مريم بوجيري

ممارسة الرياضة لها تأثير كبير على الصحة والجسم، لكن هل لها تأثير على الحالة النفسية للشخص؟ وكيف يمكن للرياضة بحد ذاتها أن تؤثر على العلاقات داخل الأسرة الواحدة؟

تؤكد الأخصائية النفسية تهاني توفيق، أن الرياضة بشكل منتظم ومستمر هي العلاج لكثير من المشاكل السلوكية والنفسية؛ فهي تمثل العلاقة القوية بين الجسم والنفس والعقل، وبالتالي فإن الأشخاص الأصحاء بدنياً يتمتعون بالصحة العقلية والنفسية، وخصوصاً أنها تعد علاقه قوية ومتبادلة، وأكدت أن ممارسة الرياضه بشكل منتظم تتم من خلال الالتزام بأداء الحركة، كما أن تأدية الجهد تتطلب استهلاك طاقة معينة في وقت محدد.

وعن فوائد الرياضة بشكل عام على الصحة النفسية، أكدت أن أولها تأتي من ناحية الشعور بالسعادة، حيث تتأثر حالة الشخص النفسية مع الرياضة، يليها الاسترخاء والتخلص من الضغط العصبي وتبني اتجاه إيجابي نحو الذات، وهي أهم الفوائد التي يغفل عنها الناس من الرياضة. كما تؤثر إيجابياً في زرع الشعور بالثقة في النفس والتخلص من التوتر والقلق والشعور بالغضب وجميع المشاعر السلبية، كالاكتئاب، والإحباط، واليأس، ويتم التخلص منها عند المداومة على ممارسة الرياضة بشكل منتظم كما أنها تحسن من علاقة الشخص بالآخرين، وتسمح بتكوين أصدقاء أثناء ممارسة النشاط الرياضي نظراً إلى مشاركتهم ذات الاهتمام والشعور أثناء الرياضة.

وبينت أن الجسم ينتج مجموعة مواد كيميائية تعادل 3 أنواع من المواد التي ينتجها الجسم وقت الشعور بالغضب أو الإحباط أو اليأس أو الاكتئاب، وبالتالي فإن الشعور بالسعادة الناتج عن ممارسة النشاط البدني يكون بتعادل مستوى الهرمونات الضارة في الجسم.

كما أن ممارسة الرياضة تعني الإنجاز واكتساب المهارة والإثبات للنفس وجود القدرة على التنافس والشعور بالكفاءة، وتعطي الشخص القدرة على الانحناء باتجاه إيجابي نحو الذات وتحقيق الثقة بالنفس، والتي من الممكن اكتسابها أيضاً من الاستمرار في النشاط البدني الذي يؤدي إلى كسب القوام المتناسق.

وأكدت أن الرياضة بها جانب وقائي ضد كثير من الأمراض أهمها الاكتئاب والتقلبات المزاجية، وتقي من استهلاك الطاقة الزائدة وتجنب الدخول في ممارسات سلوكية خاطئة، نتيجة الشعور بتلك الطاقة الزائدة، كما يخفف التوتر والقلق.

وقالت: "الضغط النفسي ينتج عن تراكم بعض المشاعر، وممارسة الرياضة تزيح ذلك الشعور؛ فهي تعد بمثابة التفريغ الانفعالي، ويمنع ذلك من الوصول للضغط النفسي؛ فالهرمونات التي ينتجها الجسم مع ممارسة الرياضة هي علاج أساس للاكتئاب كمرض أو كعرض مصاحب لأمراض نفسية أخرى مع ممارسة الرياضة وانتظام ضربات القلب والدورة الدموية وتخفيف ضغط الدم كأسلوب علاجي ووقائي".

وعن تأثيرها على الأسرة بشكل عام، أكدت أن لها تأثيراً مباشراً على العلاقات الأسرية بشكل كبير، حيث تسهم في تقليص الفجوة بين الآباء والابناء، خصوصاً عند اشتراك الأسرة في نفس النشاط البدني، وبالتالي ينتج عنها التقارب النفسي وتتوطد العلاقة بين الآباء والأبناء وأفراد الأسرة بشكل عام، وهي تعد فائدة أسرية مهمة.

كما أنها علاج أساس للمشاكل السلوكية التي يعاني منها الأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة والتخلص من الطاقة الزائدة، حيث تسهم في تعليمهم كيفية التخلص من الخوف من الفشل أو الخجل وتعليمهم التصرف مع المشاكل الحياتية بشكل إيجابي.