وليد صبري




* 50 % معرضون للوفاة إذا كانت المناعة ضعيفة

* الفطر الأسود غير معدٍ ولا يوجد لقاح مضاد له

* ليس كل مصاب بـ"كورونا" معرضاً للإصابة بالمرض

* المرض يستهدف التجويف الأنفي والعين والجهاز الهضمي والجلد

* الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي أبرز طرق الوقاية من المرض

* تشخيص المرض إكلينيكياً بكشف مجهري لعينة من منطقة مصابة

كشفت استشارية أمراض الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق، د. لبنى جناحي، أن "نسبة الشفاء من الفطر الأسود تصل إلى 80%، إذا كان المرض المسبب لنقص المناعة يمكن علاجه، في حين تنخفض النسبة إلى 50% إذا كان المرض المسبب لنقص المناعة من الصعب علاجه، في حين تصل نسبة الوفاة بالمرض إلى نحو 50% لمن يعانون من ضعف شديد في المناعة".

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن "الفطر الأسود هو نوع من التهابات الأمراض الفطرية من فصيلة تسمى "Mucoroles"، تم التعرف عليه في السبعينيات كإحدى المضاعفات للمرضى الذين يتلقون العلاج في العناية المركزة، وهذا النوع ليس جديداً، حيث توجد حويصلات الفطر الأسود وخيوطه الفطرية في البيئة من حولنا، في الطين، والتراب، والسماد، وكذلك في جسم الإنسان السليم، مثل الجلد، وتجويف الأنف، كما أن أنواعه تتعدد ومنه، الأبيض، والأسود، والأصفر، لكن يعد الفطر الأسود الأكثر خطورة على صحة الإنسان".

وأوضحت د. لبنى جناحي أن "الفطر الأسود يعتبر من الأمراض النادرة، إلا أنه خطير، وعادة يصيب تجويف الأنف والجيوب الأنفية بنسبة 27%، ومنها من الممكن أن ينتشر إلى المخ والعين، أو يصيب الرئة بنسبة 30%، أو الجلد بنسبة 26%، أو ينتشر في باقي الجسم، بنسبة 15%، مسبباً الوفاة".

وذكرت أن "2 % من مرضى زراعة الأعضاء يصابون بالفطر الأسود، في حين يصاب 8 % من مرضى زراعة الخلايا الجذعية بالمرض، وتبلغ نسبة الوفاة 50 %".

وأشارت إلى أن "نوعية وشدة الالتهاب تختلف من حالة لأخرى، ومن عضو لآخر، حيث تصل النسبة إلى 46 % في التهابات الجيوب الأنفية، و76 % في الالتهابات الرئوية، و96 % في الالتهابات المنتشرة".

وقالت إنه "في الظروف الطبيعية التي لا يعاني فيها الإنسان من أية أمراض، فإنها تكون غير مؤذية، ولا ينتقل الفطر من إنسان إلى آخر، لأن مناعة الجسم تستطيع مقاومته والقضاء عليه، ولكن إذا كان الفرد يعاني من أمراض تقلل المناعة أو يستخدم أدوية تثبط مناعة الجسم أو عند حدوث جرح ملوث بهذا الفطر بالتحديد، فإن الفطر الأسود يمكنه أن يخترق الأوعية الدموية والأنسجة وبالتالي تقلل من تغذية الأنسجة بالدم والأوكسجين الكافي، وهذا يسبب التعفن والتآكل والتحول إلى اللون الأسود، ومن أمثلة الأمراض التي تقلل المناعة مرض السكري "غير منتظم مع حدوث مضاعفات السكري"، وأمراض سرطان الدم، وزراعة الخلايا الجذعية، والفشل الكلوي، والإيدز وغيرها".

وتطرقت إلى أعراض الإصابة بالمرض، موضحة أنها "تكون على حسب المنطقة المتأثرة في الجسم، لاسيما، الجيوب الأنفية، حيث يعاني المريض من سخونة وصداع وانتفاخ في الأنف والوجه، وقد يمتد تأثير المرض للعين، وإذا استمر الالتهاب قد يصل إلى الجلد، وفوق الأنف، وتحت العين، وسقف الحلق، والرئة، حيث يعاني المريض من كحة وضيق تنفس وألم في الصدر وسخونة، إضافة إلى تقرحات في الجلد تتحول إلى جلد متآكل أسود، وربما يصيب الجهاز الهضمي حيث يعاني المريض من غثيان وتقيؤ ونزيف".

ونوهت إلى أنه "إذا انتشر في الجسم ربما من الصعب السيطرة عليه في هذه المرحلة مع ملاحظة أنه من الصعب السيطرة على ذلك الفطر لأنه موجود في البيئة ولا يوجد تطعيم ضده ولكن المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، يمكن حمايتهم بالنظافة وتجنب الأماكن الملوثة بالسماد والطين والأتربة".

وأشارت إلى أن "معظم الحالات المكتشفة في دول آسيوية حيث يتفشى المرض، وربما يوجد داخل المستشفيات في حال الأدوات الملوثة للمريض أو في الكوارث الطبيعية التي يتعرض فيها جسم الإنسان للجروح، مع ملاحظة أنه مرض غير معدٍ أي أنه لا ينتقل من شخص لآخر".

وفي رد على سؤال حول كيفية تشخيص المرض، أوضحت د. لبنى جناحي أنه "يتم تشخيص الفطر الأسود كلينيكياً بأخذ عينة من المنطقة المصابة للكشف المجهري عن الفطر".

وفيما يتعلق بطرق العلاج، أفادت د. لبنى جناحي بأن "علاجه الأمثل يكون بعلاج المرض المسبب لنقص المناعة إذا أمكن، مصحوباً بعلاج الفطر الأسود نفسه، وذلك من خلال استعمال دواء مضاد للفطر عن طريق الوريد، وكذلك تنظيف المنطقة المصابة جراحياً لإزالة الأنسجة التالفة، وإذا كان المرض المسبب لنقص المناعة يمكن علاجه، فإن نسبة الشفاء من الفطر الأسود تصل إلى 80%، أما إذا كان المرض المسبب لنقص المناعة من الصعب علاجه، فإن نسبة الشفاء تنخفض إلى 50%، كما أن نسبة الوفاة تصل إلى 50% لمن يعانون من نقص المناعة".

وفي رد على سؤال حول علاقة الفطر الأسود بفيروس (كوفيدـ19)، أفادت بأنه "إذا أصيب الإنسان بفيروس (كوفيدـ19) وهو أساساً يعاني من أمراض تقلل المناعة، كالسابق ذكرها، أو يستخدم أدوية تحبط المناعة، إضافةً إلى بقاء المريض في العناية المركزة لفترة طويلة بسبب (كوفيدـ19)، فإنه سيكون معرضاً للإصابة بهذا الالتهاب الفطري، ويكون الفطر كمرض اكتسبه خلال فترة العلاج من (كوفيدـ19)، ولكن ليس من الضروري أن يصاب به كل إنسان تعرض للعوامل السابق ذكرها، حيث يعتمد أيضاً على شدة الالتهاب وقدرة الجسم على المقاومة، لذلك فإنه ليس من الضروري كل من يصاب بفيروس (كوفيدـ19) يصاب بالفطر الأسود، بل إن ذلك مرض نادر ويعتمد على عوامل مختلفة، كما سبق ذكره".

وخلصت د. لبنى جناحي إلى أنه "لا داعي للخوف والقلق من ذلك المرض، خاصة ما ينشر من صور في مواقع التواصل الاجتماعي"، منوهة إلى "ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي من أجل الوقاية من "كورونا" ومن ثم الوقاية من الفطر الأسود".