أدى انتشار الألعاب الإلكترونية العنيفة، إلى زيادة العدوانية في تصرفات الأطفال والمراهقين بالإضافة إلى الفراغ الذي دفعهم للجوء لمثل هذه الألعاب للتسلية وتضييع الوقت، حيث أجمع خبراء الصحة النفسية والعقلية على ضرورة أن يستثمر 75% من وقت الفراغ في أنشطة حركية، لذا وجب وضع قوانين حازمة لاستخدام هذه الألعاب حتى نقلل الإدمان.وقالت الباحثة الاجتماعية بالرعاية الصحية الأولية فاطمة أسيري "أنه تم تصميم الألعاب الإلكترونية بدقة عالية تجذب الطفل أو المراهق في هذه المرحلة العمرية، فهي تتميز بوضوح الصورة بشكل قريب جداً من الواقع كما تتميز بروح التحدي والموسيقى الصاخبة.وأضافت أن مصممي هذه الألعاب، يسعون إلى إدراج شخصيات محببة للأطفال والمراهقين ومشاهير السينما والرياضة، فتصبح هذه الألعاب جاذبة لهم لاسيما وأن أغلب الأطفال والمراهقين يعانون من أوقات الفراغ.وأكدت ازدياد هذا الفراغ منذ انتشار جائحة كورونا ومكوث الأطفال لعدة أشهر في البيت دون ممارسة أي نشاط اجتماعي، حيث يضطر بعض أولياء الأمور لشراء هذه الألعاب التي تقوم بدور الجليسة للأطفال، إذ يجدون فيها الحل الأمثل لإلهاء الطفل أو المراهق أثناء انشغالهم.وأوضحت، أن غياب رقابة الأهل وعدم وضع قوانين حازمة تحدد الوقت لاستخدام هذه الألعاب، واقتنائهم لها بشكل عشوائي وتقديمها للطفل دون التأكد من ملائمتها قد تساهم في إدمانهم لألعاب خطرة وبالتالي التأثير عليهم بشكل سلبي.وبينت أنه على الرغم من الفوائد التي تتضمنها الألعاب الإلكترونية، إلا أن سلبياتها أكبر من إيجابياتها، حيث أثبتت الدراسات أن ألعاب العنف هي أكثر جذباً للأطفال والمراهقين من الألعاب المنمية للذكاء والألعاب المحفزة للتحليل المنطقي لدى الطفل.وأشارت الدراسات إلى أن الإثارة إحدى أهم الخصائص الجيدة في اللعبة بالنسبة للاعبين، وفي نفس الدراسة أظهر الذكور بأن الأسلحة الجيدة تشير إلى أن اللعبة جيدة وبنسبة 85% ثم جاءت المغامرة بنسبة 70%.وأضافت أن مشاهد القوة وأصوات الرصاص والتفجير ومناظر الدم واستخدام الأسلحة كلها تمنح اللاعب الشعور بالقوة والقدرة على التغلب على الخصم داخل اللعبة، بالإضافة إلى أن الموسيقى الصاخبة والأصوات والمشاهد التي تصاحب اللعبة تجعل اللعبة أكثر تشويقًا، وهذا قد لا يتوافر في الألعاب الأخرى مما يمنح الألعاب المتضمنة للعنف الأفضلية على غيرها ويجعلها أوسع انتشاراً، وتكمن الكارثة في مبدأ المكافأة الذي تمنحه اللعبة نتيجة للقتل والتدمير، إذ يعطي رسالة لعقل الطفل بأن العنف والعدوانية هما السبيل لمواجهة المواقف.ونوهت أسيري إلى أن الجلوس لساعات طويلة واللعب بهذه الألعاب ينتج عنه اندماج كلي بشخصية بطل اللعبة العنيف الذي يسعى للقتل والتدمير من أجل الوصول إلى هدفه، كما أن الطفل يصبح منعزلاً اجتماعياً ويكون تفاعله مع الآلة، وفي المقابل لا يدرك الفرق بين العالم الافتراضي الذي تفرضه اللعبة والواقع خصوصاً لدى الأطفال الأصغر سناً، حيث أثبتت الدراسات أن الطفل دون السابعة لا يستطيع التمييز بين الخيال والواقع، ويظهر تأثيرها السلبي عند حدوث مشكلة مع الطفل حيث يقوم بحلها بشكل عنيف.وأشارت إلى أنه من الضروري معرفة عدد الساعات التي يمضيها الطفل أو المراهق في اللعب بالألعاب التي تتضمن الكثير من العنف والقتل والتي قد تؤثر في الطفل نفسياً وتحفز السلوك العنيف لديه، ويجمع خبراء الصحة النفسية والعقلية على ضرورة أن يستثمر 75% من وقت الفراغ في أنشطة حركية، وتمضية 25% من الوقت في أنشطة غير حركية.وتابعت كان لابد من توفير الألعاب الإلكترونية للأطفال فإننا ننصح أولياء الأمور باختيار الألعاب المناسبة لسن الطفل وانتقاء الألعاب التثقيفية والتعليمية الهادفة البعيدة عن العنف، والمحفزة للذكاء، بالإضافة لضرورة تحديد الوقت المتاح لاستخدام هذه الألعاب، كما يتحتم على الوالدين ضرورة الإطلاع على اللعبة وتفاصيلها قبل توفيرها للطفل.وأكدت أنه من الضروري في حال إدمان الطفل لإحدى ألعاب العنف ورغبة الوالدين في تقليل استخدام الطفل للعبة معينة توفير بدائل له تشغله عن التفكير في اللعبة، حيث يتوجب على أولياء الأمور ملء وقت الفراغ الناجم عن ذلك بتوفير البدائل التي ترضي الطفل وتشبع رغباته، كممارسة الرياضة التي ينفس من خلالها الطفل عن طاقاته الكامنة، واكتشاف مواهبة وتنميتها، كما يمكن في الحالات الشديدة إخضاع الطفل للعلاج السلوكي المعرفي من خلال المراكز المؤهلة والمتخصصة.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90