فاطمة العربي

"الجار قبل الدار" مقولة تفرض نفسها بقوة مع ظهور مشاكل الجيران وتغير أنماط الحياة والأولويات، وهذا ما يؤكده مواطنون، إذ بينوا أنه بالسابق لم يكن يحصل العديد من المشاكل بين الجيران، إذ كانوا متحابين ومتعاونين ويسعون لتلبية احتياجات بعضهم البعض دون حصولهم على مقابل، ويحرصون على بناء بيئة آمنة بين بعضهم بعضاً للحفاظ على أفراد المجتمع.

وقالت المواطنة مريم يوسف: "في السابق لم تكن تحدث مشاكل الجيران بهذا الشكل بسبب كون الأشخاص ذوي سلوك إرشادي يهدف إلى تنمية المجتمع، وأيضاً أحد الأسباب التي تجعل الجيران في السابق مترابطين هو تمسكهم بالدين والعقيدة الإسلامية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، وكان الجيران متوادين، ويتحمل بعضهم بعضاً، ولا ينزعجون من سلوكاتهم، بخلاف اليوم الذي تنشأ فيه الخلافات بسبب موقف سيارة! أو ركنها بصورة خاطئة لمدة خمس دقائق.

أما المواطنة لمياء يوسف فقد ذكرت أن العادات الدخيلة على مجتمعاتنا لها دور في المشاكل التي تحدث بين الجيران، موضحة أنها كانت ذاهبة إلى منزل جارها المقابل لمنزلها لإعطائهم "النغصة الرمضانية"، إلا أنها فوجئت بهجوم كلبهم عليها، ما سبب لها بعض الإصابات في جسمها، وعلقت: "تم حل المشكلة بصورة ودية، ولكن غالباً تنتهي مثل هذه المشاكل إلى مركز الشرطة".

من جانبه، ذكر عضو بلدي المحرق أحمد المقهوي أن هناك عدة مشاكل تواجههم في الأحياء السكنية التي لها العديد من الآثار السلبية على أفراد المجتمع والتي من "واجبنا وضع الحلول المناسبة لها عن طريق العمل على وضع إستراتيجيات مدروسة ومطبقة في أرض الواقع للتأكد من نجاحها في حل المشكلة، ومن أبرز المشاكل التي تقع بين الجيران بحسب تصريحات الإدارة العامة للمرور الوقوف الخاطئ الذي من الممكن أن تكون له أضرار سلبية وغير قانونية والإزعاج الدائم والمتكرر بسبب التجمعات في أيام الأسبوع والتي تكون سبباً رئيسياً في إزعاج الناس وعدم ارتياحهم في منازلهم، ومن أهم المشاكل التي تواجه الأفراد هي تربية البعض للحيوانات الأليفة منها (الديك، الكلاب،...) التي قد تتسبب في أضرار نفسية وجسدية للجار ولعائلته، وبالأخص الأطفال أو كبار السن الذين يعدون الفئة المتضررة بشكل أكبر".

وقال: "هناك مشكلة بارزة في بعض المناطق ألا وهي بناء مصاعد أو تعديل بعض المناطق في المنزل على منطقة البيت المقارب له والذي يعد تعدياً على الملك الخاص وإن تم البناء دون ترخيص من الشخص نفسه فله الأحقية في التواصل مع الجهات المعنية؛ لأن كل مخالفة للقانون يترتب عليها عقوبات والدور الرئيسي للقانون هو حماية المواطن والمقيم على هذه المملكة الحبيبة عن طريق التزام المسؤولين بإشباع رغبات المتضررين من هذه المشاكل والحرص على إرضائهم عن طريق تحقيق رغباتهم وطرح حلول مبتكرة للحد من ظهورها ويجب على كل فرد في المجتمع معرفة كيفية التصرف في هذه المواقف دون أن يقع في الخطأ وأن يحرص على التزامه بتطبيق القوانين والاستعانة بالجهات المختصة لمساعدته وإرشاده لما يفعل عند تعرضه لمشكلة".