أتاني صوتها مختنقاً ومتلعثماً بعد أن أجبت على رنة الهاتف، من نبرة صوتها استطعت أن أُخمن أنها مراهقة، طمأنتها وطلبت منها أن تحدثني بمشكلتها وبكل تأكيد سنجد الحل المناسب لها.
قالت إنها في السابعة عشرة من عمرها، وحدثت مشكلة بينها وبين والدها، فطردها من المنزل بعد أن ضربها، فلم تجد مأوى لها، فنصحها بعض المقربين لها بأن تلتجئ لدار الأمان لتؤويها لأنها تؤوي المعنفات من النساء لمن لا مأوى لهن، فطلبتُ الإذن من مركز حماية الطفل ليسمحوا لي بزيارتها، وتعاونوا معي بكل رحابة صدر لأن التوسط لحل المشاكل الأسرية هي جل ما يتمنونه، فزرتها في دار الأمان، وللأمانة كانت أول مرة أدخل الدار، وتحسست اهتمام الاختصاصيات بمشاكل كل من تؤويهم الدار، وتقطع فؤادي لما سمعته من حالات موجودة، ووددت لو أني أحلها جميعها، وأتت البنت ونظرات التوتر والارتباك كانت بادية على وجهها، وبدأت معها في أحاديث خارج نطاق المشكلة حتى ترتاح لي وتطمئن وتتحدث معي بكل أريحية، فسمعت مشكلتها وأخبرتني أن والدتها متوفاة وأن والدهم هو من يتولى رعايتها وأخواتها، وعرفت الثغرات في علاقتها مع والدها، غير أنها في أصعب مراحل حياتها وهي المراهقة، تواصلت مع الأب أيضاً لأسمع منه، وكرجل شرقي وضع لكل ما تسبب به المبررات المناسبة، في النهاية توصلنا للحلول المناسبة فيما بينهما، ولكن ما جال في بالي أن الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع ومنها يستمد الفرد كل احتياجاته الأساسية قبل خروجه للمجتمع ليُكون فرداً فعالاً فيه، وفي عصرنا هذا الذي يشهد تغييرات هائلة في التكنولوجيا وأصبح الأبناء يكتسبون الخبرات الثقافية والاجتماعية من عدة عوالم مختلفة وحيث باتت الأسرة ليست المصدر الوحيد للتنشئة واكتساب الخبرات وإشباع الحاجات الأساسية وعليه أصبح هناك اختلال في القيم الاجتماعية والدينية والثقافية، وبات التصادم الأسري بين جيل الآباء والأبناء نشهده بكثافة، وانتشر العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، فأصبحنا نشهد ضرب الزوج لزوجته وتطاول الزوجة على زوجها، واستخدام العنف البدني والنفسي ضد الأبناء أو سوء معاملة الأبناء لوالديهم وكبار السن، وفي حالات شاذة بلغ حد القتل والإصابات في لحظات يغيب فيها العقل والتفكير حيث أصبح البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، وانتشار الإعلام الفاسد، والتقليد الأعمى، والإدمان كلها عوامل أدت إلى انتشار العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، ونتساءل ويتساءل معنا الكثيرون، ما هي الحلول المناسبة لسد هذه الفجوات الحاصلة في الكيان الأسري؟
شيخة الرويعي "وسيط قانوني معتمد"
{{ article.visit_count }}
قالت إنها في السابعة عشرة من عمرها، وحدثت مشكلة بينها وبين والدها، فطردها من المنزل بعد أن ضربها، فلم تجد مأوى لها، فنصحها بعض المقربين لها بأن تلتجئ لدار الأمان لتؤويها لأنها تؤوي المعنفات من النساء لمن لا مأوى لهن، فطلبتُ الإذن من مركز حماية الطفل ليسمحوا لي بزيارتها، وتعاونوا معي بكل رحابة صدر لأن التوسط لحل المشاكل الأسرية هي جل ما يتمنونه، فزرتها في دار الأمان، وللأمانة كانت أول مرة أدخل الدار، وتحسست اهتمام الاختصاصيات بمشاكل كل من تؤويهم الدار، وتقطع فؤادي لما سمعته من حالات موجودة، ووددت لو أني أحلها جميعها، وأتت البنت ونظرات التوتر والارتباك كانت بادية على وجهها، وبدأت معها في أحاديث خارج نطاق المشكلة حتى ترتاح لي وتطمئن وتتحدث معي بكل أريحية، فسمعت مشكلتها وأخبرتني أن والدتها متوفاة وأن والدهم هو من يتولى رعايتها وأخواتها، وعرفت الثغرات في علاقتها مع والدها، غير أنها في أصعب مراحل حياتها وهي المراهقة، تواصلت مع الأب أيضاً لأسمع منه، وكرجل شرقي وضع لكل ما تسبب به المبررات المناسبة، في النهاية توصلنا للحلول المناسبة فيما بينهما، ولكن ما جال في بالي أن الأسرة هي الوحدة الأساسية في المجتمع ومنها يستمد الفرد كل احتياجاته الأساسية قبل خروجه للمجتمع ليُكون فرداً فعالاً فيه، وفي عصرنا هذا الذي يشهد تغييرات هائلة في التكنولوجيا وأصبح الأبناء يكتسبون الخبرات الثقافية والاجتماعية من عدة عوالم مختلفة وحيث باتت الأسرة ليست المصدر الوحيد للتنشئة واكتساب الخبرات وإشباع الحاجات الأساسية وعليه أصبح هناك اختلال في القيم الاجتماعية والدينية والثقافية، وبات التصادم الأسري بين جيل الآباء والأبناء نشهده بكثافة، وانتشر العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، فأصبحنا نشهد ضرب الزوج لزوجته وتطاول الزوجة على زوجها، واستخدام العنف البدني والنفسي ضد الأبناء أو سوء معاملة الأبناء لوالديهم وكبار السن، وفي حالات شاذة بلغ حد القتل والإصابات في لحظات يغيب فيها العقل والتفكير حيث أصبح البعد عن تعاليم ديننا الحنيف، وانتشار الإعلام الفاسد، والتقليد الأعمى، والإدمان كلها عوامل أدت إلى انتشار العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، ونتساءل ويتساءل معنا الكثيرون، ما هي الحلول المناسبة لسد هذه الفجوات الحاصلة في الكيان الأسري؟
شيخة الرويعي "وسيط قانوني معتمد"