حسن الستري
قارئة نهمة ورياضية تحب «البادل»
تعييني في «الشورى» أجمل خبر تلقيته بحياتي
أنتمي إلى عائلة خدمت الوطن مدنياً وعسكرياً
كنت صاحبة فكرة إدارة استطلاعات الرأي في «دراسات»
وراء كل امرأة ناجحة رجل وربما عائلة أو محيط داعم، فكيف سيكون الحال إن اجتمع كل هذا خلف امرأة واحدة، إنها عضو مجلس الشورى إجلال بوبشيت التي فتحت قلبها وعقلها ودفاترها لـ«الوطن» لتسرد الكثير عن مسيرة حياتها، وتجيب عن السؤال الأصعب وتفنده «ماذا لو كان على المرأة الاختيار بين عمل ناجح أو أسرة مستقرة صحية». بلهجة تعلوها العزيمة والتحدي، تؤكد إجلال بوبشيت أن ممارسة حياتها العملية والعلمية في محيط يغلب عليه التنوع، وتدرجها الوظيفي، جعلاها لا تخشى الصعوبات، لأن «ثقتي بنفسي عالية في قدراتي على التقدم وصناعة المزيد من النجاحات في أي مسؤولية أو منصب أتقلده».
وفي سرد مسيرتها، بدت بوبشيت معتزة بعائلتها وزوجها، مؤكدة أنها جمعت بين الزواج والعمل والدراسة في آن واحد، وما كان لها أن تحقق النجاح لولا الدعم الذي تلقته منهم، قبل أن تستفيض بالحديث عن عائلة تقول بوبشيت إنها «خدمت هذا الوطن العزيز مدنياً وعسكرياً».
وعن حياتها المهنية استفاضت بوبشيت بالحديث عن أولى خطواتها لما تقدمت لوظيفة بسيطة عندما كانت طالبة، وذلك في مكتب رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث والذي تحول إلى مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، قبل أن تصبح صاحبة فكرة إنشاء إدارة تعنى باستطلاعات الرأي في «دراسات». بالمقابل، رأت بوبشيت أن «المرأة إذا استصعب عليها الجمع بين العمل والدراسة والزواج وما يتبعه من تربية أبناء، ولم تستطع ترتيب الأولويات بحيث لا يطغى الاهتمام بجانب على الآخر، فإنه عليها اختيار الحياة الأسرية وتكريس جهدها ووقتها في تربية أبنائها، وتأجيل طموحاتها إلى حين تسنح لها فرصة العودة إلى مجال العمل من جديد». وفيما يتعلق بالهوايات، تحدثت بوبشيت عن ولعها بالقراءة حتى باتت قارئة نهمة لكل شيء، كما أنها تحب الرياضة وخاصة «البادل» والسباحة». وفيما يأتي نص الحوار:
حدثينا عن نشأتك؟
- ترتيبي الرابع لأسرة صغيرة، لقد نشأت في مدينة الرفاع، لأبوين حرصا على توفير المحيط الداعم والمشجع على التحصيل العلمي، ما جعلني متفوقة طوال مراحل الدراسة بدءا من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى درجة الماجستير.
وكيف كانت تربية أبويك؟
- تربية محافظة وصارمة إلى حد ما وخصوصاً فيما يخص المبادئ والقيم والتعليم. وعليه كنت أحرص دائماً على المراتب الأولى. كانت تربيتهما متوازنة بين اللين والشدة، ولم يؤثرا على قراراتنا واختياراتنا في الحياة، ولم يتبعا أسلوب المقارنة بيننا كإخوة. كانت والدتي (رحمها الله) حريصة على تحصيلنا الدراسي وتتابع ذلك بشكل مستمر ويومي، من خلال تفقد الواجبات المدرسية والتواصل مع طاقم التدريس. أما والدي فهو رجل أعمال وشخصية قيادية بدأ حياته من الصفر وصولاً إلى مستوى يشار إليه بالنزاهة والسمعة الطيبة، ما جعلنا نتسم بصفات القادة والشخصية الملتزمة. أضف إلى ذلك، أنني أنتمي إلى عائلة أفرادها خدمت هذا الوطن العزيز مدنياً وعسكرياً.
ماذا عن دراستك؟
- درست في مدارس حكومية، ونلت الشهادة الثانوية من مدرسة الرفاع الغربي «علمي»، كانت مرحلة صعبة نوعا ما، حيث لم يكن هناك وقت كاف لممارسة الهوايات، ناهيك عن طابع المدارس الحكومية الذي يختلف كلياً عن المدارس الخاصة. والجو العام للمدرسة كان جميلاً.
ما سبب اختيارك تخصص نظم المعلومات وإدارة الأعمال؟
- كان لدي ميول نحو نظم المعلومات وإدارة الأعمال، وحينها أدرج تخصص جديد وهو نظم المعلومات الإدارية. يدمج هذا التخصص بين علوم الإدارة ونظم المعلومات، فاخترته كونه ما أطمح إليه.
ما الصعوبات التي واجهتها في دراستك الجامعية؟
- صعوبة اللغة الإنجليزية لأن مناهج المدارس الحكومية تعتمد اللغة العربية بشكل أساسي وشامل ما عدا مادة واحدة للغة الإنجليزية. إلا أنني بالاجتهاد والمثابرة والتعليم الذاتي تخطيت هذه المرحلة بامتياز.
كيف بدأت حياتك العملية؟
- خلال فترة دراستي بالجامعة، علمت بوجود شاغر يتناسب مع تخصصي الجامعي، في مكتب رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث والذي تحول إلى مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات». تقدمت للوظيفة بلا تردد على الرغم من أن الوقت كان متزامناً مع السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، وبتوفيق من الله قُبلت على رأس الوظيفة، وتلك كانت أول خطوة أتخذها في مسيرة حياتي المهنية، وحرصت على التوفيق بين العمل في المركز والدراسة بالجامعة فالتزمت بالدوام الرسمي صباحاً، والجامعة في الفترة المسائية، وعكفت على تطبيق بعض مخرجات دراستي الجامعية في مجال عملي من خلال إدارة المكتب وإنشاء قاعدة بيانات محدثة، وتطوير أنظمة معلومات ذات الصلة.
ألم يكن في ذلك تحدٍ وخصوصاً مع استمرارك في الدراسة؟
- لن أسميه تحدياً بقدر ما كان شغفاً كبيراً وطموحاً عالياً للعمل من أجل التطوير وترك بصمة واضحة، وأن أبدأ حياتي العملية مبكراً لاكتساب الخبرة وبذل كل ما أوتيت من طاقة للعطاء والاجتهاد وأن أثبت لنفسي قدرتي على التفوق والتميز ليس فقط في الدراسة وإنما في مجال العمل. بالطبع، هناك تحديات نواجهها في أي مرحلة بالحياة، وأكبرها بالنسبة لي كان الانتقال من مرحلة الدراسة النظرية إلى مرحلة التطبيق العملي، بدأت بخلق محيط ملائم لتطبيق الكثير مما درسته بالجامعة على أرض الواقع مع إيجاد وسائل أكثر فاعلية للحصول على نتائج مرضية. بالإضافة إلى اختبار معلوماتي في الأنظمة الإدارية وأنواعها، كإدارة الوقت وإدارة المعلومات، وإدارة فرق العمل وإدارة وتنظيم المهام، بما يسهم في تحقيق أهداف المركز.
نسمع أن مخرجات التعليم لا تواكب سوق العمل، ما رأيك؟
- من حسن حظي أنني عملت في نفس تخصصي الجامعي وقريباً منه إلى حدٍ كبير، وكثيراً مما اكتسبته خلال المرحلة الجامعية طبقته بنجاح على أرض الواقع. أما حالياً فإن متطلبات العمل في تغير مستمر، وبلا شك، أصبح التدريب عاملاً أساسياً لبقاء المؤسسات في بيئة تنافسية يكون البقاء فيها للأكثر تطوراً وجودة.
الفجوة الحالية بين سوق العمل ومخرجات التعليم سببها أن حديثي التخرج وحتى المتميزين منهم لا يمكنهم تطبيق تحصيلهم العلمي من خلال المهام التي يمارسونها، كونهم بحاجة إلى جسر يصلهم بين الحياة الأكاديمية والعملية، وهذا الجسر هو التدريب.
بعد أن عرفنا كيف بدأت حياتك العملية، كيف تدرجت؟
- انتقلت من مكتب رئيس مجلس الأمناء بمركز البحرين للدراسات والبحوث إلى إدارة استطلاعات الرأي وأبحاث السوق كمساعد باحث. وبعد منحي شهادة الماجستير من جامعة نيويورك للتكنولوجيا في تخصص إدارة الأعمال، انتقلت من مجال العمل الإداري إلى البحثي، وخضت تجارب عديدة وحصلت على تدريبات مكثفة في مجال البحوث والدراسات، منها خلال العمل وأخرى ذاتياً.
ألم تواجهي صعوبة في الجمع بين الدراسة والعمل؟
- لم أواجه أي صعوبة تذكر في الجمع بين الثلاثة: الدراسة والعمل والزواج، لأن مكونات هذه المعادلة أولاً: العائلة: تربيت في أسرة تقدم الدعم بشكل متواصل، ثانياً: الالتزام: كنت متحكمة في إدارة الوقت وترتيب الأولويات بشكل متزن. ثالثاً: الزوج: وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور المهم للزوج والذي كان ومازال أكبر دافع ومساند لنجاحي.
هناك الكثير من السيدات اللاتي لا يستطعن الجمع بين الدراسة والعمل أو بين العمل والحياة الزوجية، هناك زيجات تحد من قدرة المرأة على العطاء المهني وأخرى تكون داعمة لنجاحها. رغم ذلك، إذا وجدت العزيمة والإصرار تمكنت المرأة من معالجة هذه المعضلة، وترتيب الأولويات بحيث لا يطغى الاهتمام بجانب على الآخر، أما من استصعب عليها هذا الأمر فلا بد من المفاضلة، وفي رأيي على المرأة اختيار الحياة الأسرية. وبإمكانها تأجيل طموحاتها إلى حين تسنح لها فرصة العودة إلى مجال العمل من جديد.
هل واجهت صعوبة في الانتقال من العمل في المجال الإداري إلى البحثي؟
- لم يكن صعوبة، بقدر ما كان فرصة لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح، فالانتقال من مجال إلى آخر يعطي الشخص طاقة متجددة للتعلم والإبداع ويصنع تحدياً للنفس لبذل المزيد من العطاء وتحقيق الإنجازات الفارقة، كما يفتح الآفاق والمدارك لمجالات أخرى تضيف الكثير في صنع القرار.
كنتِ في مرحلة ما في إدارة الاستطلاع بالمركز، حدثينا عن هذه المرحلة؟
- تجدر الإشارة هنا إلى أنني دخلت مجال العلاقات العامة، وذلك أثناء المراحل التأسيسية لمركز دراسات، وتزامن ذلك مع قيام المركز بإعداد وتنظيم الكثير من المؤتمرات والندوات التي يتطلب تنظيمها فرق عمل ملمة بالإدارة والتسويق، فشغلت منصب رئيس العلاقات العامة، ولله الحمد أضفت منه المزيد إلى قائمة نجاحاتي وإنجازاتي وكأنما استرجعت تخصصي الأساسي وهو والإدارة. بعدها تقدمت بمقترح لرئيس مجلس الأمناء بتأسيس إدارة تعنى باستطلاعات الرأي على أن يتم وضع آلية وطنية لاستطلاعات الرأي في مملكة البحرين، أسوة بأغلب دول مجلس التعاون والكثير من دول العالم الموجود لديها مراكز متخصصة لعمل المسوحات واستطلاعات الرأي وتعتمد عليها كآلية لقياس الرأي وتبني القرارات بناءً على نتائجها في مختلف المجالات. ولاقى اقتراحي القبول والترحيب، وعليه تم بالفعل تأسيس الإدارة، وتنفيذ الكثير من المسوحات واستطلاعات الرأي، التي دعمت الوزارت والمؤسسات وصُناع القرار في مملكة البحرين.
وكيف التحقت بكلية التعليم التطبيقي كمحاضر؟
- كنت أتحدث مع أحد الأساتذة من الجامعة عن وجود حاجة إلى محاضر بنظام جزئي، حينها أبديت استعدادي لهذه المهمة، وانخرطت في هذا المجال. وللأمانة كانت مرحلة من أمتع المراحل في حياتي، فالتدريس يتطلب مهارة وقدرة تمكنك من الوصول إلى عقول الطلبة وتغذيته بأسلوب يمكنه من تطبيق المعلومات والمفاهيم لاحقاً في حياته العملية، وأن أنقل إليهم المسائل النظرية بأسلوب يجعلهم مهتمين وراغبين في تلقي المادة العلمية، لا أن تكون مجرد مادة تُدرس لاجتياز الامتحانات.
إلى أي مدى تؤثر الممارسة العملية في التعليم الجامعي؟
- بالفعل، الممارسة العملية تضيف كثيراً للأستاذ الجامعي، فالشخصية تُبنى على ما تمارسه من عمل وتكتسبه من خبرات. والأستاذ الجامعي حين يطبق دراسته الأكاديمية في المجال المهني سيصبح معلماً وليس مدرساً، ينقل للجيل الثاني المحتوى العلمي من واقع خبرة وليس نظرياً من الكتب، وبالتالي يحقق هدفاً أساسياً وهو جعل شخصية المُتلقي أكثر قدرة على استقطاب الفكرة وتطبيقها. وتنويع وسائل التعليم لتتماشى مع التطور المتسارع. خبرتي العملية جعلتني أتفهم احتياجات كل طالب، وأن أقيّم قدراته؛ كنت أستكشف تلك القدرات من خلال المواد العلمية والعملية التي اختبر قدراتهم من خلالها، حتى أتمكن من تحديدها وتوجيه نفسي لكيفية التعاطي معها وتنميتها وتطويرها.
كيف وجدت نفسك مع الطلبة؟
- التعامل مع الطلبة في المرحلة الجامعية ممتع وفي نفس الوقت يتطلب الكثير من المسؤولية والجهد، فالذي يقف أمامي طالب جامعي قد يكون على مشارف التخرج أو يكون في سنواته الأولى. التكيّف مع الاختلاف في الأعمار والتوجهات والقدرات يتطلب وعياً ناضجاً وإدراكاً حسياً عالياً، لتقديم الدعم للطلبة قبل أن يُطلب، فمنهم من يحتاج التوجيه ومنهم من لا يعلم سبب وجوده في هذا التخصص! بل مجرد الرغبة في الحصول على الشهادة التي تمكنه من الحصول على عمل مهما كانت طبيعة هذا العمل! من السهل أن تكون محاضراً ولكن أن تكون موجهاً ومُقدماً للنصيحة التي قد تكون مصيرية فهذا يشكل أكبر تحدٍّ. فمن بعد الفصل الثاني من التدريس، سعدت كثيراً بأن الطلبة والطالبات أصبحوا ينتظرون جدول المادة التي أحاضر فيها ليسجلوا ضمن مجموعتي، فالغالبية علموا بطريقة محاضراتي التي يغلب عليها طابع التطبيق العملي على النظري، وهو ما يجعل المحاضرة سهلة الفهم والاستيعاب.
حدثينا عن مرحلة مجلس الشورى؟
- تشرفت بالثقة الملكية السامية من لدن سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، أن أكون ضمن تشكيلة مجلس الشورى للفصل التشريعي السادس. وكان خبر تعييني من أجمل الأخبار التي تلقيتها في حياتي. فكوني أحظى بثقة ملكية من جلالة الملك المعظم لهو في نظري وسام على صدري واعتلاء قمة النجاح، وقطعاً يتطلب مني مسؤولية جبارة وأن أقدم قصارى جهدي وإخلاصي لأكون جديرة بهذا التشريف.
كيف هي تجربتك في مجال العمل التشريعي؟
- مجال جديد، وبيئة عمل مختلفة بالنسبة لي شخصياً، ولكن من يمارس حياته العملية والعلمية في محيط يغلب عليه التنوع، ويتدرج وظيفياً، لا يخشى شيئاً، لأن ثقتي بنفسي عالية وفي قدراتي على التقدم وصناعة المزيد من النجاحات في أي مسؤولية أو منصب أتقلده.
إن ممارسة العمل التشريعي مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى، وعلي أن أبذل قصارى جهدي لأن أكون مساهماً في بناء وتطوير منظومة التشريعات الوطنية ضمن المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك المعظم، وخصوصاً في ظل المساندة والدعم من داخل البيت التشريعي، وهنا أقصد رئيس مجلس الشورى علي الصالح، الموجه والمرشد بكل أبوية ومسؤولية ودعم لصناعة مزيد من النجاحات لهذا الوطن الغالي. شخصياً حضرت العديد من اللقاءات والاجتماعات مع رئيس مجلس الشورى، ورافقته في مهمة رسمية خارج مملكة البحرين، وتعرفت عليه عن قرب، لأجد شخصية محنكة ومعطاءة في مختلف مجالات الحياة، وحين يكون القائد في العمل بهذه الروح والسمات، فذلك يسهل علينا كأعضاء جدد التأقلم ويسهم في سلاسة وتيرة العمل وبذل المزيد من العطاء والاجتهاد.
كما أننا نعمل ضمن فريق عمل واحد في لجان المجلس، وكوني عضوة في لجنة المرافق العامة والبيئة، ولجنة شؤون الشباب، ولجنة شؤون المرأة والطفل، لم أشعر أبداً أن اختلاف وجهات النظر يشكل عائقاً للعمل، بل على العكس هو إثراء للعمل نفسه، ويدفع بتداول وجهات النظر وتبادل التجارب والخبرات ليصب كل ذلك في اتخاذ القرارات الصائبة ومراجعة القوانين بزاوية الــ360 درجة.
ما شعورك إزاء ما وصلت إليه المرأة البحرينية اليوم؟
- بطبيعة الحال والواقع لا يمكن لأي أحد اليوم أن يتحدث عن تقدم وريادة وقيادة المرأة البحرينية من دون الإشارة إلى ما تحظى به من دعم ورعاية كريمتين من جلالة الملك المعظم، ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكذلك المساندة النموذجية والرائدة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، من خلال تحفيز المرأة ومساندتها لتكون عنصراً فاعلاً في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، وذلك من خلال الخطط والبرامج والإستراتيجيات، والتطور النوعي من حيث التشريعات والقوانين والممارسات العملية. وبالتالي، شعوري كعضو في مجلس الشورى هو مدعاة للفخر والاعتزاز كوننا ننعم بوطن تؤمن قيادته وحكومته وشعبه بأن الجميع قادر على البذل والعطاء من أجل بناء هذا الوطن وازدهاره، وذلك في إطار تشريعي قانوني منظم، ووفق قيم ومبادئ نبيلة.
بعيداً عن الحياة الجادة، حدثينا عن هواياتك؟
- لدي شغف كبير بالقراءة في مجالات عدة، أقرأ في الأدب والسياسة والصحة والتغذية، وتستهويني قراءة الروايات والشعر، وأختار أحياناً قراءة الكتب باللغة الإنجليزية. كما أحب ممارسة الرياضة مثل «البادل»، والسباحة، وسابقاً كنت أحب لعبة التنس.
ما النصيحة التي تودين توجيهها للشباب، وخصوصاً المرأة؟
- القراءة ثم القراءة ثم القراءة، أول كلمة نزلت في القرآن الكريم «اقرأ».اقرأ في كل المواضيع والمجالات، حينها يكون الشباب مطلعاً ومثقفاً بمجريات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومستجداتها. لابد أن يكون شغوفاً محباً للنجاح والعطاء أولاً لرفعة وطننا الغالي الذي يستحق العمل بلا هوادة، فكل شاب أو شابة مهما كان العمر والموقع الوظيفي اجتهاده لتطوير نفسه وعمله هو في الحقيقة يمنح خدمة كبيرة لوطنه. ثانياً: تحقيق الارتواء الذاتي: على الشباب أن يضع نصب عينيه التميز في النجاح وليس فقط النجاح بل التفوق والسعي بكل طاقة وشغف لأن ينجز ويبدع والبحث المتواصل في كل جديد يشكل إضافة إلى مهاراته المهنية والحياتية. أما نصيحتي للمرأة، فاعملي وتعلمي واكتسبي الخبرة التي تمكنك من بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة متغيرات الحياة، اصنعي منه قادة، علماء، حرفيين، متخصصين، وقبل كل ذلك ازرعي في نفسه القيم والإيمان والمبادئ والانتماء إلى تراب هذا الوطن العزيز.
{{ article.visit_count }}
قارئة نهمة ورياضية تحب «البادل»
تعييني في «الشورى» أجمل خبر تلقيته بحياتي
أنتمي إلى عائلة خدمت الوطن مدنياً وعسكرياً
كنت صاحبة فكرة إدارة استطلاعات الرأي في «دراسات»
وراء كل امرأة ناجحة رجل وربما عائلة أو محيط داعم، فكيف سيكون الحال إن اجتمع كل هذا خلف امرأة واحدة، إنها عضو مجلس الشورى إجلال بوبشيت التي فتحت قلبها وعقلها ودفاترها لـ«الوطن» لتسرد الكثير عن مسيرة حياتها، وتجيب عن السؤال الأصعب وتفنده «ماذا لو كان على المرأة الاختيار بين عمل ناجح أو أسرة مستقرة صحية». بلهجة تعلوها العزيمة والتحدي، تؤكد إجلال بوبشيت أن ممارسة حياتها العملية والعلمية في محيط يغلب عليه التنوع، وتدرجها الوظيفي، جعلاها لا تخشى الصعوبات، لأن «ثقتي بنفسي عالية في قدراتي على التقدم وصناعة المزيد من النجاحات في أي مسؤولية أو منصب أتقلده».
وفي سرد مسيرتها، بدت بوبشيت معتزة بعائلتها وزوجها، مؤكدة أنها جمعت بين الزواج والعمل والدراسة في آن واحد، وما كان لها أن تحقق النجاح لولا الدعم الذي تلقته منهم، قبل أن تستفيض بالحديث عن عائلة تقول بوبشيت إنها «خدمت هذا الوطن العزيز مدنياً وعسكرياً».
وعن حياتها المهنية استفاضت بوبشيت بالحديث عن أولى خطواتها لما تقدمت لوظيفة بسيطة عندما كانت طالبة، وذلك في مكتب رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث والذي تحول إلى مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، قبل أن تصبح صاحبة فكرة إنشاء إدارة تعنى باستطلاعات الرأي في «دراسات». بالمقابل، رأت بوبشيت أن «المرأة إذا استصعب عليها الجمع بين العمل والدراسة والزواج وما يتبعه من تربية أبناء، ولم تستطع ترتيب الأولويات بحيث لا يطغى الاهتمام بجانب على الآخر، فإنه عليها اختيار الحياة الأسرية وتكريس جهدها ووقتها في تربية أبنائها، وتأجيل طموحاتها إلى حين تسنح لها فرصة العودة إلى مجال العمل من جديد». وفيما يتعلق بالهوايات، تحدثت بوبشيت عن ولعها بالقراءة حتى باتت قارئة نهمة لكل شيء، كما أنها تحب الرياضة وخاصة «البادل» والسباحة». وفيما يأتي نص الحوار:
حدثينا عن نشأتك؟
- ترتيبي الرابع لأسرة صغيرة، لقد نشأت في مدينة الرفاع، لأبوين حرصا على توفير المحيط الداعم والمشجع على التحصيل العلمي، ما جعلني متفوقة طوال مراحل الدراسة بدءا من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى درجة الماجستير.
وكيف كانت تربية أبويك؟
- تربية محافظة وصارمة إلى حد ما وخصوصاً فيما يخص المبادئ والقيم والتعليم. وعليه كنت أحرص دائماً على المراتب الأولى. كانت تربيتهما متوازنة بين اللين والشدة، ولم يؤثرا على قراراتنا واختياراتنا في الحياة، ولم يتبعا أسلوب المقارنة بيننا كإخوة. كانت والدتي (رحمها الله) حريصة على تحصيلنا الدراسي وتتابع ذلك بشكل مستمر ويومي، من خلال تفقد الواجبات المدرسية والتواصل مع طاقم التدريس. أما والدي فهو رجل أعمال وشخصية قيادية بدأ حياته من الصفر وصولاً إلى مستوى يشار إليه بالنزاهة والسمعة الطيبة، ما جعلنا نتسم بصفات القادة والشخصية الملتزمة. أضف إلى ذلك، أنني أنتمي إلى عائلة أفرادها خدمت هذا الوطن العزيز مدنياً وعسكرياً.
ماذا عن دراستك؟
- درست في مدارس حكومية، ونلت الشهادة الثانوية من مدرسة الرفاع الغربي «علمي»، كانت مرحلة صعبة نوعا ما، حيث لم يكن هناك وقت كاف لممارسة الهوايات، ناهيك عن طابع المدارس الحكومية الذي يختلف كلياً عن المدارس الخاصة. والجو العام للمدرسة كان جميلاً.
ما سبب اختيارك تخصص نظم المعلومات وإدارة الأعمال؟
- كان لدي ميول نحو نظم المعلومات وإدارة الأعمال، وحينها أدرج تخصص جديد وهو نظم المعلومات الإدارية. يدمج هذا التخصص بين علوم الإدارة ونظم المعلومات، فاخترته كونه ما أطمح إليه.
ما الصعوبات التي واجهتها في دراستك الجامعية؟
- صعوبة اللغة الإنجليزية لأن مناهج المدارس الحكومية تعتمد اللغة العربية بشكل أساسي وشامل ما عدا مادة واحدة للغة الإنجليزية. إلا أنني بالاجتهاد والمثابرة والتعليم الذاتي تخطيت هذه المرحلة بامتياز.
كيف بدأت حياتك العملية؟
- خلال فترة دراستي بالجامعة، علمت بوجود شاغر يتناسب مع تخصصي الجامعي، في مكتب رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث والذي تحول إلى مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات». تقدمت للوظيفة بلا تردد على الرغم من أن الوقت كان متزامناً مع السنة الأخيرة من دراستي الجامعية، وبتوفيق من الله قُبلت على رأس الوظيفة، وتلك كانت أول خطوة أتخذها في مسيرة حياتي المهنية، وحرصت على التوفيق بين العمل في المركز والدراسة بالجامعة فالتزمت بالدوام الرسمي صباحاً، والجامعة في الفترة المسائية، وعكفت على تطبيق بعض مخرجات دراستي الجامعية في مجال عملي من خلال إدارة المكتب وإنشاء قاعدة بيانات محدثة، وتطوير أنظمة معلومات ذات الصلة.
ألم يكن في ذلك تحدٍ وخصوصاً مع استمرارك في الدراسة؟
- لن أسميه تحدياً بقدر ما كان شغفاً كبيراً وطموحاً عالياً للعمل من أجل التطوير وترك بصمة واضحة، وأن أبدأ حياتي العملية مبكراً لاكتساب الخبرة وبذل كل ما أوتيت من طاقة للعطاء والاجتهاد وأن أثبت لنفسي قدرتي على التفوق والتميز ليس فقط في الدراسة وإنما في مجال العمل. بالطبع، هناك تحديات نواجهها في أي مرحلة بالحياة، وأكبرها بالنسبة لي كان الانتقال من مرحلة الدراسة النظرية إلى مرحلة التطبيق العملي، بدأت بخلق محيط ملائم لتطبيق الكثير مما درسته بالجامعة على أرض الواقع مع إيجاد وسائل أكثر فاعلية للحصول على نتائج مرضية. بالإضافة إلى اختبار معلوماتي في الأنظمة الإدارية وأنواعها، كإدارة الوقت وإدارة المعلومات، وإدارة فرق العمل وإدارة وتنظيم المهام، بما يسهم في تحقيق أهداف المركز.
نسمع أن مخرجات التعليم لا تواكب سوق العمل، ما رأيك؟
- من حسن حظي أنني عملت في نفس تخصصي الجامعي وقريباً منه إلى حدٍ كبير، وكثيراً مما اكتسبته خلال المرحلة الجامعية طبقته بنجاح على أرض الواقع. أما حالياً فإن متطلبات العمل في تغير مستمر، وبلا شك، أصبح التدريب عاملاً أساسياً لبقاء المؤسسات في بيئة تنافسية يكون البقاء فيها للأكثر تطوراً وجودة.
الفجوة الحالية بين سوق العمل ومخرجات التعليم سببها أن حديثي التخرج وحتى المتميزين منهم لا يمكنهم تطبيق تحصيلهم العلمي من خلال المهام التي يمارسونها، كونهم بحاجة إلى جسر يصلهم بين الحياة الأكاديمية والعملية، وهذا الجسر هو التدريب.
بعد أن عرفنا كيف بدأت حياتك العملية، كيف تدرجت؟
- انتقلت من مكتب رئيس مجلس الأمناء بمركز البحرين للدراسات والبحوث إلى إدارة استطلاعات الرأي وأبحاث السوق كمساعد باحث. وبعد منحي شهادة الماجستير من جامعة نيويورك للتكنولوجيا في تخصص إدارة الأعمال، انتقلت من مجال العمل الإداري إلى البحثي، وخضت تجارب عديدة وحصلت على تدريبات مكثفة في مجال البحوث والدراسات، منها خلال العمل وأخرى ذاتياً.
ألم تواجهي صعوبة في الجمع بين الدراسة والعمل؟
- لم أواجه أي صعوبة تذكر في الجمع بين الثلاثة: الدراسة والعمل والزواج، لأن مكونات هذه المعادلة أولاً: العائلة: تربيت في أسرة تقدم الدعم بشكل متواصل، ثانياً: الالتزام: كنت متحكمة في إدارة الوقت وترتيب الأولويات بشكل متزن. ثالثاً: الزوج: وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور المهم للزوج والذي كان ومازال أكبر دافع ومساند لنجاحي.
هناك الكثير من السيدات اللاتي لا يستطعن الجمع بين الدراسة والعمل أو بين العمل والحياة الزوجية، هناك زيجات تحد من قدرة المرأة على العطاء المهني وأخرى تكون داعمة لنجاحها. رغم ذلك، إذا وجدت العزيمة والإصرار تمكنت المرأة من معالجة هذه المعضلة، وترتيب الأولويات بحيث لا يطغى الاهتمام بجانب على الآخر، أما من استصعب عليها هذا الأمر فلا بد من المفاضلة، وفي رأيي على المرأة اختيار الحياة الأسرية. وبإمكانها تأجيل طموحاتها إلى حين تسنح لها فرصة العودة إلى مجال العمل من جديد.
هل واجهت صعوبة في الانتقال من العمل في المجال الإداري إلى البحثي؟
- لم يكن صعوبة، بقدر ما كان فرصة لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح، فالانتقال من مجال إلى آخر يعطي الشخص طاقة متجددة للتعلم والإبداع ويصنع تحدياً للنفس لبذل المزيد من العطاء وتحقيق الإنجازات الفارقة، كما يفتح الآفاق والمدارك لمجالات أخرى تضيف الكثير في صنع القرار.
كنتِ في مرحلة ما في إدارة الاستطلاع بالمركز، حدثينا عن هذه المرحلة؟
- تجدر الإشارة هنا إلى أنني دخلت مجال العلاقات العامة، وذلك أثناء المراحل التأسيسية لمركز دراسات، وتزامن ذلك مع قيام المركز بإعداد وتنظيم الكثير من المؤتمرات والندوات التي يتطلب تنظيمها فرق عمل ملمة بالإدارة والتسويق، فشغلت منصب رئيس العلاقات العامة، ولله الحمد أضفت منه المزيد إلى قائمة نجاحاتي وإنجازاتي وكأنما استرجعت تخصصي الأساسي وهو والإدارة. بعدها تقدمت بمقترح لرئيس مجلس الأمناء بتأسيس إدارة تعنى باستطلاعات الرأي على أن يتم وضع آلية وطنية لاستطلاعات الرأي في مملكة البحرين، أسوة بأغلب دول مجلس التعاون والكثير من دول العالم الموجود لديها مراكز متخصصة لعمل المسوحات واستطلاعات الرأي وتعتمد عليها كآلية لقياس الرأي وتبني القرارات بناءً على نتائجها في مختلف المجالات. ولاقى اقتراحي القبول والترحيب، وعليه تم بالفعل تأسيس الإدارة، وتنفيذ الكثير من المسوحات واستطلاعات الرأي، التي دعمت الوزارت والمؤسسات وصُناع القرار في مملكة البحرين.
وكيف التحقت بكلية التعليم التطبيقي كمحاضر؟
- كنت أتحدث مع أحد الأساتذة من الجامعة عن وجود حاجة إلى محاضر بنظام جزئي، حينها أبديت استعدادي لهذه المهمة، وانخرطت في هذا المجال. وللأمانة كانت مرحلة من أمتع المراحل في حياتي، فالتدريس يتطلب مهارة وقدرة تمكنك من الوصول إلى عقول الطلبة وتغذيته بأسلوب يمكنه من تطبيق المعلومات والمفاهيم لاحقاً في حياته العملية، وأن أنقل إليهم المسائل النظرية بأسلوب يجعلهم مهتمين وراغبين في تلقي المادة العلمية، لا أن تكون مجرد مادة تُدرس لاجتياز الامتحانات.
إلى أي مدى تؤثر الممارسة العملية في التعليم الجامعي؟
- بالفعل، الممارسة العملية تضيف كثيراً للأستاذ الجامعي، فالشخصية تُبنى على ما تمارسه من عمل وتكتسبه من خبرات. والأستاذ الجامعي حين يطبق دراسته الأكاديمية في المجال المهني سيصبح معلماً وليس مدرساً، ينقل للجيل الثاني المحتوى العلمي من واقع خبرة وليس نظرياً من الكتب، وبالتالي يحقق هدفاً أساسياً وهو جعل شخصية المُتلقي أكثر قدرة على استقطاب الفكرة وتطبيقها. وتنويع وسائل التعليم لتتماشى مع التطور المتسارع. خبرتي العملية جعلتني أتفهم احتياجات كل طالب، وأن أقيّم قدراته؛ كنت أستكشف تلك القدرات من خلال المواد العلمية والعملية التي اختبر قدراتهم من خلالها، حتى أتمكن من تحديدها وتوجيه نفسي لكيفية التعاطي معها وتنميتها وتطويرها.
كيف وجدت نفسك مع الطلبة؟
- التعامل مع الطلبة في المرحلة الجامعية ممتع وفي نفس الوقت يتطلب الكثير من المسؤولية والجهد، فالذي يقف أمامي طالب جامعي قد يكون على مشارف التخرج أو يكون في سنواته الأولى. التكيّف مع الاختلاف في الأعمار والتوجهات والقدرات يتطلب وعياً ناضجاً وإدراكاً حسياً عالياً، لتقديم الدعم للطلبة قبل أن يُطلب، فمنهم من يحتاج التوجيه ومنهم من لا يعلم سبب وجوده في هذا التخصص! بل مجرد الرغبة في الحصول على الشهادة التي تمكنه من الحصول على عمل مهما كانت طبيعة هذا العمل! من السهل أن تكون محاضراً ولكن أن تكون موجهاً ومُقدماً للنصيحة التي قد تكون مصيرية فهذا يشكل أكبر تحدٍّ. فمن بعد الفصل الثاني من التدريس، سعدت كثيراً بأن الطلبة والطالبات أصبحوا ينتظرون جدول المادة التي أحاضر فيها ليسجلوا ضمن مجموعتي، فالغالبية علموا بطريقة محاضراتي التي يغلب عليها طابع التطبيق العملي على النظري، وهو ما يجعل المحاضرة سهلة الفهم والاستيعاب.
حدثينا عن مرحلة مجلس الشورى؟
- تشرفت بالثقة الملكية السامية من لدن سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، أن أكون ضمن تشكيلة مجلس الشورى للفصل التشريعي السادس. وكان خبر تعييني من أجمل الأخبار التي تلقيتها في حياتي. فكوني أحظى بثقة ملكية من جلالة الملك المعظم لهو في نظري وسام على صدري واعتلاء قمة النجاح، وقطعاً يتطلب مني مسؤولية جبارة وأن أقدم قصارى جهدي وإخلاصي لأكون جديرة بهذا التشريف.
كيف هي تجربتك في مجال العمل التشريعي؟
- مجال جديد، وبيئة عمل مختلفة بالنسبة لي شخصياً، ولكن من يمارس حياته العملية والعلمية في محيط يغلب عليه التنوع، ويتدرج وظيفياً، لا يخشى شيئاً، لأن ثقتي بنفسي عالية وفي قدراتي على التقدم وصناعة المزيد من النجاحات في أي مسؤولية أو منصب أتقلده.
إن ممارسة العمل التشريعي مسؤولية وطنية بالدرجة الأولى، وعلي أن أبذل قصارى جهدي لأن أكون مساهماً في بناء وتطوير منظومة التشريعات الوطنية ضمن المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك المعظم، وخصوصاً في ظل المساندة والدعم من داخل البيت التشريعي، وهنا أقصد رئيس مجلس الشورى علي الصالح، الموجه والمرشد بكل أبوية ومسؤولية ودعم لصناعة مزيد من النجاحات لهذا الوطن الغالي. شخصياً حضرت العديد من اللقاءات والاجتماعات مع رئيس مجلس الشورى، ورافقته في مهمة رسمية خارج مملكة البحرين، وتعرفت عليه عن قرب، لأجد شخصية محنكة ومعطاءة في مختلف مجالات الحياة، وحين يكون القائد في العمل بهذه الروح والسمات، فذلك يسهل علينا كأعضاء جدد التأقلم ويسهم في سلاسة وتيرة العمل وبذل المزيد من العطاء والاجتهاد.
كما أننا نعمل ضمن فريق عمل واحد في لجان المجلس، وكوني عضوة في لجنة المرافق العامة والبيئة، ولجنة شؤون الشباب، ولجنة شؤون المرأة والطفل، لم أشعر أبداً أن اختلاف وجهات النظر يشكل عائقاً للعمل، بل على العكس هو إثراء للعمل نفسه، ويدفع بتداول وجهات النظر وتبادل التجارب والخبرات ليصب كل ذلك في اتخاذ القرارات الصائبة ومراجعة القوانين بزاوية الــ360 درجة.
ما شعورك إزاء ما وصلت إليه المرأة البحرينية اليوم؟
- بطبيعة الحال والواقع لا يمكن لأي أحد اليوم أن يتحدث عن تقدم وريادة وقيادة المرأة البحرينية من دون الإشارة إلى ما تحظى به من دعم ورعاية كريمتين من جلالة الملك المعظم، ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وكذلك المساندة النموذجية والرائدة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، من خلال تحفيز المرأة ومساندتها لتكون عنصراً فاعلاً في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، وذلك من خلال الخطط والبرامج والإستراتيجيات، والتطور النوعي من حيث التشريعات والقوانين والممارسات العملية. وبالتالي، شعوري كعضو في مجلس الشورى هو مدعاة للفخر والاعتزاز كوننا ننعم بوطن تؤمن قيادته وحكومته وشعبه بأن الجميع قادر على البذل والعطاء من أجل بناء هذا الوطن وازدهاره، وذلك في إطار تشريعي قانوني منظم، ووفق قيم ومبادئ نبيلة.
بعيداً عن الحياة الجادة، حدثينا عن هواياتك؟
- لدي شغف كبير بالقراءة في مجالات عدة، أقرأ في الأدب والسياسة والصحة والتغذية، وتستهويني قراءة الروايات والشعر، وأختار أحياناً قراءة الكتب باللغة الإنجليزية. كما أحب ممارسة الرياضة مثل «البادل»، والسباحة، وسابقاً كنت أحب لعبة التنس.
ما النصيحة التي تودين توجيهها للشباب، وخصوصاً المرأة؟
- القراءة ثم القراءة ثم القراءة، أول كلمة نزلت في القرآن الكريم «اقرأ».اقرأ في كل المواضيع والمجالات، حينها يكون الشباب مطلعاً ومثقفاً بمجريات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومستجداتها. لابد أن يكون شغوفاً محباً للنجاح والعطاء أولاً لرفعة وطننا الغالي الذي يستحق العمل بلا هوادة، فكل شاب أو شابة مهما كان العمر والموقع الوظيفي اجتهاده لتطوير نفسه وعمله هو في الحقيقة يمنح خدمة كبيرة لوطنه. ثانياً: تحقيق الارتواء الذاتي: على الشباب أن يضع نصب عينيه التميز في النجاح وليس فقط النجاح بل التفوق والسعي بكل طاقة وشغف لأن ينجز ويبدع والبحث المتواصل في كل جديد يشكل إضافة إلى مهاراته المهنية والحياتية. أما نصيحتي للمرأة، فاعملي وتعلمي واكتسبي الخبرة التي تمكنك من بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة متغيرات الحياة، اصنعي منه قادة، علماء، حرفيين، متخصصين، وقبل كل ذلك ازرعي في نفسه القيم والإيمان والمبادئ والانتماء إلى تراب هذا الوطن العزيز.