانين والتشريعات لحفظ حقوق الإنسان والمرأة والطفل والعمّال، وحماية البيئة والطبيعة والمخلوقات.
وأثبتت المرأة كفاءتها ونالت ثقة الناس بجدارة وبتنا نراها جليّة واضحة عن طريق الانتخاب المباشر لمواقع صنع القرار التشريعية ورئاسة الجمعيات المهنية أيضا.
ألف تحية للمرأة البحرينية، تلك الشجرة التي ضربت جذورها عميقاً في الأرض، ونشرت فروعها عالية في السماء، وأثمرت كوادر بحرينية باتت فخراً للأهل والمجتمع والوطن.