أيمن شكل


روى مسيرة حافلة بالإنجازات..

والدي لم يدخل المدرسة وكان يتحدث 4 لغات

قوة الدفاع كانت بيتي واحتفلت بحصولي على الدكتوراه

والدٌ لم يقيض له أن يدخل المدرسة استطاع أن يتقن أربع لغات! فكان من الطبيعي أن ينجب طفلاً متعدد المواهب من الموسيقى مروراً بحب الحياة العسكرية وصولاً للقانون والقضاء العسكري، وليس فقط هذا فهو اليوم الذي لم يخشَ في كلمة الحق لومة لائم مع كشفه خبايا فساد بعض العاملين في المؤسسات الحقوقية الدولية ومساوماتهم على مبادئهم وعقد الصفقات من تحت الطاولات.

المحامي د. أحمد فرحان القاضي السابق بالقضاء العسكري، والمستشار القانوني للمجلس الأعلى للمرأة ومجلس النواب، والأمين العام للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، يسرد لـ«الوطن» كيف تجرأ وفعل من أجل طموحه وأحلامه، ما لا يخطر على بال أحد عندما دق باب الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة رئيس الأركان قبل عقود ليحقق حلم الطفولة ويغدو ضابطاً رغم موهبة الغناء التي أهلته ليسجل العديد من الأناشيد الوطنية في الإذاعة والتلفزيون، لكن رؤية ثاقبة من الشيخ عبدالله وبتوجيه من جلالة الملك المعظم حين كان قائداً لقوة الدفاع ليدرس الدكتوراه، كل هذا جعله فيما بعد قاضياً بالقضاء العسكري، كما تقلد مناصب عدة مثل مستشار قانوني للمجلس الأعلى للمرأة ومجلس النواب، وأمين عام المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.

د. فرحان فتح قلبه ليقص مسيرة حياته الحافلة بعشرات المواقف والإنجازات كشف فيه كيف كانت قوة دفاع البحرين بيته وعائلته التي احتفلت بحصوله على الدكتوراه التي بكى وهو يناقش رسالتها عندما علم بوفاة صاحب السمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه.

ومن خلال هذا الحوار يروي د. أحمد فرحان لحظات لاتنسى من أيام دراسته في الإمارات، وتفاصيل يوم طرق فيه باب الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة، في العيد وقال له «أبي أكون ضابط»، إضافة لشعوره يوم قال له رئيس الأركان: «تعال عند باب القيادة وقل لهم أبغي أشوف «عبدالله».

وفيما يلي نص الحوار:

حدثنا عن النشأة والعائلة؟

- ولدت في كنف عائلة متوسطة، فأنا ابن لموظف في طيران الخليج، لم يدخل المدرسة لكنه تميز بإجادته للغات الإنجليزية والفرنسية والفارسية والهندية، وتعلم تلك اللغات من جلسات المقاهي في سوق المنامة الذي كان يجمع كافة الأطياف والأجناس وينتج منهم مزيجاً يمكن تسميته بمدرسة الألسن الاجتماعية العفوية.

وباعتباري الابن الأكبر بين إخوتي الثمانية، فقد كنت المرافق لأبي في طلعاته، وكانت الدهشة تتملكني عندما أرى أبي يلتفت يميناً فيتحدث بالإنجليزية ويلتفت يساراً فيتحدث الفرنسية وبعدها الهندية ثم الفارسية مع شخص آخر.

عادة ما ترافق الطفولة أحلام المستقبل فماذا كان حلمك؟

- كنت أحلم أن أكون ضابطاً منذ صغري، ولذلك التحقت بفريق الكشافة أثناء الدراسة بمدرسة حسان بن ثابت وكنت أضع العديد من النجوم على القميص، وتميزت العلاقة بين الطلبة والأساتذة بالأسرية فشعرنا وكأننا ننتقل من حجرة إلى أخرى في نفس البيت، وكنت أحرص على الجلوس دائماً في منتصف الصف الأول والبقاء على قمة الأوائل.

واكتشفت أن عندي مجموعة من المواهب كان من بينها الغناء والشعر، واكتشف أستاذي موهبة الغناء وقمت بتسجيل العديد من الأناشيد الوطنية في الإذاعة والتلفزيون وأصبح لي اتصال مع الميكروفون والكاميرا منذ المرحلة الإعدادية، لكن تغيرت هذه الأمور بعد فترة المراهقة.

حدثنا عن فترة المراهقة والمرحلة الثانوية؟

- حدثت لي انتكاسة في المرحلة الثانوية أثرت على تحصيلي الدراسي في الصف الأول الثانوي، بعد أن اكتشفت عدم حبي للمواد العلمية، وكانت علاماتي في الصف الأول متدنية في تلك المواد، وأنا تعودت على أن أكون متفوقاً ومن الطلبة الأوائل، فجلست مع والدي وخالي يعقوب والذي كان ضابطاً في الجيش، وكنت أحب الموسيقى ونما إلى علمي وجود بعثات لطلبة الإعدادية يدرسون الموسيقى في مصر وكانت هذه بالنسبة لي فرصة للتغطية على فشلي في الصف الأول وقررت التوقف عن الدراسة، وأبلغت والدي وخالي بأنني سوف أتوجه للعسكرية ودراسة الموسيقى العسكرية.

ولم يعترض والدي، لكن خالي سايرني – رغم عدم اقتناعه – وقال لي إنه موافق على التحويل والابتعاث لدراسة الموسيقى، لكن قد مر نصف العام الدراسي ولا توجد حالياً بعثات، فالأفضل استكمال الدراسة الثانوية العامة لهذا العام على أن ألتحق في العام القادم بإحدى بعثات دراسة الموسيقى، وبالفعل أكملت دراستي ونجحت، وجاء خالي نهاية العام ليسألني عن قراري، وكان يعلم أنني لو نجحت فلن أفكر في الابتعاث، وأكملت دراستي، بعد ذلك في القسم الأدبي، في مدرسة الهداية الخليفية بعد انتقالنا للمحرق عام 1978، وفي تلك المرحلة رجعت إلى صفوف الطلبة الأوائل.

وأذكر في هذه الفترة أن معظم الطلبة الذين رافقوني في الدراسة الثانوية قد نالوا شرف العمل بقوة دفاع البحرين وصاروا ضباطاً في أسلحة المشاة والبحرية والطيران، لكن عندما تخرجت بتفوق، توجهت إلى وزارة التربية والتعليم لاختيار بعثة دراسية، وأبلغتني الأستاذة صفية دويغر المسؤولة عن البعثات بأن هناك 5 بعثات متاحة وهي دراسة اللغة الإنجليزية والعربية في السعودية، والموسيقى في مصر والقانون في فرنسا والإمارات ومصر.

وأين توجهت لدراسة القانون؟

- عرضت على والدي البعثات المتاحة، وقال لي: اللغات لا تحتاج لدراسة فأنا أتكلم 4 لغات دون دراسة، أما الموسيقى فقد انتهى أمرها، ويبقى عندك القانون وهو دراسة فيها علم ويمكن أن تصبح من خلال دراسته قاضياً أو محامياً، وترك لي حرية اختيار الدولة التي سأدرس فيها القانون، فاخترت الإمارات ربما خوفاً من الفشل في اللغة، ولقربها من البحرين.

ذهبت إلى الإمارات مع ثلاثة طلبة بحرينيين وهم أحمد الملا الذي تولى رئاسة مجلس النواب واليوم نائب رئيس المحكمة الدستورية، وخالد عجاجي الذي كان وكيلاً لوزارة العدل والمحامي فاضل المديفع، ولم نكن نعرف بعضنا البعض لكن بعد دقائق أثناء رحلة الباص شعرنا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل.

سكنت مع أحمد الملا في غرفة، وكنا نحرص أربعتنا على الأكل والدراسة وقضاء كل الوقت مع بعض وأستطيع أن أصف الدراسة بأنها كانت متعة، خاصة وأننا كنا نشعر وكأننا ندرس في بيتنا، فكنا نحصل على 3 وجبات يتم جلبها من أحد فنادق الدرجة الأولى، وكأننا نعيش في فندق وليس سكناً جامعياً وكان يصرف لنا 700 درهم، والكتب مجاناً وحتى الأقلام والدفاتر، ولذلك فعندما يذكر اسم سمو الشيخ زايد نترحم عليه وندعو له، فنحن لم ندرس فقط في جامعة الإمارات ولكن عشنا حياة متكاملة في جامعة الإمارات.

هل التقيت مع الراحل سمو الشيخ زايد؟

- للأسف كنت قد تعينت في القضاء العسكري وأعمل على قضية مهمة ولم أحظَ بشرف تسلم شهادتي من سمو الشيخ زايد الذي كان يحرص على تسليم الشهادات للخريجين وجميع زملائي لديهم صور تشهد بذلك إلا أنا.

كيف عملت في القضاء العسكري قبل التخرج؟

- كان متاحاً لدارسي المرحلة الجامعية الترشح لمنصب ضابط وكان يسمى المنصب حينها «مرشح ضابط»، ولا أنسى ما حدث معي عندما قررت التوجه لهذا المسار، فقد سألت عن الشخص المسؤول في قوة دفاع البحرين، فأبلغوني بأنه الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة رئيس الأركان.

وتصادف خلال إجازة العيد، رجعت إلى البحرين لقضائها مع الأهل، فتوجهت مباشرة في يوم العيد إلى بيت الشيخ عبدالله بن سلمان، و«طقيت» الباب ببساطة شديدة، وعلى ما يبدو أنه كان يستعد للخروج في رحلة صيد، فسألني الحرس.. ماذا تريد؟ فأجبت «أريد أن أرى الشيخ»، وعادوا ليسألوني ماذا تريد منه، وحدث بيننا جدل ونقاش، ولم أكن أعلم أنه يرى ما يحدث دون أن أراه، وفجأة رأيت شخصاً يأتي إلى الحرس وقال: «خله يتفضل».

دخلت، وبعد قليل حضر الشيخ عبدالله بن سلمان وحياني وقال: «نعم يبا شتبغي؟» فأجبت بعفوية: «أبغى أشتغل في قوة الدفاع».. فضحك وقال: «الحين انت تجيني البيت علشان تبغي تشتغل في قوة الدفاع؟» وأجبت أيضاً بمزيد من العفوية: «نعم لأن ما عندي وقت أييلك»، فقال لي: «خلاص.. بعد إجازة العيد تعال عند باب القيادة وقل لهم أبغي أشوف «عبدالله». عندما التقيت بالشيخ عبدالله بن سلمان سألني عن دراستي، فأبلغته بأنني أدرس القانون، فرد قائلاً: «لماذا تترشح ضابطاً ونحن في حاجة لمتخصصين في القانون».. ونادى على أحد الأشخاص وأبلغه بأن يتم احتساب تعييني في القوة بأثر رجعي منذ تخرجي من الثانوي «قبل سنة ونصف» وعلى أن يتم صرف المخصصات عن تلك الفترة أيضاً، وقال: «من يوم ذهبت تدرس في الإمارات أنت على حسابنا وسنخاطب وزارة التربية والتعليم بأن البعثة تم تحويلها إلى قوة دفاع البحرين».

خرجت من مكتب الشيخ عبدالله بن سلمان وأنا في حالة ذهول.. فبدون واسطة أو ترتيب لموعد مسبق مع القائد وببساطة شديدة أصبحت موظفاً في قوة الدفاع.

خلال فترة الخدمة قضيت مع هذا الرجل والمشير خليفة بن أحمد آل خليفة والراحلين العميد أحمد بن سلمان والعميد حسين عبدالقادر أياماً جميلة.

حدثنا عن العمل القضائي في قوة الدفاع؟

- تخرجت من جامعة الإمارات وبدأت العمل الفعلي كضابط جامعي ملازم، وخلال تلك الفترة كان رئيس القضاء العسكري ومؤسسه القاضي خالد بوبشيت قد توفي في أحد المؤتمرات حيث كان يمثل البحرين في الخارج وأصيب بسكتة قلبية، وتسلم مكانه المقدم سعد يعقوب والذي خدمت معه حتى تقاعدت. كنا نواة تأسيس القضاء العسكري، ووجدنا كل الدعم من المشير خليفة بن أحمد آل خليفة الذي كان لدينا ارتباط مباشر بمكتبه بصفتنا القضائية، وما أذكره لمعاليه أنه لم يتدخل يوماً في عملنا أو الأحكام التي تصدر رغم سلطته التي تسمح له بذلك، لذلك كنا نحرص على أن يكون عملنا صحيحاً، لأننا نقوم برفع تقرير يومي إلى المشير.

امتدت خدمتي منذ عام 1984 وتدرجت من وكيل نيابة إلى رئيس نيابة عسكرية وقاضي محكمة إلى رئيس محكمة عسكرية عليا، ورئيس الشؤون القانونية وهو الجهاز المعني بدراسة العقوبة والقوانين، وطوال هذه الفترة كنت أشعر بأنني أنا وضميري والله فوق كل شيء، فلا توجد أوامر عسكرية في القضاء العسكري، ولكن العمل وفق القانون، والسعي لتحقيق العدالة، ويراقب القائد العام فقط تطبيق القانون. ونفخر في البحرين كوننا من أوائل الدول بمجلس التعاون الخليجي ممن لديهم الاختصاص الواسع للقضاء العسكري وهو الاختصاص المكاني والصفة العسكرية. ولدينا 3 مراحل للتقاضي بخلاف العديد من الدول. وما يؤكد اهتمام القيادة السياسية والعسكرية وسعيها الدائم لإظهار مؤسساتها بأحسن صورة، أننا تقدمنا بتعديل قانون القضاء العسكري لإيجاد محكمة التمييز ونفخر بأننا أول دولة في الخليج يكون لديها محكمة تمييز عسكرية كاملة الصلاحية.

ماذا عن الدراسات العليا؟

- لا أنكر دعم قوة دفاع البحرين لي، فكنت من أوائل المبتعثين لدراسة الماجستير، وحظيت بشرف موافقة جلالة الملك المعظم على ابتعاثي لدراسة الدكتوراه حين كان جلالته قائداً عاماً للقوة.

ولبعثة الدكتوراه قصة أخرى حيث توجهت إلى مصر التي حصلت منها على الماجستير ووضعت مع أستاذ القانون الخطوط العريضة للرسالة، ورجعت للبحرين لألتقي مع المشير والذي كان نائباً للقائد العام، وعرضت عليه ملامح الدراسة، فأبلغني أنه يجب أخذ موافقة القائد العام «جلالة الملك المعظم»، وبعد أيام جاءني اتصال بأن هناك موافقة لكنها مشروطة، وقال لي المشير: لقد حصلت على الماجستير من مصر، ووجه القائد العام «جلالة الملك المعظم» بأن تذهب إلى بريطانيا أو أمريكا للدراسة باللغة الإنجليزية، فطلبت مهلة أسبوعاً لاتخاذ القرار، فأنا أخشى الفشل خاصة وأنني لا أعرف اللغة والدراسة الأكاديمية تحتاج للغة وتعبيرات خاصة.

وبعد تفكير قررت رفض البعثة، لكن قبل يوم من إبلاغ القيادة بقراري، كنت أقود السيارة وسمعت صديق قديم يتحدث في الإذاعة عن رحلته للدراسة في بريطانيا رغم أنه لم يكن يعرف اللغة، وشعرت أنها رسالة لي لتغيير قراري، من الرفض للقبول.

وأبلغني المشير أن البعثة لمدة 5 سنوات وفي حال احتجت لمزيد من الوقت فسيقوم باللازم، لكني أنهيت الدكتوراه في 3 سنوات فقط.

وأذكر يوم المناقشة حين توفي المغفور له سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه وكنت أناقش الرسالة وأنا أبكي.. كيف سأعود للبحرين ولا يتم تكريمي من سمو الأمير في عيد العلم؟

عدت إلى القيادة وتم استقبالي استقبال الأبطال وبفرحة العائلة التي حقق ابنها إنجازاً غير مسبوق ولذلك العلاقة في القوة كانت دائماً علاقة أسرية، وكنت أحلم أن أقضي حياتي كلها في القضاء العسكري لكني تقاعدت مبكراً.

لماذا تقاعدت إذن؟

- في مرحلة من مراحل البحرين كل شيء تغير، وهي مرحلة المشروع الإصلاحي الذي غير كثيراً من المفاهيم عند المفكرين والمثقفين والأدباء والسياسيين، ومنحنا نظرة أخرى للبحرين، وحينها.. إما أن تكون مشاركاً في بناء الوطن أو أن تكون إنساناً عادياً في موقع عملك العادي، ووجدت حينها البحرين مقبلة على مرحلة جديدة وملأني الطموح أن أشارك في هذه المرحلة، ولكن عملي كضابط سوف يبعدني عن هذا الزخم.

وماذا كنت تخطط بعد التقاعد المبكر؟

- لم يكن لدي أي خطة، ولكن استحوذتني فكرة المشاركة في النهضة التشريعية والسياسية والثقافية التي تمر بها البحرين، وأن أكون جزءاً منها بشكل أو بآخر، فاشتغلت في المحاماة، وعملت أيضاً في معهد التنمية السياسية، ومستشاراً قانونياً للمجلس الأعلى للمرأة، ومستشاراً قانونياً بمجلس النواب.

حدثنا عن مرحلة تولي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان؟

- كنت أول من وضع هيكلية المؤسسة وقدمت مشروع المؤسسة وتمت الموافقة عليه، وتم تعييني الأمين العام، لكني اكتشفت أن هناك بعض العاملين في المؤسسات الحقوقية الدولية لديهم أجندات سياسية، وماذا ستعطيني تحت الطاولة لكي أعطيك؟، ومساومات حول شخصيات كنت أعتقد أنهم أصحاب مبادئ، لكي يغيروا من مبادئهم مقابل وظائف وتعيينات ومصالح شخصية، ولا أعمم على الجميع.

وأتذكر حين كنت حاضراً في مؤتمر حقوقي بإحدى الدول العربية، تفاجأت بأنني شخص منبوذ، وتبادل ممثلو الدول في المؤتمر الإساءة لي باعتباري «عسكري» يمثل حقوق الإنسان، وبعد أن انتهوا من مداخلاتهم طلبت المداخلة رغم عدم تحضير كلمة للمؤتمر، وبدأت بالثناء عليهم جميعاً قائلاً: «فيما يتعلق بالكفاءات فكلنا كفاءات في هذه الغرفة، وذلك بعد اطلاعي على السير الذاتية للموجودين، لكن عند الحديث عن المواقف الحقيقية فبعضنا لا يستحق أن يكون في الروضة، ولا أعتقد أن أحداً منكم يتأذى بدخول مواطن السجن بسبب ارتكاب جريمة أكثر من جلالة الملك المعظم الذي يحب كل أبناء وطنه»، وبدأت في سرد كواليس وأسرار خاصة بمصالح شخصية للحضور، استغلوا فيها العمل الحقوقي للوصول إلى مناصب ومكاسب، وتوقعت هجوماً شرساً منهم جميعاً، لكن المفاجأة أن الصمت خيم على القاعة، وجاؤوا في نهاية الاجتماع ليسلموا علي وفي كل مؤتمر حضرته بعد ذلك يتم دعوتي لأكون أول المتحدثين.