مريم بوجيري
بلهجته البحرينية الأصيلة ومفرداته البسيطة، ابتدع الطباخ البحريني محمد بوبديع وصفات بحرينية تقليدية بطريقة مبتكرة وعصرية، جال بها أنحاء الخليج وأجزاء الوطن العربي ليكون سفيراً للمطبخ البحريني عبر صفحته على منصة «إنستغرام»، تحدث عن شغفه باللهجة البحرينية والوصفات التقليدية، وتحدث لنا عن السر الذي يميز لهجته التي جذبت له المتابعين، فكان لـ«تراثنا» معه اللقاء الآتي:
حدثنا عن شغفك بالطبخ إجمالاً والمطبخ البحريني تحديداً.
- ولدت في عائلة تجيد الطبخ بامتياز، «عمام الوالد كانوا يهوون الطبخ» وكانوا يطبخون في الرحلات التي نخرج بها جميعاً كأفراد في العائلة، وحينما كنت في سن صغير كانوا يعتمدون علي في تحضير الأطباق التي يقومون بها وبدأت الطبخ في عمر 9 سنوات، «للأمانة ما كنت أوصل الفرن لكن كانت الوالدة تساعدني وتعلمني التفاصيل لتحضير الأطباق»، وكنت حينها أعاند في استخدام بعض المكونات للوصفات، لكن البداية في عالم الطبخ البحريني تحديداً كانت بتوجيهات والدتي، وكان لدي شغف بالمطبخ البحريني منذ الصغر.
ابتدعت وصفات بحرينية تقليدية لكن بطريقة مبتكرة، حدثنا عن تلك التجربة
- بدأت نشر المحتوى المطبخي في عام 2015، لكنني كنت متوجها إلى حسابي عبر «سناب شات» في عرض الوصفات حتى بدأت تقل المشاهدات لدي وانخفضت بنسبة 75% على الوصفات نظراً إلى توجه جميع المتابعين إلى «الإنستغرام»، حينها عدت مرة أخرى لنشر وصفاتي واقتنعت بأن منصة الإنستغرام تحفظ الوصفات ويسهل الرجوع إليها في أي وقت وزمن، وعدت بأول وصفة وكانت في يونيو العام الماضي والطبق كان «مجبوس لحم بالفقع» ولا أزال احتفظ بكمية ضخمة من الوصفات تغطي المحتوى لمدة 3 سنوات قادمة ولا أزال أمتلك كنزا من الوصفات أكتبها بنفسي وأخزنها وأعود إليها في أي وقت.
ما سر اهتمامك بالمواسم الخاصة بمكونات الوصفات كالرطب واللوز البحريني وبعض أصناف السمك؟
- اهتمامي بالطبخ في المواسم، يعود أولاً كما ذكرت للرحلات التي تطبخ فيها العائلة تلك الأكلات، في الصيف كنا في البحر فنلجأ لاستخدام أغلب أنواع السمك في الطبخ وبالمثل في موسم الشتاء.
أعتقد أن الجيل الجديد تمدن وتغيرت ثقافته في الطعام ونسي المكونات القديمة، في فيديو لي نشرته مؤخراً لوصفة سمك «السلوس» في موسمها، وبالمناسبة أحب تعريف المتابعين بالموسم وتفاصيله ووقته المحدد لتتسنى لهم معرفته، ونال ذلك الفيديو شهرة واسعة حتى زاد الطلب في السوق على هذا الصنف من السمك.
لذلك أرى أنه من الجميل أن نطلع العالم على غنى البحرين بمواردها الطبيعية، سواء أصناف السمك أو الرطب وغيرها، وكنت أفكر خارج الصندوق وأبتدع وصفات حديثة بنكهة بحرينية أصيلة مثل «خلاص لاتيه» الذي كان مشروباً معروفاً وحوّلته إلى مشروب تقليدي باستخدام رطب «الخلاص» البحريني في موسمه، لأنني دائماً أعتز بمواردنا البحرينية الغنية، إلى جانب ابتكار الوصفات سعيت لإعادة تدوير الطعام الزائد.
كثير من كميات الأطعمة تزيد عن الحاجة، وبالتالي كنت أفضل أن أستغلها في ما هو أنفع بابتكار وصفات لإعادة تدويرها، لذلك قمت على مدى عامين بتدوير «قدوع العيد» وابتكرت وصفات باستخدام «المتّاي» والحلوى البحرينية المعروفة كأشهر الأصناف على مائدة القدوع البحريني وتحديداً في الأعياد، وبذلك كنت دائماً أتميز بالخروج عن المألوف بابتكار محتوى مميز يتفاعل معه الناس.
لمـــاذا تحـــرص علـــى استخدام مفردات بحرينية شعبية متأصله في محتواك؟
تربيـــــت في بيت العائلة بالمحرق و «ربيت في فريج العمامرة على سوالف يدتي وخذيت كلماتهم ولجهتهم»، وكنت دائماً أسمع المفرادت الشعبية واللهجة «المحرقية» تحديداً والكلمات التي كانوا يتداولونها وأحب دائماً أن أتكلم بلهجتي البسيطة، وكنت أتساءل: لماذا الحديث باللهجة البيضاء؟ لماذا لا نجعل الجميع يتعرف على لهجتنا ومفرداتنا؟
وكوني اخترت أن أكون سفيراً لبلدي عبر حسابي حرصت على أن أنقل صور حضارتنا البحرينية للخارج، صحيح أنني حصدت نقداً «جارحاً» أحياناً، لكنني استمررت فيما أقدم، وبذلك وصلت إلى كثير من الدول في الخليج والدول العربية ومازلت مصمما على الكلام بكلامنا الأصلي. «لازم يعرفوننا ويعرفون لهجتنا وأنا أمثل بلدي عبر صفحتي».
فالإعلام أقوى وسيلة لتوصيل الأفكار، عموماً اللهجة الخليجية لا يفهمها أغلب مواطني الدول العربية، والمتابعون منها يعد جزءاً بسيطاً أفتخر به، لكن أغلب متابعيّ من دول الخليج وهم متفاعلون مع المفردات الشعبية الـبـحـريـنـيـة البسـيـطـة ويحبونها، والمفردات التي قد لا يفهمها البعض أسعى لإيصالها وتوضيحها من خلال كتابة محتوى الوصفة تحت الفيديو وشرح الكلمات للوصفات باللغة العربية الفصحى.
لماذا تقدم أطباقاً بحرينية شعبية بالتحديد؟
أحب أن أكون سفيراً لبلدي كما قلت عن طريق الأطباق التي أقدمها، لذلك حرصت على نقل الطبخات البحرينية القديمة التي تطبخ على أصولها وطريقتها الأصلية وحرصت على أمانة النقل، ومبدئي هو تعريف الناس بالبحرين وتاريخها في الطبخ وأطباقها الأصيله «اللذيذة».
ونظراً لشغفي بالمطبخ البحريني اهتمامي منصب عليه ولذلك اخترت أن يكون عنوان محتوى حسابي «أبحث عن نكهات جديدة وأدمج الأطباق العالمية بنكهات بحرينية» وفضلت أن أدمج التراث بالحداثة.
كيف تواجه الانتقادات وعدم تقبل بعض أفراد المجتمع للمحتوى المقدم؟
- دائماً كنت أتكلم على طبيعتي في أي موقف وكنت أرى أن هذا هو ما يميز محمد بوبديع، وعلى الرغم من كل شيء تمسكت باللهجة أكثر، الإنسان يخاف من المجهول أو الشيء الغريب عليه لأنه لا يدركه، لذلك حرصت على فرض أسلوبي وطريقتي في الحديث أو تقديم الوصفات فابتكرت شيئا مميزا ووضعت بصمتي.
أؤمن أن ابتكار وصفة هو أصعب شيء يمكن تقديمه وخصوصاً في المطبخ التقليدي «مو كل من خلط عفاس على دباس وصارت طبخه»، الطبخ يماثل كيمياء ولا بد أن يعرف الشخص كيف يمزج المكونات ببعضها والمميز هو أن تفعل شيئا لا يفعله الآخرون.
هل من كلمة أخيرة؟
- للأسف لا يوجد هناك تقدير للوصفات وهناك أشخاص لا يعرفون تثمينها أو يقدرون المجهود المبذول في ابتكارها، كما أننا كصانعين للمحتوى نعد سفراء للوطن ونتعرض للإساءه في وسائل التواصل الاجتماعي ونقدم محتوى ونصنعه.
لذلك آمل من الجهات المعنية تبني المواهب التي تصنع أي محتوى يضيف للبحرين وتحميها من جميع ما يواجهها في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الدعم وتوثيق الحساب والتوجيه إلكترونياً، وخصوصاً أننا نمثل البحرين على المستــوى الإعــلامـــــــي.
بلهجته البحرينية الأصيلة ومفرداته البسيطة، ابتدع الطباخ البحريني محمد بوبديع وصفات بحرينية تقليدية بطريقة مبتكرة وعصرية، جال بها أنحاء الخليج وأجزاء الوطن العربي ليكون سفيراً للمطبخ البحريني عبر صفحته على منصة «إنستغرام»، تحدث عن شغفه باللهجة البحرينية والوصفات التقليدية، وتحدث لنا عن السر الذي يميز لهجته التي جذبت له المتابعين، فكان لـ«تراثنا» معه اللقاء الآتي:
حدثنا عن شغفك بالطبخ إجمالاً والمطبخ البحريني تحديداً.
- ولدت في عائلة تجيد الطبخ بامتياز، «عمام الوالد كانوا يهوون الطبخ» وكانوا يطبخون في الرحلات التي نخرج بها جميعاً كأفراد في العائلة، وحينما كنت في سن صغير كانوا يعتمدون علي في تحضير الأطباق التي يقومون بها وبدأت الطبخ في عمر 9 سنوات، «للأمانة ما كنت أوصل الفرن لكن كانت الوالدة تساعدني وتعلمني التفاصيل لتحضير الأطباق»، وكنت حينها أعاند في استخدام بعض المكونات للوصفات، لكن البداية في عالم الطبخ البحريني تحديداً كانت بتوجيهات والدتي، وكان لدي شغف بالمطبخ البحريني منذ الصغر.
ابتدعت وصفات بحرينية تقليدية لكن بطريقة مبتكرة، حدثنا عن تلك التجربة
- بدأت نشر المحتوى المطبخي في عام 2015، لكنني كنت متوجها إلى حسابي عبر «سناب شات» في عرض الوصفات حتى بدأت تقل المشاهدات لدي وانخفضت بنسبة 75% على الوصفات نظراً إلى توجه جميع المتابعين إلى «الإنستغرام»، حينها عدت مرة أخرى لنشر وصفاتي واقتنعت بأن منصة الإنستغرام تحفظ الوصفات ويسهل الرجوع إليها في أي وقت وزمن، وعدت بأول وصفة وكانت في يونيو العام الماضي والطبق كان «مجبوس لحم بالفقع» ولا أزال احتفظ بكمية ضخمة من الوصفات تغطي المحتوى لمدة 3 سنوات قادمة ولا أزال أمتلك كنزا من الوصفات أكتبها بنفسي وأخزنها وأعود إليها في أي وقت.
ما سر اهتمامك بالمواسم الخاصة بمكونات الوصفات كالرطب واللوز البحريني وبعض أصناف السمك؟
- اهتمامي بالطبخ في المواسم، يعود أولاً كما ذكرت للرحلات التي تطبخ فيها العائلة تلك الأكلات، في الصيف كنا في البحر فنلجأ لاستخدام أغلب أنواع السمك في الطبخ وبالمثل في موسم الشتاء.
أعتقد أن الجيل الجديد تمدن وتغيرت ثقافته في الطعام ونسي المكونات القديمة، في فيديو لي نشرته مؤخراً لوصفة سمك «السلوس» في موسمها، وبالمناسبة أحب تعريف المتابعين بالموسم وتفاصيله ووقته المحدد لتتسنى لهم معرفته، ونال ذلك الفيديو شهرة واسعة حتى زاد الطلب في السوق على هذا الصنف من السمك.
لذلك أرى أنه من الجميل أن نطلع العالم على غنى البحرين بمواردها الطبيعية، سواء أصناف السمك أو الرطب وغيرها، وكنت أفكر خارج الصندوق وأبتدع وصفات حديثة بنكهة بحرينية أصيلة مثل «خلاص لاتيه» الذي كان مشروباً معروفاً وحوّلته إلى مشروب تقليدي باستخدام رطب «الخلاص» البحريني في موسمه، لأنني دائماً أعتز بمواردنا البحرينية الغنية، إلى جانب ابتكار الوصفات سعيت لإعادة تدوير الطعام الزائد.
كثير من كميات الأطعمة تزيد عن الحاجة، وبالتالي كنت أفضل أن أستغلها في ما هو أنفع بابتكار وصفات لإعادة تدويرها، لذلك قمت على مدى عامين بتدوير «قدوع العيد» وابتكرت وصفات باستخدام «المتّاي» والحلوى البحرينية المعروفة كأشهر الأصناف على مائدة القدوع البحريني وتحديداً في الأعياد، وبذلك كنت دائماً أتميز بالخروج عن المألوف بابتكار محتوى مميز يتفاعل معه الناس.
لمـــاذا تحـــرص علـــى استخدام مفردات بحرينية شعبية متأصله في محتواك؟
تربيـــــت في بيت العائلة بالمحرق و «ربيت في فريج العمامرة على سوالف يدتي وخذيت كلماتهم ولجهتهم»، وكنت دائماً أسمع المفرادت الشعبية واللهجة «المحرقية» تحديداً والكلمات التي كانوا يتداولونها وأحب دائماً أن أتكلم بلهجتي البسيطة، وكنت أتساءل: لماذا الحديث باللهجة البيضاء؟ لماذا لا نجعل الجميع يتعرف على لهجتنا ومفرداتنا؟
وكوني اخترت أن أكون سفيراً لبلدي عبر حسابي حرصت على أن أنقل صور حضارتنا البحرينية للخارج، صحيح أنني حصدت نقداً «جارحاً» أحياناً، لكنني استمررت فيما أقدم، وبذلك وصلت إلى كثير من الدول في الخليج والدول العربية ومازلت مصمما على الكلام بكلامنا الأصلي. «لازم يعرفوننا ويعرفون لهجتنا وأنا أمثل بلدي عبر صفحتي».
فالإعلام أقوى وسيلة لتوصيل الأفكار، عموماً اللهجة الخليجية لا يفهمها أغلب مواطني الدول العربية، والمتابعون منها يعد جزءاً بسيطاً أفتخر به، لكن أغلب متابعيّ من دول الخليج وهم متفاعلون مع المفردات الشعبية الـبـحـريـنـيـة البسـيـطـة ويحبونها، والمفردات التي قد لا يفهمها البعض أسعى لإيصالها وتوضيحها من خلال كتابة محتوى الوصفة تحت الفيديو وشرح الكلمات للوصفات باللغة العربية الفصحى.
لماذا تقدم أطباقاً بحرينية شعبية بالتحديد؟
أحب أن أكون سفيراً لبلدي كما قلت عن طريق الأطباق التي أقدمها، لذلك حرصت على نقل الطبخات البحرينية القديمة التي تطبخ على أصولها وطريقتها الأصلية وحرصت على أمانة النقل، ومبدئي هو تعريف الناس بالبحرين وتاريخها في الطبخ وأطباقها الأصيله «اللذيذة».
ونظراً لشغفي بالمطبخ البحريني اهتمامي منصب عليه ولذلك اخترت أن يكون عنوان محتوى حسابي «أبحث عن نكهات جديدة وأدمج الأطباق العالمية بنكهات بحرينية» وفضلت أن أدمج التراث بالحداثة.
كيف تواجه الانتقادات وعدم تقبل بعض أفراد المجتمع للمحتوى المقدم؟
- دائماً كنت أتكلم على طبيعتي في أي موقف وكنت أرى أن هذا هو ما يميز محمد بوبديع، وعلى الرغم من كل شيء تمسكت باللهجة أكثر، الإنسان يخاف من المجهول أو الشيء الغريب عليه لأنه لا يدركه، لذلك حرصت على فرض أسلوبي وطريقتي في الحديث أو تقديم الوصفات فابتكرت شيئا مميزا ووضعت بصمتي.
أؤمن أن ابتكار وصفة هو أصعب شيء يمكن تقديمه وخصوصاً في المطبخ التقليدي «مو كل من خلط عفاس على دباس وصارت طبخه»، الطبخ يماثل كيمياء ولا بد أن يعرف الشخص كيف يمزج المكونات ببعضها والمميز هو أن تفعل شيئا لا يفعله الآخرون.
هل من كلمة أخيرة؟
- للأسف لا يوجد هناك تقدير للوصفات وهناك أشخاص لا يعرفون تثمينها أو يقدرون المجهود المبذول في ابتكارها، كما أننا كصانعين للمحتوى نعد سفراء للوطن ونتعرض للإساءه في وسائل التواصل الاجتماعي ونقدم محتوى ونصنعه.
لذلك آمل من الجهات المعنية تبني المواهب التي تصنع أي محتوى يضيف للبحرين وتحميها من جميع ما يواجهها في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الدعم وتوثيق الحساب والتوجيه إلكترونياً، وخصوصاً أننا نمثل البحرين على المستــوى الإعــلامـــــــي.