أميرة صليبيخ
أكتب هذا الموضوع، انطلاقاً من مواقف عديدة مررت بها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما فاض بي الكيل، قررت أن أبحث أكثر عن البعد النفسي لهذه الظاهرة لمحاولة فهمها بشكل أعمق.
عادة ما أكتب تعليقات على منشورات الآخرين عن الحيوانات، وأعلق حول أهمية الرفق بها امتثالاً لأوامر ديننا الحنيف، فالرسول عليه الصلاة والسلام، نهى عن إيذاء الحيوانات، سواء بضربها على وجهها أو فصل صغارها عنها أو قتل رفاقها أمامها أو نحرها بسكين غير حادة، كما نهى عن لعنها، وهذا أروع مثال ودلالة على الرحمة الواجبة عليها، فلا نؤذيها لا بالأفعال ولا بالأقوال.
الدين الإسلامي جاء شاملاً لكل أمور الدنيا والآخرة ولم يغفل عن شيء، كما كانت أوامره واضحة بعدم تجويع الحيوانات أو حبسها لإيذائها أو التباري بها والتمثيل فيها، لكن ما أدهشني هو التعليقات المسيئة من قبل واحدة من أشباه البشر، التي كانت تتباهى بأنها سممت مجموعة من الكلاب، كما قامت بصب الزيت الحار على مجموعة أخرى كما كتبت، وعندما قلت لها بأني سأبلغ عنها ردّت بوقاحة بأنها تعمدت دهس بعض الكلاب.. أتخيل إلى أي مدى من الإيذاء ممكن أن تصل له هذه الشخصيات السايكوباتية في التعامل مع الحيوانات والتباهي بهذا الشر الخالص.
منذ أيام، قام شاب في إحدى الدول الخليجية بتوثيق فيديو لحرق قطة وهي حية، وآخرون صوروا فيديو لربط كلاب وحرقها، وغيرهم استخرجوا عين ضب، بينما قام آخر بدهس جرو صغير أمام عين أمه المفجوعة. مشاهد مفزعة وبشعة، تكشف عن المناطق الداكنة التي تسكن البشر، فلا دين يردعهم ولا إنسانية، وكأن الرحمة نزعت من قلوبهم وحولتهم لوحوش عمياء، تتلذذ بعذاب هذه المخلوقات المستضعفة.
بحثت عن هذه الظاهرة رغبة في معرفة مكمن الخلل، فلا يمكن لإنسان سوي أن يمارس هذه السلوكيات أو تخطر في باله.
و"تفيد دراسات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أن "القسوة على الحيوانات في الطفولة كانت سلوكاً مشتركاً بين القتلة المتسلسلين والمغتصبين"، وبحسب دراسة بريطانية، فإن الأطفال الذين يعذبون الحيوانات قد أسيئت معاملتهم من قبل، وأنهم قد اختبروا أنواعاً من العنف المنزلي".. فمن ينشأ في منزل يخلو من التعاطف والرحمة يكبر ليتحول لشخص قاسٍ ومسيء.
لذا هذه الرسالة موجهه لكل أسرة، بضرورة الانتباه لأبنائهم وإحاطتهم بالرعاية والحب والاهتمام الكافي، ومحاولة تقويم سلوكياتهم حتى لا يتحوّل المجتمع مع مرور الوقت إلى غابة، تخلو فيها مظاهر الرحمة تجاه البشر وتجاه الحيوانات أيضاً.
{{ article.visit_count }}
أكتب هذا الموضوع، انطلاقاً من مواقف عديدة مررت بها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما فاض بي الكيل، قررت أن أبحث أكثر عن البعد النفسي لهذه الظاهرة لمحاولة فهمها بشكل أعمق.
عادة ما أكتب تعليقات على منشورات الآخرين عن الحيوانات، وأعلق حول أهمية الرفق بها امتثالاً لأوامر ديننا الحنيف، فالرسول عليه الصلاة والسلام، نهى عن إيذاء الحيوانات، سواء بضربها على وجهها أو فصل صغارها عنها أو قتل رفاقها أمامها أو نحرها بسكين غير حادة، كما نهى عن لعنها، وهذا أروع مثال ودلالة على الرحمة الواجبة عليها، فلا نؤذيها لا بالأفعال ولا بالأقوال.
الدين الإسلامي جاء شاملاً لكل أمور الدنيا والآخرة ولم يغفل عن شيء، كما كانت أوامره واضحة بعدم تجويع الحيوانات أو حبسها لإيذائها أو التباري بها والتمثيل فيها، لكن ما أدهشني هو التعليقات المسيئة من قبل واحدة من أشباه البشر، التي كانت تتباهى بأنها سممت مجموعة من الكلاب، كما قامت بصب الزيت الحار على مجموعة أخرى كما كتبت، وعندما قلت لها بأني سأبلغ عنها ردّت بوقاحة بأنها تعمدت دهس بعض الكلاب.. أتخيل إلى أي مدى من الإيذاء ممكن أن تصل له هذه الشخصيات السايكوباتية في التعامل مع الحيوانات والتباهي بهذا الشر الخالص.
منذ أيام، قام شاب في إحدى الدول الخليجية بتوثيق فيديو لحرق قطة وهي حية، وآخرون صوروا فيديو لربط كلاب وحرقها، وغيرهم استخرجوا عين ضب، بينما قام آخر بدهس جرو صغير أمام عين أمه المفجوعة. مشاهد مفزعة وبشعة، تكشف عن المناطق الداكنة التي تسكن البشر، فلا دين يردعهم ولا إنسانية، وكأن الرحمة نزعت من قلوبهم وحولتهم لوحوش عمياء، تتلذذ بعذاب هذه المخلوقات المستضعفة.
بحثت عن هذه الظاهرة رغبة في معرفة مكمن الخلل، فلا يمكن لإنسان سوي أن يمارس هذه السلوكيات أو تخطر في باله.
و"تفيد دراسات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أن "القسوة على الحيوانات في الطفولة كانت سلوكاً مشتركاً بين القتلة المتسلسلين والمغتصبين"، وبحسب دراسة بريطانية، فإن الأطفال الذين يعذبون الحيوانات قد أسيئت معاملتهم من قبل، وأنهم قد اختبروا أنواعاً من العنف المنزلي".. فمن ينشأ في منزل يخلو من التعاطف والرحمة يكبر ليتحول لشخص قاسٍ ومسيء.
لذا هذه الرسالة موجهه لكل أسرة، بضرورة الانتباه لأبنائهم وإحاطتهم بالرعاية والحب والاهتمام الكافي، ومحاولة تقويم سلوكياتهم حتى لا يتحوّل المجتمع مع مرور الوقت إلى غابة، تخلو فيها مظاهر الرحمة تجاه البشر وتجاه الحيوانات أيضاً.