وجدت دراسة بحثية أن المراهقين التوحديين لديهم صعوبة في التنظيم الانفعالي راجعة لعدة مسببات تؤدي إلى ظهور الانفعالات السلبية وكان أكثرها هي الصعوبات الاجتماعية، يليها تغيير الروتين، ثم صعوبات المدرسة، ثم الصعوبات الحسية، ثم الصعوبات البيولوجية، ثم الخوف من الفشل.

جاء ذلك لدى مناقشة دراسة علمية ناقشتها الباحثة فاطمة منصور آل علي بعنوان (مظاهر التنظيم الانفعالي لدى المراهقين التوحديين) نوقشت كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير من قسم صعوبات التعلم والإعاقات النمائية في جامعة الخليج العربي.

إلى ذلك بحثت الدراسة في مدى الوعي الانفعالي لدى المراهقين التوحديين حيث بينت النتائج أن الصعوبات التي تواجههم في التعبير عن مشاعرهم، وميلهم لاستخدام التعبيرات الجسدية بشكل أفضل من التعبيرات اللفظية، وتراكم المشاعر عندهم، وإدراكهم لمشاعر أمهم ومعلميهم بشكل أفضل من إدراكهم لمشاعر الآخرين.

وأشارت النتائج إلى أكثر الاستراتيجيات التي يستخدمها التوحديين كانت الاستراتيجيات غير التكيفية مثل الكبت، كما أظهرت النتائج استخدامهم لاستراتيجيات تكيفية مثل الاستراتيجية المعرفية الوقائية، ولكن بشكل أقل عن تلك الاستراتيجيات غير التكيفية. كما تناول البحث أكثر الاستراتيجيات استخداما من قبل مقدمي الرعاية من أمهات ومعلمين واختصاصيين لإعادة التنظيم الانفعالي لدى المراهقين التوحديين، وكان أكثرها استخداماً هي الاستراتيجية المعرفية، ثم التعديل السلوكي، ثم الاستراتيجية الوقائية واستراتيجية القبول.

من جانبها قالت الباحثة فاطمة منصور آل علي أن تشكل الانفعالات وتنظيمها يعد جزءاً أساسياً في البناء النفسي للإنسان، فهي التي تحدد معالم شخصيته وقدرته على التفكير والتوجه نحو هدف ما وتحديد مستوى قدراته وطاقته.

وتابعت أن معظم الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد يبدون ردود فعل انفعالية غير لائقة أو مفرطة أو ربما سلبية يمكن أن تعوق استجاباتهم وتوافقهم داخل المجتمع لذا يعتبر التنظيم الانفعالي من أبرز المشكلات التي تواجه هؤلاء الأفراد.

واستشهدت الباحثة بالدراسات العالمية التي تشير إلى أن الأطفال الواقعين في الفئة العمرية بين 5 و6 سنوات من المصابين باضطراب طيف التوحد لهم صعوبات انفعالية كبيرة مثل الغضب أو الحزن أو القلق بنسبة تصل إلى 74%، مقارنة بـ 18% عند أقرانهم من العاديين.