أصبح التنمر ظاهرة خطيرة ومنتشرة في المدارس، ويتعرض طلاب التوحد للتنمر عادة أكثر من الطلاب ذوي الإعاقات الأخرى. وفي الحقيقة فإن 63% من الطلاب الذين يتعرضون للتنمر هم من ذوي التوحد.

التنمر يشتمل على سلوكيات متكررة ومؤذية تجاه فرد أو مجموعة. ويحدث التنمر عندما يُنظر إلى شخص ما على أن لديه ضعف أو اختلاف قد يؤدي إلى عزلهم وجعلهم هدفاً للأفعال المؤذية. وغالباً ما يحدث التنمر أمام الآخرين أو بينهم. ويمكن للشهود أن يلعبوا دوراً هاماً في زيادة أو تقليل التنمر إذا اختاروا ذلك.

هناك أشكال مختلفة للتنمر، بما في ذلك اللفظي والجسدي والعاطفي والتعليمي وتدمير الممتلكات. وهناك مساحة متزايدة من التنمر كالتنمر عن طريق الإنترنت، حيث يتم استخدام الفيسبوك والبريد الإلكتروني وتويتر و أشكال أخرى من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات غير دقيقة وغالباً ما تكون غير صحيحة عن الطلاب. في حين أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن تكون مورداً كبيراً لربط الناس، فإنه يمكن استخدامها بطريقة ضارة لنبذ واستبعاد الآخرين.

يمكن أن يكون تأثير التنمر كبيراً ويمكن أن يشمل انخفاض الثقة بالنفس، القلق المتزايد، والاكتئاب، والخوف، ورفض الالتحاق بالمدارس، والعزلة، والتفكير الانتحاري، والانتحار. ويجب أن تكون الأسر والمهنيون على دراية بالتغييرات السلوكية التي قد تشير إلى تعرض الطالب للتنمر. وعلى سبيل المثال، إذا رفض الطفل أو المراهق الذهاب إلى المدرسة، فقد يكون مؤشراً على تعرضه للتنمر و أنه لا يشعر بالأمان في المدرسة.

بالنسبة لطلاب التوحد قد يكون من الصعب الكشف عن التنمر وفهمها. وبسبب نظرية العقل أو "القراءة الذهنية" والتحديات والعجز في المهارات الاجتماعية، هؤلاء الطلاب يصبحون أهدافاً سهلة للتنمر.

فنظرية العمى العقلي تعني صعوبة في استيعاب نوايا الآخرين وفهم ما يشعر الآخرون به وما يفكرون فيه، ومن حيث المهارات الاجتماعية، الأفراد ذوي التوحد لديهم صعوبة في قراءة الإشارات غير اللفظية، بما في ذلك لغة الجسد وتعبيرات الوجه للآخرين. وبالإضافة إلى ذلك فإنهم قد يفهمون التعليقات حرفياً بدلاً من فهم الرسالة الكامنة بما في ذلك الرسائل غير الطيبة. وقد يجد الكثيرون منهم صعوبة في الكشف عن الفرق بين المضايقات الصديقة والتنمر. وعلى هذا النحو، قد يتفاعل طلاب التوحد بشكل مفرط أو أقل عندما يحدث التنمر المتصور أو الحقيقي.

يجب على المدارس التحقيق بجدية في أي شكاوى من التنمر التي يدلي بها الآباء أو الطلاب. إذا كان الطالب لديه إعاقة يمكن النظر إلى التنمر على أنه حرمان الطالب من التعليم المجاني والمناسب، في حين أن التنمر يؤثر على الطلاب كأفراد يجب أن تنفذ البرامج على مستوى المدرسة. وينبغي إجراء برامج للتصدي للتنمر على نطاق المدرسة تركز بشكل عام على تدريس التسامح والتفاهم، وعلى تهيئة بيئة مدرسية آمنة بشكل عام.

زينت حاجي

مدربة في حماية الأطفال من التنمر