ياسمينا صلاح

أكد شيوخ دين أن العام الهجري الجديد دائماً يعد فرصة عظيمة لاغتنامها وتجنب الأخطاء القديمة وتأمل جديد للحياة، مشيرين إلى أن سوء التخطيط والترتيب من أعظم أسباب الفشل، ولا بد من فعل الأسباب والاستعانة بالله خصوصاً مع رأس السنة الهجرية.

وأوضحوا لـ"الوطن"، أن الشعور بأن الساعات والدقائق جزء من العمر، دافع للحرص على اغتنامها وبذلك يوفق الله من شاء من الناس للغيرة على أوقاتهم كما يغار أهل الدرهم والدينار على أموالهم.

وقال الشيخ حمد الدوسري "نستقبل جميعاً عاماً هجرياً جديداً يذكرنا بمناسبة هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وابتدأ بها تكوين الأمة الإسلامية في بلد إسلامي مستقل بالمدينة المنورة بعد تلك الفترة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وفي كل عام نحاسب أنفسنا عما فعلنا من أخطاء في العام الماضي وما ارتكبناه من ذنوب سواء في تفريط في الصلوات أو غيرها وما أكلنا من حقوق الناس أو اعتداء على أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم وأن نتوب إلى الله عز وجل.

وتابع قائلاً "يجب أن نبدأ عامنا بصفحة جديدة نصحح فيها مسارنا إلى الله عز وجل بالندم على ما ما فات والعزم على ترك المعاصي والآثام سواء مع الله أو مع الناس وأن نحدد أهدافنا الدينية والدنيوية حتى نصل فيها إلى ما يرضي الله".

فيما قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشاعر "إن نهاية العام وبدايته لهما في النفس أثر معنوي، ودلالات معينة، وهي تختلف من شخص لآخر بحسب دينه، ونظرته للحياة، إلا أن المسلم الفطن وهو يعيش أواخر عام وبدايات آخر يتعامل مع هذه المناسبة بتعامل آخر، يحكمه في ذلك الشرع والعقل وآثار هذا التعامل ومظاهره أن المسلم ينظر إلى تصرم الأعوام والسنين، وهو يتذكر حقيقة هذه الدنيا، وأنها إلى زوال وفناء وكل ما تراه عينك أو سمعت به أذنك سيؤول إلى خراب".

وأضاف أن المسلم ينظر إلى بداية العام على أنه مرحلة من مراحل العمر، آذنت بطي صفحة عام، وفتح صفحة عام جديد وكل هذا يشير إلى حقيقة مهمة أخرى خاصة، وهي أن العبد يزداد بذلك قرباً من أجله، وبعداً عن دنياه إلى أن يصل المحطة النهائية له في الدنيا، ثم ينتقل بعدها إلى دار أخرى، وهذه سنة الله في الحياة، والعاقل من جعل ذلك فرصة للتأمل فيما أمضاه من العمر، وماذا قدم لدينه وديناه.

وأوضح أن الشعور بأن الساعات والدقائق جزء من العمر، دافع للحرص على اغتنامها وبذلك يوفق الله من شاء من الناس للغيرة على أوقاتهم كما يغار أهل الدرهم والدينار على أموالهم، والحرص على المحافظة عليها، لئلا يضيع منها شيء في غير فائدة، ولو تأملت فكم في الدقيقة من تسبيحة وتهليله وتحميده وتكبيرة.

وتابع: "مضى عام كامل حدث فيه من الأحداث ما حدث وما فيه من هم وغم وسرور وحزن وعلل، فإذا سلمك الله من ذلك فاحمد الله وأشكره وإن كنت ابتليت ببعض ذلك فانظر إلى من كانت مصيبتهم أعظم منك".

ونوه بأن المسلم الفطن عند دخوله عاما جديدا يفكر ويخطط - إن أطال الله في عمره - لمجمل أعماله التي سيقوم بها خلال العام فإنه ثبت بالتجربة أن من أهم أسباب النجاح حسن التخطيط للمهام التي يريد العبد القيام بها، ومن أعظم أسباب الفشل سوء التخطيط والترتيب، وقد قيل الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل ولا بد من فعل الأسباب والاستعانه بالله والتوفيق، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:" استعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: "لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل "قدر الله وما شاء فعل"، فعندما توفق لترتيب أهدافك واعمالك، تستعين بربك، وسترى نتائج مذهلة، والعكس صحيح.

وبين الشاعر، أن ذكر الله عز وجل من أعظم ما يستعان به على البركة في الوقت، حيث قال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "إذا رأيت وقتك ينفرط، والزمن يمضي من دون إنتاج، ففتش عن قلبك، وعن موضع الذكر منه، فإن الأمر خطير"، ويفضل أن يضع الإنسان منا خطة لبعض الأعمال ولو بطريقة أسبوعية أو شهرية، كأن يأخذ على نفسه أن يحفظ كل أسبوع ورقة من المصحف، أو وجها واحدا، وأن يقرا كل شهر كتابا مفيدا، والله لن يمر عليه وقت قليل إلا وقد شعر بالإنتاج المبارك.