هدى عبدالحميد

قال الخبير المتخصص في الأفراد من ذوي متلازمة داون ومدير مركز العناية بمتلازمة داون والمعد والمشرف على تنفيذ برنامج التأهيل والتوظيف لفئة متلازمة داون وانخراطهم بسوق العمل محمد المناعي، إن "مشروع توظيف فئة متلازمة داون نجح في توظيف 19 موظفاً من الشباب الفتيات في مؤسسات مختلفة، مؤكداً أن المشروع فتح أفقاً لتوسيع فرص توظيف الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة ليشغلوا مختلف المناصب الممكنة، وفق المعطيات المهنية والعلمية"، لافتاً إلى أنه "الأول من نوعه في العالم العربي لذوي الإعاقة ويركز على تشغيلهم ضمن الوظائف التخصصية أو ذات المهارات العالية، ويمثل خطوة مهمة على طريق إدماج وتأهيل تلك الفئة من الكوادر الوطنية بالمهارات اللازمة التي تسمح بمشاركتها في العملية التنموية في سوق العمل".

"الوطن" التقت الخبير المناعي فكان معه الحوار التالي:

ما هي أهمية التأهيل المهني لذوي الإعاقة؟

إن التأهيل المهني يمثل المرحلة الختامية لبرامج التدخل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبقدر النجاح الذي يحققه الطلاب في مرحلة التدخل المبكر والتعلم الأكاديمي، يكون النجاح في برامج التأهيل المهني، ولا تتوقف الاستفادة من برامج التأهيل المهني على الطلاب أنفسهم بل تتخطى ذلك إلى دعم الآباء والأمهات بالاطمئنان على أبنائهم وخفض قلق المستقبل لديهم، كما أن الاتفاقات الدولية مثل الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أقرت "كفالة الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول بصورة فعالة على البرامج العامة للتوجيه التقني والمهني، كخدمات التوظيف والتدريب المستمر كما ورد في البند (ج) من المادة (42 )، كما نص البند (ط) من نفس المادة على كفالة توفير ترتيبات تيسيرية معقولة للأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن العمل.

ما هي فكرة المشروع؟

إن فكرة المشروع تتمثل في تمكين أشخاص من فئة متلازمة داون لعيش حياة كريمة والانخراط في سوق العمل الحكومية والخاصة، ويستهدف فئة متلازمة داون من سن 18 سنة فما فوق.

وجاءت فكرة المشروع من خلال رؤيتنا لجمعيات كثيرة حول العالم تسعى لتوظيف الشباب من فئة متلازمة داون، ولكن بمرور الوقت يفقد الشباب تلك الوظائف لأسباب كثيرة أهمها تدهور مستواهم الفني، والجمعية البحرينية لمتلازمة داون ومن خلال برامج متكاملة تساهم في دعم الموظف مدى الحياة بكل الوسائل التي تجعل من استمراريته في العمل هدف يسعى إليه الجميع بالتعاون مع عائلة الموظف وبيئة العمل وبقيادة الفريق الفني للجمعية. وقد أعددت هذا المشروع من خلال دمج آليات جديدة تضمن تحقيق هدف استمرارية تطوير قدرات الموظف في بيئة العمل دون أن يكون وجوده يسبب أي عبء على صاحب العمل.

والمشروع تم تنفيذه بالشراكة مع تمكين يقدم رؤية جديدة بتحقيق مبدأ المشاركة لكافة شرائح المجتمع، وفتح باب الأمل لتشغيل هذه الفئة في مختلف الوظائف التي تتناسب مع قدراتهم. ويحتاج لفريق عمل متكامل بالإضافة إلى تخصيص مدرب واحد لكل شاب وشابة يقدم له التوجيه والدعم بشكل مستمر لمدة عام كامل حتى يتقن المهمة، وبعد هذه المرحلة يستمر معه في موقع العمل حسب احتياجات كل وظيفة.

ما هو الهدف من المشروع؟

الهدف من المشروع هو الاستفادة من طاقات وقدرات الأشخاص ذوي فئة متلازمة داون، وتحقيق الاستقلالية للأشخاص من ذوي فئة متلازمة داون، ورفع مستوى جودة الحياة وتحسين تقدير الذات لدى الأشخاص من ذوي متلازمة داون، وإضفاء الشعور عليهم بالفعالية والمشاركة في المجتمع من خلال الاندماج مع زملاء العمل (الدمج المجتمعي)، بالإضافة إلى تغيير الصورة النمطية للمجتمع عن الأشخاص من فئة متلازمة داون المساهمة ومشاركتهم في زيادة الناتج الوطني.

كم عدد المستفيدين من المشروع؟

تم توظيف 19 موظفاً من شباب / فتيات من فئة متلازمة داون في مؤسسات مختلفة منها (مؤسسة ماجد الفطيم، ومجموعة الراشد، وبنك البحرين الوطني، وفخرو للعطاء، ومستشفى رويال). وفي ظل ظروف والوضع الراهن يقوم الموظفون من فئة متلازمة داون بالعمل "أونلاين" من منازلهم تحت إشراف الفريق الفني التابع للجمعية البحرينية لمتلازمة داون.