أيمن شكل


* يقفون على ثغر من ثغور الوطن ولهم أجر الصابرين..

أجمع مشايخ على أن ثواب العاملين في الصفوف الأمامية من كوادر الفريق الوطني، عند الله عظيم ولهم أجور الصابرين، لما يحمله عملهم من معاني التضحية والصبر والمثابرة والبطولة، ووصفوهم بالجنود المجهولين الذين ربما لا يعرفهم من في الأرض، ولكن يعرفهم من في السماء.

وأكدوا أن العاملين في الصفوف الأمامية يقفون على ثغر من ثغور الوطن، يدافعون عن الوطن ولا يفرقون بين أحد من المرضى، ويعبرون عن نهج البحرين التي كانت دائماً واحة أمن وأمان للناس من الأقطار كافة، كما اعتبروهم من خير الناس لنفعهم الناس، ويرجى لمن ضحى بحياته منهم في هذا السبيل أن يثبت له أجر الشهيد.

ونوه الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة البحرين والخطيب بجامع الحسن الشيخ الدكتور خالد الشنو، إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل فيه: «خير الناس أنفعهم للناس»، مؤكداً أن العاملين في الصفوف الأمامية لمكافحة فيروس كورونا يعتبرون من خير الناس؛ لأنهم ينفعون الناس في شيء لا يستطيع أي شخص أن يتصدى له وهو الصحة والوباء والفيروسات، وقال إن هذا الأمر فيه تضحية بالنفس وفداء بالأرواح وتعريض النفس للخطر لحماية الآخرين، وعملهم يحمل كل معاني التضحية والصبر والمثابرة.

ولفت الشنو إلى مقاصد الإيثار في عمل الأطباء والعاملين في الصفوف الأمامية، وتشابهه مع النص القرآني «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون»، وكذلك إلى قول الشاعر: (يجود بالنفس إن ضن البخيل بها... والجود بالنفس أقصى غاية الجود)، وقال: إن ما يقوم به إخواننا من عمل عظيم بالنيابة عن جميع الناس هو عمل بطولي يستحقون عليه الشكر والثناء ويعتبرون بذلك خير الناس.

ووصف الشيخ الشنو العاملين بالصفوف الأمامية بالجنود المجهولين الذين ربما لا يعرفهم من في الأرض، ولكن يعرفهم من في السماء، وممن يصبر ويصابر ويتخلقون بخلق الكرم بإكرامهم الناس نيابة عن الجميع بتقديم الرعاية الصحية والمتابعة والفحص على مدار الساعة، بكل تفانٍ دون كلل أو ملل، وقال إنهم بلا شك يحصلون أجور الصابرين الذين قال الله تعالى عنهم: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».

وأشار إلى تحقق قول الله تعالى في العاملين بالصفوف الأمامية: «وتعاونوا على البر والتقوى..»؛ لأنهم يحققون هذا التعاون على البر، مؤكداً أنه لا يوجد ذروة تقوى أفضل من المحافظة على مقصد من مقاصد الشريعة العظيمة وهو مقصد حفظ النفس، وصحة الإنسان من الأوبئة والأمراض.

من جانبه أوضح الشيخ إبراهيم الحادي أن العاملين في الصفوف الأمامية يقفون على ثغر من ثغور الوطن، وقال: «إن كان هناك جنود متأهبون لحماية الوطن من الأعداء، فإن العاملين بالصفوف الأمامية من إخواننا وأبنائنا من الأطباء والممرضين ومن في حكمهم أيضاً هم على ثغرة من ثغور الوطن ويحرسونه من دخول الأمراض والأوبئة الفتاكة».

وأكد الشيخ الحادي الثواب العظيم للعاملين في كل من الجهات الأمنية والصحية وكل جهة لها دور في الحفاظ على الوطن وأهله وقيادته، وقال إن كل هؤلاء مجزيون على سدهم هذه الثغرة التي باتت تفتك بكثير من الناس، وخاصة أنهم تركوا أهليهم وأصدقاءهم وحياتهم في سبيل حماية الأرواح، وليكونوا في الصفوف المتقدمة، وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وخير الناس أنفعهم للناس»، وأضاف: «عندما تساعد إنساناً على قضاء حاجته فإنه يشعر بالأخوة والمحبة فيما بينكم وقد قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)».

ونوه بتكريم الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، للعاملين في الصفوف الأمامية لمكافحة كورونا، مؤكداً أن ذلك التكريم سيمثل تشجيعاً لهم لمواصلة ما بدؤوه رغم صعوبته، وأشار إلى الحديث: «إن أشكر الناس لله عز وجل أشكرهم للناس، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناسَ»، وكذلك الحديث «من صُنِع إليه معروفٌ فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء». رواه الترمذي.

وقال: «مما لا شك فيه أن الأجر من الله تعالى يتضاعف للإنسان إذا كانت هناك جوائح ومصائب حيث يأتي الأجر على قدر المشقة، وخاصة إن كانت المشقة في سبيل إرضاء الله وحفظ النفس، فلكل عمل رسالة، ورسالة الطبيب هي من أعظم الأعمال على مر التاريخ، ولعل الله تعالى اختار هذا التوقيت لكي نستذكر عظم هذه المهنة والعاملين فيها من كافة القطاعات والتخصصات».

ولفت الحادي إلى مظاهر الأخوة والتعاضد في مقاصد العاملين بالصفوف الأمامية الذين لا يفرقون بين أحد من المرضى ويعاملون الجميع بنفس المعاملة، وقال إن البحرين كانت دائماً واحة للجميع دون استثناء، وما يفعله الأطباء اليوم يمثل أهل البحرين كلهم، فعندما يساعد إنسان على قضاء حاجة أخيه فإنه يشعر بالأخوة والمحبة فيما بينكم، مشيراً إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، متوجهاً بالدعاء للعاملين في الصفوف الأمامية أن يحتسبهم الله عنده من المجاهدين في سبيله، وأن يرحم من مات منهم وهو يؤدي وظيفته وأن يحتسبه من الشهداء عنده، ويسكنهم فسيح جناته مع الصديقين وحسن أولئك رفيقاً.

وفي السياق ذاته أوضح الشيخ فاضل الفتيل أن العاملين في الصفوف الأمامية، مثلهم كمثل المرابطين والمجاهدين في سبيل الله، الذين يدرؤون خطر انتشار الوباء، ويسهرون على راحة المرضى ويبذلون أقصى طاقتهم، مؤكداً أن أجرهم عند الله كبير، وقال: «إن علاج المرضى ورعايتهم والقيام بشؤونهم واجب كفائي على كل المؤهلين لأداء هذه المهام من الأطباء والكادر التمريضي وغيرهم»، ويرجى لمن ضحى بحياته منهم في هذا السبيل أن يثبت له أجر الشهيد ومكافأة في يوم الحساب.

وتوجه الشيخ الفتيل إلى أهل أول فقيد من الصفوف الأمامية في البحرين الفقيد الشاب عيسى عاشور رحمه الله بصادق التعازي والمواساة، وإلى زملائه الذين رحلوا من بعده فداءً للوطن، داعياً الله أن يتقبله وزملاءه مع الشهداء والصالحين.