هدى عبدالحميد
يحتفل العالم باليوم العالمي لـ»التأتأة» في يوم 22 أكتوبر من كل عام، منذ 22 سنة في عام 1998، من أجل رفع مستوى الوعي العام عن حالة يعاني منها ملايين البشر، حيث تذهب التقارير إلى أن هناك ما يقرب من 70 مليون شخص، أي بما يقارب واحد بالمائة من سكان العالم يعانون من اضطراب الكلام، أو اضطراب النطق المعروف بـ»التأتأة»، والذي يُعرف كذلك باسم «التلعثم». وفي هذا الصدد، قال أخصائي أول علاج النطق واللغة -صاحب تجربة شخصية مع التلعثم- عمر ياسين الشريف في حوار خاص مع «الوطن»، إن الأطفال ما بين 60% إلى 80% يتعافون فيما بعد من تلقاء أنفسهم من التلعثم في حديثهم، فيما يضطر البعض الآخر إلى تعلم الكلام بطريقة عادية، مشيراً إلى أنه شخصياً تعرض للتهميش والسخرية من جانب زملائه في المدرسة لكن حينما وصل إلى مرحلة الجامعة تمرد على حالة الهروب، وواجه نفسه وبدأ رحلة التخلص من التلعثم.. فإلى نص الحوار:

ما هو تعريف التلعثم؟

- عرف الباحثون التلعثم أنه تقطع في سريان الكلام وعدم استمراره، وذلك بإعادة أو مد كلمة أو مقطع أو صوت أو مدة يبدأ التلعثم في سنوات الطفولة الأولى، أي ما بين عمر الثالثة إلى السادسة يشفى من هؤلاء الأطفال ما بين 60 إلى 80% فيما بعد من تلقاء أنفسهم، فيما يضطر البعض الآخر إلى تعلم الكلام بطريقة عادية. ووفقاً للدراسات في هذا المجال، فإن الذكور الأكثر معاناة من التلعثم.

ما هي علامات وأعراض التلعثم؟

- صعوبة في بدء كلمة أو عبارة أو جملة، إطالة كلمة أو أصوات داخل كلمة، تكرار صوت أو مقطع لفظي أو كلمة، صمت قصير لبعض المقاطع أو الكلمات، أو توقف مؤقتاً داخل كلمة (كلمة مقطوعة)، إضافة كلمات إضافية إذا كان من المتوقع صعوبة في الانتقال إلى الكلمة التالية.

ما هي أنواع التلعثم؟

- التلعثم المبكر «أثناء نمو الطفل»، ,التلعثم المتأخر «المكتسب» ,يحدث في الغالب نتيجة صدمة نفسية وعند التعرض لمواقف صعبة.

هل يوجد علاج للتلعثم؟

- يلعب عمر المتلعثم والسن التي بدأت فيه التلعثم ودرجته (خفيف ومتوسط وشديد) دوراً مهماً في علاج التلعثم ويمكن أن يكون العلاج:

شفاء تلقائي/طبيعي: بعض حالات التلعثم تختفي بدون أي تدخل أو علاج وخصوصاً التلعثم التي تكون بين عمر 2-5 سنوات، ويعتمد هذا التعافي على عدة عوامل أهمها: عدم وجود حالات التلعثم بالعائلة، وردة فعل الأهل وتصرفهم تجاه المشكلة.

علاج غير مباشر: وفيه يعمل أخصائي النطق مع الأهل لمساعدة الطفل وذلك من خلال نصائح وتعليمات توجه للأهل بكيفية التعامل مع المشكلة، وأهم هذه الإرشادات هي عدم وضع الطفل تحت ضغط للكلام بشكل أفضل، عدم تنبيهه بشكل جارح على الكلام بشكل أفضل، تكلم الأهل مع الطفل بجمل قصيرة وواضحة، وتوفير بيئة مريحة ومناسبة للطفل للتكلم بشكل أفضل وعدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام.

التدخل المباشر: في حال عدم الاستفادة من العلاج غير المباشر وتقدم الطفل بالعمر واستمرار المشكلة، يكون هنا دور معالج النطق للتدخل بشكل مباشر من خلال جلسات علاجية تقدم للطفل.

رسالة توجهها لمن يعاني من التلعثم؟

يجب عليك أن تواجه مشكلة التلعثم بشكل مباشر وألا تشعر أبداً بالدونية، وهو ما بوسعه أن يخفف من الشعور بالخوف ويدعم الثقة بالنفس، وأن تتعلم كيفية التأقلم مع التعثر في الكلام والسماح عن وعي بحدوث التلعثم.

لك تجربة شخصية مع التلعثم حدثنا عنها؟

- بناء علي تجربتي الشخصية في مقتبل العمر تعرضت كثيراً للتهميش والسخرية من جانب زملائي في المدرسة كما أن المدرسين كانوا يسيئون تقديرهم، وهذه التصورات المسبقة عن الأشخاص الذين يعانون من التلعثم في الكلام، على الرغم من أنه ليس له أي علاقة بوجود نقص في الذكاء وظل هذا الموقف المحرج يطاردني، فوجدت في الانعزال عن زملائي سبيلاً لتجنب مواجهة المجتمع، ولكن حين وصلت إلى مرحلة الجامعة تمردت على حالة الهروب، وواجهت نفسي وبدأت رحلة التخلص من التلعثم.

نصائح توجهها إلى الآباء في كيفية التعامل مع أبنائهم المتلعثمين؟

- على الأبوين عدم تجاهل تلعثم طفلهم بل عليهم مناقشتها معه إذا استمرت أو إذا انتبه هو لها، ولكن يجب على الآباء الانتباه أن لا يستخدم الطفل التلعثم كوسيلة لجذب انتباه الآخرين إليه وخاصة الوالدين، وعدم توبيخ الطفل أو الضغط عليه إذا لم يتكلم بطلاقة، وإظهار المزيد من الاهتمام والحب للطفل، وان يتم التركيز أكثر على الأشياء والحركات الإيجابية التي يقوم بها أكثر من التركيز على طريقته في الكلام. وعلى الآباء أن يخففوا من سرعة حديثهم وذلك بجعل كلامهم وكلام جميع أفراد الأسرة بطيئاً نوعاً ما حتى يقوم الطفل بالكلام بنفس الطريقة، لا تطلب منه أن يذهب ليسأل أو يخبر أحداً، ولا تطرح أسئلة بحاجة إلى شرح وإجابة مفصلة، بل يفضل الأسئلة التي يجاب عليها بنعم أو لا أو إجابات قصيرة.