عباس المغني
قال مدير فرع شركة محمد عبدالله الشربتلي المحدودة في البحرين صديق بشير إن الشركة أمنت احتياجات السوق في المملكة من الفواكه التي تنتجها مزارع الشربتلي ومن مصادرها في مختلف بقاع العالم وذلك طوال العام الجاري، مبينا أن الشركة تزود السوق في المملكة بـ 200 طن يوماً من مختلف الأصناف، ولديها إمكانية لتوفير حتى 1000 طن يومياً، وهو ما يشكل أمنا غذائيا للبحرين في قطاع الفواكه طوال العام".
وأضاف بشير في حوار مع "الوطن" أن الشركة استثمرت 5 ملايين دينار في بناء مستودع استراتيجي مبرد ويغطي احتياجات السوق لمدة 20 يوماً، بالإضافة إلى وجود شبكة لوجستية عالية التطور لإمداد فرع البحرين بأية كمية يطلبها من فروع السعودية ودبي".
واستطرد بالقول "هناك برنامج لتوفير كميات ثابتة طوال أيام السنة، على سبيل المثال الموز، كل يوم نطرح 3000 كارتون، بغض النظر عن الأسعار وبغض النظر عن الربح والخسارة، كمية ثابتة تمثل حصة الشربتلي في السوق، إذ أن برنامج عملنا يستهدف ضخ 1.2 مليون كارتون موز "تعادل 15 مليون كيلو" في سوق البحرين خلال العام الجاري.
وأكد بشير أن فرع البحرين كان يعتمد على فرع الدمام في توفير احتياجات السوق، ولكن النظرة المستقبلية تطلبت عدم الاعتماد على منفذ واحد وهو جسر الملك فهد الذي يشهد حركة كبيرة، والاستفادة من المنفذ البحري للحفاظ على حركة مستقرة، وفي الوقت الجاري 60% من فاكهة الشربتلي تأتي عن طريق الميناء، و40% عن طريق جسر الملك فهد.
وفيما يلي نص المقابلة:
الوطن: هل لك أن تعطينا فكرة عن فرع شركة الشربتلي في البحرين، ودوره في السوق؟
تأسس فرع البحرين في 2003، ومنذ ذلك اليوم تساهم الشركة مساهمة فعالة مع الشركات البحرينية العاملة في مجال الفواكه والخضروات في تأمين الأمن الغذائي للبحرين. و"الشربتلي" يعتمد برنامجا سنويا، يؤمن خلاله المصادر طوال العام، وليس المهم ارتفاع الأسعار في السوق أو انخفاضها، بينما المهم هو تأمين الكميات طوال العام ضمن برنامج زمني واضح، بحيث لا يتعرض السوق إلى أية نقص، كما يعتمد على الاستثمار في مزارع خاصة، إلى جانب توقيع اتفاقيات مع كبرى شركات الفواكه، ويكون هو مستثمرا فيها، وذلك لتأمين كامل احتاجات السوق طوال العام. ولو حدث وتعرض بلد المصدر إلى أزمة، فإن هذا البلد سيلجأ إلى تأمين حاجيات شعبه أولاً، كما أن المزارعين لو وجدوا ارتفاع الأسعار في بلد ما، فإنهم سيوجهون الكميات لذلك البلد الذي يحقق لهم عائدا أعلى، وهذه مشكلة، ولهذا الشربتلي تغلب على هذه العقبة بالاستثمار في المزارع وتملك حصص في شركات زراعية عالمية لتأمين الكميات طوال العام للسوق المحلي. كل ما يهم "الشربتلي" هو الاستمرار بتوفير الكميات وهو يعمل في الفواكه كصناعة متطورة وليس كتجارة سوق مركزي، وأن الشركة استثمرت 5 ملايين دينار في بناء مستودع استراتيجي مبرد ويغطي احتياجات السوق لمدة 20 يوماً، بالإضافة إلى وجود شبكة لوجستية عالية التطور لإمداد فرع البحرين بأية كمية يطلبها من فروع السعودية ودبي".
"الوطن": ماذا تعني أن عمل الشربتلي صناعة وليس تجارة سوق مركزي؟
"الشربتلي" يعمل ضمن برنامج متكامل وشبكة لوجستية متطورة عالية الدقة، تربط الكرة الأرضية لتوفير الفواكه على مدار العام وفي خارج مواسمها، عبر تنويع الاستيراد من جهتي الكرة الأرضية شمالا وجنوباً لنتواجد في مواسم الفواكه صيفاً وشتاءً، ففي شتاء أوروبا نذهب لاستيراد الفواكه من جنوب الكرة الأرضية إلى تشيلي والأرجنتين وجنوب إفريقيا التي يكون مناخها صيفاً، وكمثال نستورد البرتقال في الشتاء من مصر والمغرب وتركيا، وفي الصيف نستورده من دول أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا. فهل شعر المستهلك في البحرين في يوم من الأيام بنقص في الفواكه التي يوفرها الشربتلي، مثل الموز والتفاح والبرتقال؟ لا، طوال السنة متوفرة، بالرغم من أنها موسمية، لكن الشربتلي ربط أجزاء الكرة الأرضية، فيؤمن مصادر الموسم في شمال الكرة الأرضية، وعندما ينتهي الموسم فيها، يبدأ الموسم في جنوب الكرة الأرضية، وبذلك نوفر الكميات طوال العام.
"الوطن": لماذا تتذبذب الأسعار في سوق الخضار والفواكه؟
العرض والطلب وراء التذبذب في الأسعار، لكن الفاكهة تذبذب أسعارها محدود، لأن الشربتلي يوفر كميات ثابتة طوال العام، ويحدث تذبذب في الفواكه لعدة أسباب، منها عدم قدرة التجار الآخرين على توفير حصتهم في السوق لانتهاء الموسم في البلد الذي يتعاملون معه، على عكس الشربتلي الذي يوفر حصته كاملة طوال العام لأنه يربط شمال وجنوب الكرة الأرضية، فإذا انتهى الموسم في الشمال، يوفره من الموسوم في الجنوب. إلى جانب حدوث أمور تتعلق بالمواصلات بالنسبة للشربتلي، مثل تأخر الباخرة لمدة يوم أو يومين وفي نفس الوقت هناك ازدحام على جسر الملك فهد، لكن حدوث هذا نادر. أما بالنسبة لسوق الخضار فإنه يشهد تذبذب عاليا في الأسعار، لعدم وجود شركات قوية لديها مزارع خاصة توفر كميات ثابتة مستقرة طوال العام، مثل الشربتلي المعروف بتركيزه على الفاكهة. والاستثمار في سوق الفواكه والخضار ليس سهلا، بسبب سرعة تعرض الفواكه والخضراوات للتلف وعدم إمكانية تخزينها لفترة طويلة، ما قد يؤدي إلى تلف المحصول قبل نزوله للأسواق، هذا عدا عن التضخم العالمي وأسعار الصرف وهي أمور خارجية.
على سبيل المثال، في العام 2020 مع بداية تفشي جائحة "كورونا" وتعطل الإمدادات، حدث نقص حاد لـ "البصل" في الأسواق، وارتفعت أسعاره لمستويات قياسية، ففضل المزارعون تصدير منتجاتهم للأسواق التي شهدت ارتفاع سعري أكبر، خصوصاً وأن سوق الخضار يعمل وفق العمولة، لهذا السبب نجد تذبذبا حادا في الخضار.
"الوطن": ماذا تعني سوق الخضار يعمل وفق العمولة؟ وما تأثيرها على الأسعار؟
نظام العمولة، هو أن المزارع يقوم بتصدير الكمية إلى البحرين، ويقوم تاجر الجملة ببيعها في السوق، ويأخذ عمولة على المبيعات، ويحول المبالغ للمزارع، وفي هذه الحالة يتحمل المزارع كامل التكاليف والخسارة، وهذا النظام صحي للأسواق في الأوضاع الطبيعية، لأنه يساهم في تعديل الأسعار بشكل طبيعي وتلقائي، الأسواق تعدل نفسها بنفسها، ولا حاجة لتدخل السلطات. لأن المزارعين يحولون فائض المعروض للأسواق التي يقل فيها المعروض، أي انتقال الوفرة للأسواق التي تعاني من النقص، فمثلاً، إذا حدث نقص في البحرين ترتفع الأسعار، فيفضل المزارعون تصدير المنتجات للبحرين، وعندما يصدرون الكميات يحدث فائض فتنخفض الأسعار، فيحدث توازن، الأسعار تعدل نفسها بنفسها، الأسواق في المنطقة مترابطة. لكن "نظام العمولة"، تكون تأثيرات سلبية عالية في حال الأزمات، ويؤدي إلى تذبذبات سعرية عالية، أبرز مثال، البصل عندما ارتفع الطلب عليه في بداية 2020، وحدث شح في السوق، لم يتمكن الموردون من توفير البصل حتى بأسعار عالية، لأن المزراعين فضلوا سوق الكويت للحصول على عوائد أعلى. وعندما خاطبنا المزارعين في اليمن، لم يبدوا حماسا لتوفير الكميات للبحرين، لأن الأسعار في سوق الكويت كانت مغرية، فتوجهت كل الكميات إلى هناك، وعند وصول الكميات للكويت حدث فائض هناك، ما أدى إلى انخفاض الأسعار في الكويت، في المقابل كان سوق البحرين يعاني من نقص وارتفاع الأسعار، فأصبح سوق البحرين مغريا بالنسبة للمزارعين اليمنين، فوافقوا على إرسال 120 طن بصل، وعندما وصلت الكمية في السوق انخفضت الأسعار وعادت إلى طبيعتها. لكن في سوق الفواكه، لا يمكن أن يحدث هذا، لأن الشربتلي لديه برنامج طوال السنة، يؤمن كل الكميات التي يحتاجها السوق، حتى لو حدثت أزمات، فإن فواكه الشربتلي ستكون متواجدة في السوق بنفس الكميات، حتى لو تأخرت الباخرة عن فرع البحرين ليوم واحد، فإن فرع الدمام في السعودية قادر على توفير كميات تغطيات احتياجات البحرين كلها، لدينا قدرة على توفير حتى 1000 طن في اليوم، البحرين في مأمن فيما يتعلق بتوفير الفواكه.
"الوطن": ما هي التحديات التي تواجه البلدان لتوفير أمن غذائي أو مخزون غذائي استراتيجي؟
التحدي أن الخضروات والفواكه سريعة التلف، فالخضراوات مثلا تفقد كل يوم 25 % من جودتها، بعد 4 أو 5 أيام تتلف، فواكه الدول العربية عمرها يصل إلى 10 أيام حتى لو كانت مبردة، باستثناء البرتقال المصري عمره يصل إلى شهرين. لديك التفاح الأمريكي عمره يصل إلى 6 شهور، لأن الزراعة هناك تقوم على علم ودراسات وأبحاث لزيادة عمره لأطول فترة ممكنة، يصدرون منتجاتهم لكل دول العام خلال الموسم، وقبل الموسم يخزنون كميات ضخمة لتبقى لهم لفترات طويلة. تأمين مخزون استراتيجي في قطاع الفواكه والخضروات ليس سهلاً، نتيجة حجم المخاطر في سلعة تتميز بسرعة التلف وضآلة مكاسبها وأسعار النقل والتذبذب في أسعار العملات وغيرها من العوامل المؤثرة في التجارة. ولهذا التجارة التقليدية لا يمكن أن تحقق أمنا غذائيا، وتحقيق أمن غذائي يتطلب التحول إلى صناعة كما يفعل الشربتلي. بالرغم من أن عمر عمر الفواكه قصير، إلا أن استراتيجية الشربتلي تقوم على توفير الكميات أولاً بأول طوال العام، فمثلاً عمر الموز 20 يوما، لكن لم نسمع أن موز الشربتلي انقطع عن السوق في يوم من الأيام.
"الوطن": هل لديكم مشاريع جديدة؟
لدينا مشروع مستقبلي يتعلق بتوصيل الطلبات للمنازل، حيث سيتمكن الجميع من شراء احتياجاتهم عبر شبكة الإنترنت، والدفع أونلاين أو عند الاستلام، سيتم تجهيز حقيبة خاصة توضع فيها الفواكه، وتكون معقمة ومحكمة، مع ضمان كل الفواكه فيها طازجة، وفي حال وجدت فاكهة غير سليمة من بين الكمية، نستبدل له الحقيبة بالكامل. فهنا يضمن المستهلك أنه سيحصل على ما يريد وبجودة عالية. نستهدف الطلبات التي يشتريها المستهلك من سوق الجملة وليس التجزئة، فمثلاً المواطن عندما يريد شراء موز لأسرته الصغيرة فإنه سيشتري كيلوغراما واحدا من تاجر التجزئة، لكن عندما تكون لديه مناسبة كالزواج، فإنه يذهب للشراء من السوق المركزي من تاجر الجملة مباشرة. التركيز سيكون على الكميات التي تدفع المستهلك لشرائها من السوق المركزي. وسيستفيد المستهلكين من هذه العملية بالحصول على احتياجاتهم بتكاليف منخفضة، وستوفر عليهم تكاليف الذهاب للسوق المركزي وكذلك الوقت، إلى جانب الحصول على كميات مجانية، فكثير من الأوقات تكون هناك كميات فائضة، فالأفضل هو منح الزبون كيلو أو 2 كيلو مجانا بخصوص الكميات الفائضة خصوصاً وأن عمر الفواكه قصير جداً ومعرض للتلف.
"الوطن": ما هي الخطوات التي اتخذتموها لتنفيذ المشروع؟
الشركة قامت بشراء خطي إنتاج للتعبئة، واحد وصل إلى موقع الشركة، والثاني سيصل قريباً عبر جسر الملك فهد، ومازلنا ننتظر الشركة الإيطالية لتركيب خطين التعبئة، قد حصل تأخير بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، لكن نتوقع هذا الشهر، أن يتم تركيب الخطين، ويكونان جاهزين للعمل. كما أن هناك خطوة أخرى حتى نبدأ العمل، وهي الحصول على موافقة وزارة الصحة بخصوص التعئبة، وتلبية متطلباتها واشتراطاتها.
وقد تقدمنا بطلب إلى وزارة العمل وذلك لتوفير فرص عمل للسيدات للعمل في خطوط التعبئة، وقد فضلنا عمل بحرينيات لعدة أسباب أهمها أن شركة الشربتلي تنظر إلى إنتاج وتوزيع الفواكه كصناعة توفر مخزون غذائي طوال العام، وبما أن الفرع هو في البحرين، فضلنا أبناء نفس البلد، لأن قلوبهم على بلدهم، وكل ما تنتجه الشربتلي هو أمن غذائي للبلد. كما هو حاصل في فروع السعودية.
قال مدير فرع شركة محمد عبدالله الشربتلي المحدودة في البحرين صديق بشير إن الشركة أمنت احتياجات السوق في المملكة من الفواكه التي تنتجها مزارع الشربتلي ومن مصادرها في مختلف بقاع العالم وذلك طوال العام الجاري، مبينا أن الشركة تزود السوق في المملكة بـ 200 طن يوماً من مختلف الأصناف، ولديها إمكانية لتوفير حتى 1000 طن يومياً، وهو ما يشكل أمنا غذائيا للبحرين في قطاع الفواكه طوال العام".
وأضاف بشير في حوار مع "الوطن" أن الشركة استثمرت 5 ملايين دينار في بناء مستودع استراتيجي مبرد ويغطي احتياجات السوق لمدة 20 يوماً، بالإضافة إلى وجود شبكة لوجستية عالية التطور لإمداد فرع البحرين بأية كمية يطلبها من فروع السعودية ودبي".
واستطرد بالقول "هناك برنامج لتوفير كميات ثابتة طوال أيام السنة، على سبيل المثال الموز، كل يوم نطرح 3000 كارتون، بغض النظر عن الأسعار وبغض النظر عن الربح والخسارة، كمية ثابتة تمثل حصة الشربتلي في السوق، إذ أن برنامج عملنا يستهدف ضخ 1.2 مليون كارتون موز "تعادل 15 مليون كيلو" في سوق البحرين خلال العام الجاري.
وأكد بشير أن فرع البحرين كان يعتمد على فرع الدمام في توفير احتياجات السوق، ولكن النظرة المستقبلية تطلبت عدم الاعتماد على منفذ واحد وهو جسر الملك فهد الذي يشهد حركة كبيرة، والاستفادة من المنفذ البحري للحفاظ على حركة مستقرة، وفي الوقت الجاري 60% من فاكهة الشربتلي تأتي عن طريق الميناء، و40% عن طريق جسر الملك فهد.
وفيما يلي نص المقابلة:
الوطن: هل لك أن تعطينا فكرة عن فرع شركة الشربتلي في البحرين، ودوره في السوق؟
تأسس فرع البحرين في 2003، ومنذ ذلك اليوم تساهم الشركة مساهمة فعالة مع الشركات البحرينية العاملة في مجال الفواكه والخضروات في تأمين الأمن الغذائي للبحرين. و"الشربتلي" يعتمد برنامجا سنويا، يؤمن خلاله المصادر طوال العام، وليس المهم ارتفاع الأسعار في السوق أو انخفاضها، بينما المهم هو تأمين الكميات طوال العام ضمن برنامج زمني واضح، بحيث لا يتعرض السوق إلى أية نقص، كما يعتمد على الاستثمار في مزارع خاصة، إلى جانب توقيع اتفاقيات مع كبرى شركات الفواكه، ويكون هو مستثمرا فيها، وذلك لتأمين كامل احتاجات السوق طوال العام. ولو حدث وتعرض بلد المصدر إلى أزمة، فإن هذا البلد سيلجأ إلى تأمين حاجيات شعبه أولاً، كما أن المزارعين لو وجدوا ارتفاع الأسعار في بلد ما، فإنهم سيوجهون الكميات لذلك البلد الذي يحقق لهم عائدا أعلى، وهذه مشكلة، ولهذا الشربتلي تغلب على هذه العقبة بالاستثمار في المزارع وتملك حصص في شركات زراعية عالمية لتأمين الكميات طوال العام للسوق المحلي. كل ما يهم "الشربتلي" هو الاستمرار بتوفير الكميات وهو يعمل في الفواكه كصناعة متطورة وليس كتجارة سوق مركزي، وأن الشركة استثمرت 5 ملايين دينار في بناء مستودع استراتيجي مبرد ويغطي احتياجات السوق لمدة 20 يوماً، بالإضافة إلى وجود شبكة لوجستية عالية التطور لإمداد فرع البحرين بأية كمية يطلبها من فروع السعودية ودبي".
"الوطن": ماذا تعني أن عمل الشربتلي صناعة وليس تجارة سوق مركزي؟
"الشربتلي" يعمل ضمن برنامج متكامل وشبكة لوجستية متطورة عالية الدقة، تربط الكرة الأرضية لتوفير الفواكه على مدار العام وفي خارج مواسمها، عبر تنويع الاستيراد من جهتي الكرة الأرضية شمالا وجنوباً لنتواجد في مواسم الفواكه صيفاً وشتاءً، ففي شتاء أوروبا نذهب لاستيراد الفواكه من جنوب الكرة الأرضية إلى تشيلي والأرجنتين وجنوب إفريقيا التي يكون مناخها صيفاً، وكمثال نستورد البرتقال في الشتاء من مصر والمغرب وتركيا، وفي الصيف نستورده من دول أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا. فهل شعر المستهلك في البحرين في يوم من الأيام بنقص في الفواكه التي يوفرها الشربتلي، مثل الموز والتفاح والبرتقال؟ لا، طوال السنة متوفرة، بالرغم من أنها موسمية، لكن الشربتلي ربط أجزاء الكرة الأرضية، فيؤمن مصادر الموسم في شمال الكرة الأرضية، وعندما ينتهي الموسم فيها، يبدأ الموسم في جنوب الكرة الأرضية، وبذلك نوفر الكميات طوال العام.
"الوطن": لماذا تتذبذب الأسعار في سوق الخضار والفواكه؟
العرض والطلب وراء التذبذب في الأسعار، لكن الفاكهة تذبذب أسعارها محدود، لأن الشربتلي يوفر كميات ثابتة طوال العام، ويحدث تذبذب في الفواكه لعدة أسباب، منها عدم قدرة التجار الآخرين على توفير حصتهم في السوق لانتهاء الموسم في البلد الذي يتعاملون معه، على عكس الشربتلي الذي يوفر حصته كاملة طوال العام لأنه يربط شمال وجنوب الكرة الأرضية، فإذا انتهى الموسم في الشمال، يوفره من الموسوم في الجنوب. إلى جانب حدوث أمور تتعلق بالمواصلات بالنسبة للشربتلي، مثل تأخر الباخرة لمدة يوم أو يومين وفي نفس الوقت هناك ازدحام على جسر الملك فهد، لكن حدوث هذا نادر. أما بالنسبة لسوق الخضار فإنه يشهد تذبذب عاليا في الأسعار، لعدم وجود شركات قوية لديها مزارع خاصة توفر كميات ثابتة مستقرة طوال العام، مثل الشربتلي المعروف بتركيزه على الفاكهة. والاستثمار في سوق الفواكه والخضار ليس سهلا، بسبب سرعة تعرض الفواكه والخضراوات للتلف وعدم إمكانية تخزينها لفترة طويلة، ما قد يؤدي إلى تلف المحصول قبل نزوله للأسواق، هذا عدا عن التضخم العالمي وأسعار الصرف وهي أمور خارجية.
على سبيل المثال، في العام 2020 مع بداية تفشي جائحة "كورونا" وتعطل الإمدادات، حدث نقص حاد لـ "البصل" في الأسواق، وارتفعت أسعاره لمستويات قياسية، ففضل المزارعون تصدير منتجاتهم للأسواق التي شهدت ارتفاع سعري أكبر، خصوصاً وأن سوق الخضار يعمل وفق العمولة، لهذا السبب نجد تذبذبا حادا في الخضار.
"الوطن": ماذا تعني سوق الخضار يعمل وفق العمولة؟ وما تأثيرها على الأسعار؟
نظام العمولة، هو أن المزارع يقوم بتصدير الكمية إلى البحرين، ويقوم تاجر الجملة ببيعها في السوق، ويأخذ عمولة على المبيعات، ويحول المبالغ للمزارع، وفي هذه الحالة يتحمل المزارع كامل التكاليف والخسارة، وهذا النظام صحي للأسواق في الأوضاع الطبيعية، لأنه يساهم في تعديل الأسعار بشكل طبيعي وتلقائي، الأسواق تعدل نفسها بنفسها، ولا حاجة لتدخل السلطات. لأن المزارعين يحولون فائض المعروض للأسواق التي يقل فيها المعروض، أي انتقال الوفرة للأسواق التي تعاني من النقص، فمثلاً، إذا حدث نقص في البحرين ترتفع الأسعار، فيفضل المزارعون تصدير المنتجات للبحرين، وعندما يصدرون الكميات يحدث فائض فتنخفض الأسعار، فيحدث توازن، الأسعار تعدل نفسها بنفسها، الأسواق في المنطقة مترابطة. لكن "نظام العمولة"، تكون تأثيرات سلبية عالية في حال الأزمات، ويؤدي إلى تذبذبات سعرية عالية، أبرز مثال، البصل عندما ارتفع الطلب عليه في بداية 2020، وحدث شح في السوق، لم يتمكن الموردون من توفير البصل حتى بأسعار عالية، لأن المزراعين فضلوا سوق الكويت للحصول على عوائد أعلى. وعندما خاطبنا المزارعين في اليمن، لم يبدوا حماسا لتوفير الكميات للبحرين، لأن الأسعار في سوق الكويت كانت مغرية، فتوجهت كل الكميات إلى هناك، وعند وصول الكميات للكويت حدث فائض هناك، ما أدى إلى انخفاض الأسعار في الكويت، في المقابل كان سوق البحرين يعاني من نقص وارتفاع الأسعار، فأصبح سوق البحرين مغريا بالنسبة للمزارعين اليمنين، فوافقوا على إرسال 120 طن بصل، وعندما وصلت الكمية في السوق انخفضت الأسعار وعادت إلى طبيعتها. لكن في سوق الفواكه، لا يمكن أن يحدث هذا، لأن الشربتلي لديه برنامج طوال السنة، يؤمن كل الكميات التي يحتاجها السوق، حتى لو حدثت أزمات، فإن فواكه الشربتلي ستكون متواجدة في السوق بنفس الكميات، حتى لو تأخرت الباخرة عن فرع البحرين ليوم واحد، فإن فرع الدمام في السعودية قادر على توفير كميات تغطيات احتياجات البحرين كلها، لدينا قدرة على توفير حتى 1000 طن في اليوم، البحرين في مأمن فيما يتعلق بتوفير الفواكه.
"الوطن": ما هي التحديات التي تواجه البلدان لتوفير أمن غذائي أو مخزون غذائي استراتيجي؟
التحدي أن الخضروات والفواكه سريعة التلف، فالخضراوات مثلا تفقد كل يوم 25 % من جودتها، بعد 4 أو 5 أيام تتلف، فواكه الدول العربية عمرها يصل إلى 10 أيام حتى لو كانت مبردة، باستثناء البرتقال المصري عمره يصل إلى شهرين. لديك التفاح الأمريكي عمره يصل إلى 6 شهور، لأن الزراعة هناك تقوم على علم ودراسات وأبحاث لزيادة عمره لأطول فترة ممكنة، يصدرون منتجاتهم لكل دول العام خلال الموسم، وقبل الموسم يخزنون كميات ضخمة لتبقى لهم لفترات طويلة. تأمين مخزون استراتيجي في قطاع الفواكه والخضروات ليس سهلاً، نتيجة حجم المخاطر في سلعة تتميز بسرعة التلف وضآلة مكاسبها وأسعار النقل والتذبذب في أسعار العملات وغيرها من العوامل المؤثرة في التجارة. ولهذا التجارة التقليدية لا يمكن أن تحقق أمنا غذائيا، وتحقيق أمن غذائي يتطلب التحول إلى صناعة كما يفعل الشربتلي. بالرغم من أن عمر عمر الفواكه قصير، إلا أن استراتيجية الشربتلي تقوم على توفير الكميات أولاً بأول طوال العام، فمثلاً عمر الموز 20 يوما، لكن لم نسمع أن موز الشربتلي انقطع عن السوق في يوم من الأيام.
"الوطن": هل لديكم مشاريع جديدة؟
لدينا مشروع مستقبلي يتعلق بتوصيل الطلبات للمنازل، حيث سيتمكن الجميع من شراء احتياجاتهم عبر شبكة الإنترنت، والدفع أونلاين أو عند الاستلام، سيتم تجهيز حقيبة خاصة توضع فيها الفواكه، وتكون معقمة ومحكمة، مع ضمان كل الفواكه فيها طازجة، وفي حال وجدت فاكهة غير سليمة من بين الكمية، نستبدل له الحقيبة بالكامل. فهنا يضمن المستهلك أنه سيحصل على ما يريد وبجودة عالية. نستهدف الطلبات التي يشتريها المستهلك من سوق الجملة وليس التجزئة، فمثلاً المواطن عندما يريد شراء موز لأسرته الصغيرة فإنه سيشتري كيلوغراما واحدا من تاجر التجزئة، لكن عندما تكون لديه مناسبة كالزواج، فإنه يذهب للشراء من السوق المركزي من تاجر الجملة مباشرة. التركيز سيكون على الكميات التي تدفع المستهلك لشرائها من السوق المركزي. وسيستفيد المستهلكين من هذه العملية بالحصول على احتياجاتهم بتكاليف منخفضة، وستوفر عليهم تكاليف الذهاب للسوق المركزي وكذلك الوقت، إلى جانب الحصول على كميات مجانية، فكثير من الأوقات تكون هناك كميات فائضة، فالأفضل هو منح الزبون كيلو أو 2 كيلو مجانا بخصوص الكميات الفائضة خصوصاً وأن عمر الفواكه قصير جداً ومعرض للتلف.
"الوطن": ما هي الخطوات التي اتخذتموها لتنفيذ المشروع؟
الشركة قامت بشراء خطي إنتاج للتعبئة، واحد وصل إلى موقع الشركة، والثاني سيصل قريباً عبر جسر الملك فهد، ومازلنا ننتظر الشركة الإيطالية لتركيب خطين التعبئة، قد حصل تأخير بسبب تداعيات فيروس "كورونا"، لكن نتوقع هذا الشهر، أن يتم تركيب الخطين، ويكونان جاهزين للعمل. كما أن هناك خطوة أخرى حتى نبدأ العمل، وهي الحصول على موافقة وزارة الصحة بخصوص التعئبة، وتلبية متطلباتها واشتراطاتها.
وقد تقدمنا بطلب إلى وزارة العمل وذلك لتوفير فرص عمل للسيدات للعمل في خطوط التعبئة، وقد فضلنا عمل بحرينيات لعدة أسباب أهمها أن شركة الشربتلي تنظر إلى إنتاج وتوزيع الفواكه كصناعة توفر مخزون غذائي طوال العام، وبما أن الفرع هو في البحرين، فضلنا أبناء نفس البلد، لأن قلوبهم على بلدهم، وكل ما تنتجه الشربتلي هو أمن غذائي للبلد. كما هو حاصل في فروع السعودية.