إيمان عبد العزيز
تواجه العديد من الأمهات مشكلة عزوف أطفالهن عن تناول طعامهم في المدرسة، وهذه ظاهرة أزلية ولاتزال مستمرة حتى يومنا هذا، وخصوصاً إذا كان الابن في مرحلة الصف الأول، ما يثير القلق لدى الأم من أن طفلها لا يرغب في تناول الوجبة في المدرسة، ورفضه للأكل قد يمنع حصول جسمه على التغذية السليمة التي يحتاجها.
ولم يكن الشغل الشاغل للأم سوى مراقبتها لحقيبة الطعام أو ما تسمى بـ«لانش بوكس»، فور عودة طفلها من المدرسة للاطمئنان على سلامة أكله خلال فترة دوامه المدرسي، إن كانت فارغة شعرت بالثقة والارتياح، أما إذا عادت كما ذهبت ذلك فذلك يُوقع الأم في حلقة التفكير والحيرة للوضع التغذوي لابنها وما تنتظره من أبعاد تهدد حياته الصحية وتؤثر على نموه العقلي والبدني.
أول ما تُقدِم عليه الأم من خطوات هو معرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك الرفض، فقد تواجه تحديات لمجرد معرفة الأسباب قبل البحث عن حلها؛ لأن الطفل بعمر الخامسة أو السادسة قد يصعب اقتناص السبب الحقيقي وراء ما يعاني منه أو البوح بما يجول في خاطره، إما نتيجة للخوف من شيء ما أو عدم القدرة على الإفصاح بذلك الشيء، مثلاً كأن يخشى غضب والديه ورفضهم لرغبته في تناول صنف معيّن من الطعام.
وعندما تتعرّف وليّة الأمر على سبب عودة الطعام كما هو، من دون تغيير يجب أن تتقبل هذه المشكلة بالصبر وسعة البال، وتبدأ بالمحاولة لإيجاد الحلول في ترغيب طفلها على تناول أكله يومياً. وتتعدد الأسباب في صدّ الطفل عن الأكل، ولكن أكثرها شيوعاً بين الأطفال هو تكرار الطعام وعدم تنويعه بمظهر جذاب ومحفز للشهية ما يشعره بالملل، وغياب الأساليب التشجيعية التي تدفعه إلى المواظبة على الأكل، أو ربما تقوده شهيته إلى ما يراه من طعام آخر عند زملائه، وفي بعض الأحيان قد يجد نفسه محاطاً بتهديدات لسرقة طعامه من قِبل طلبة مشاكسين، ما يدعوه ذلك إلى تخبئة ما لديه إلى حين عودته من المدرسة، وإلى غيرها من الأسباب.
فينبغي على الأم أن تبذل جهدها في التغلّب على هذه المشكلة لتقي ابنها خطر الإصابة بالأمراض في سن مبكر، وضرورة الالتزام في المتابعة اليومية لسلوكياته وأحواله المدرسية، وتقوم بتحضير الأطعمة الصحية وتصنع منها وجبة خفيفة مصغرة بمعيته وباختياره في إعدادها، وأيضاً قد تلعب المكافأة البسيطة دورها الفاعل في تحفيز الطفل على الرغبة في الأكل عند تقديمها من الوالدين.
وللّجوء إلى بعض أساليب الترهيب البسيطة سهامٌ صائبة تعود بالفائدة عند تلقي التوجيهات بالرفض والعناد، مثلاً كأن يكون تذكير الطفل بالذهاب إلى المستشفى وخضوعه لوخزات الإبر المؤلمة وتناوله الدواء المر حال استمرار رفضه للأكل، وأنه لن ينمو بدنه بصحة وسلامة تامة كسائر الأطفال، بالتدعيم الفعلي عبر إطلاعه على المقاطع الكارتونية الهادفة إلى تعزيز جاذبية الطفل نحو اتباع التغذية السليمة.