قصة عبدالعزيز الأنصارييقول ولي أمر الطالب عبد العزيز الأنصاري "لقد أنعم الله علي ورزقني بأفضل هدية، ابني الطالب المتميز الذي يحبه الجميع ويشهد على تفوقه معلميه، حيث نال العديد من الجوائز لتفوقه الدراسي، ولديه حضور خاص يلمسه كل من يقابله فهو طفل ذوي شخصية قيادية استطاع التغلب على إعاقته ليتفوق دراسياً واجتماعياً فهو من يقود طابور الصباح في مدرسته قادر على إجراء الحوارات، إنه نعم الابن الذي أفخر به أنه البطل عبدالعزيز".ويضيف هشام الأنصاري "ولد عبدالعزيز في 20/7/2007 وعدت سنوات عمره الأولى دون أن يتكلم فكان يعاني من تأخر في النطق وكان يعيش في شبه عزلة ويخرج صوت همهمة لم يكن يتكلم مثل أقرانه ولا يستطيع التعبير عن احتياجاته، فعرضته على طبيبة نفسية بمستشفى الطب النفسي في عام 2013 وبعد استشارة أحد المختصين بذوي الاحتياجات الخاصة وعمل الاختبارات التشخيصية اللازمة كانت النتيجة أن ابني فلذة كبدي مصاب بطيف التوحد فكانت الصدمة في البداية كبيرة ومن هنا بدأت رحلة التحدي مع البطل التوحدي عبدالعزيز الأنصاري".وقال أيضاً "قررت أن استكمل المشوار مع ابني دون كلل أو ملل فهو قرة عيني وكان لابد أن يلتحق بالروضة فقد بلغ 6 سنوات وقدمت له لإلحاقه بإحدى الروضات ولكنهم اشترطوا الحضور يومين فقط فوافقت ولقد كان إلحاق ابني بالروضة صعب جداً حيث إنه كان شديد التعلق بي ولا يشعر بالأمان سوى بوجودي ولكن من نعم ربي أنهم طلبوا حضور مرافق له فكنت مرافقه، ومع الوقت وتطور ابني وبدل من مرافقته في الصف طلبوا أن أنتظره خارج الصف والحمدلله عبدالعزيز تطور بشكل سريع".وزاد الأنصاري بالقول "ثم التحق ابني بمدرسة العلاء الحضرمي للبنين وتم ضمه بصف يسمى "إشراقة أمل" وهو صف لفئة التوحد وكانت تصدر منه بعض التصرفات ويتغير مزاجه في لحظه ولكن المعلمات كانوا مؤهلين للتعامل مع هذه التغيرات، وكان العدد محدوداً وبذلت المعلمات جهداً كبيراً في تأسيس عبدالعزيز تأسيس جيد وحصل منهم على الرعاية الكاملة والكافية ولم اكتف بتأسيس المدرسة فكنت أخذ عبد العزيز إلى مدرس تربية خاصة لتطوير مهاراته ولقد قضى عبدالعزيز ما يقارب 3 إلى 4 سنوات في هذا الصف وكانت تجربته الأولى في الدمج الجزئي ناجحة وبعدها انتقل إلى مرحلة الدمج الكلي وكان سريع التعلم واستجابته كانت طبيعية واستطاع التأقلم وحقق نجاحاً وتفوقاً في كل عام"."ونجح في كسب ثقة المعلمات وكانت المعلمات يعاملونه بكل حب وود وكانت أستاذة مدينة والمديرة هيا الفضالة والمدرس محمد التميمي يقدمون له كل الدعم والتشجيع الذي جعله طالباً ناجحاً ومتفوقاً وكان محبوباً بين أصدقائه في المدرسة وقام بتكوين صداقات كثيرة كما نجح ابني في إجراء لقاءات مع الإعلامية أمل فاروق وقام بعمل لقاءات تلفزيونية وهذا سبب له شهرة في المدرسة وخارجها وأكسبه مزيداً من الثقة بالنفس".وأضاف الأنصاري "لقد حقق ابني التوحدي ما لم يحققه بعض الطلبة الغير وتوحديين فبالصبر والمثابرة والاجتهاد استطاع أن يصبح من المتفوقين لينال التكريم تلو الأخر فكرم من قبل وزير التربية والتعليم وهذا وسام أعتز فيه".وتمنى الأنصاري أن يتم تخصيص صف خاص للتوحد في المدارس الإعدادية والثانوية لأن الطالب عندما ينتقل من مرحلة لأخرى يحتاج أشخاصاً مؤهلين قادرين على التعامل معه ومساندته للتغلب على صعوبات الفترة الانتقالية".وأضاف "طبعاً وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي تقدم كافه الدعم اللازم للملتحقين بالمدارس من فئة التوحد ولولا الدعم اللامتناهي لهذه الفئة واهتمامهم البالغ ما حقق ابني البطل عبدالعزيز هذا التفوق".