في يوم من الأيام وأنا أقود سيارتي ذاهباً إلي وظيفتي صباحاً: إذ أوقفتني سيارة بطيئة تمشي أمامي، فقلت: يا له من ضعيف! وإذا تجاوزتني سيارة مسرعة قلت: يا له من متهور. إننا دائماً نعتبر أنفسنا "النموذج" الذي يقاس عليه سائر الناس، فمن زاد علينا فهو من أهل "الإفراط" ومن نقص عنا فهو من أهل "التفريط"، فإذا وجدت من ينفق إنفاقك فهو معتدل کریم، فإن زاد فهو مسرف وإن نقص فهو بخيل ومن يملك جرأتك فهو عاقل فإذا زاد فهو متهور وإذا نقص فهو جبان، ولا نكتفي بهذا النهج في أمور الدنيا بل نوسعه حتى يشمل أمور الدين، فمن سلك عبادتنا فهو من أهل التقوى ومن كان دونها فهو مقصر ومن زاد عليها فهو متزمّت، وبما أننا جميعاً نتغير بين وقت ووقت وبين عمر وآخر فإن هذا المقياس يتغير باستمرار.

الخلاصة:

إياك أن تظن أن مقياس الصواب في الدنيا ومقياس الصلاح هي الحالة التي أنت عليها والتي أنت راض عنها الآن، فرب وقت مضى رضيت فيه من نفسك ما لا ترضاه اليوم من غيرك من الناس، فدع الخلق للخالق، لا تشتغل بعيوب وذنوب الناس، انصحهم بالتي هي أحسن مُحباً لهم الخير ثم كِلهم إلى ربهم واشتغل بعيوبك أنت.. "أکبر خطأ عندما ترى نفسك على صواب وكل من حولك على خطأ".

أبوبكر فهد الأحمدي

طالب ماجستير في قسم الإعلام والعلاقات العامة