نعم إنهم أمانة في أعناقنا، ومن أهم واجباتنا تجاههم تربيتهم تربية صالحة، وغرس القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة في نفوسهم فعلينا معرفة الأخطاء التي يمكن أن نقع فيها ونقوم بتعديلها.
هناك ثمانية أخطاء شائعة في تربية الأطفال والنصائح لتجنبها. "الدين لا يمحو الغرائز، ولكن يروِّضها، والتربية لا تغيِّر الطباع، ولكن تُهذبها".
* الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال:
1. التهاون في تعليم الأبناء مبادئ الأخلاق والقِيم الإنسانية: إنَّ تربية الأطفال على القِيم والأخلاق الحميدة تبدأ منذ الصغر، وعدم التزام بعضهم بالعادات السليمة والقِيم الجيدة يعود إلى جهلهم بها، وعدم ترسيخها في نفوسهم من قِبل آبائهم.
2. عدم قضاء وقت كافٍ مع الأطفال: إنَّ زحمة المشاغل والأعمال وضغوطات الحياة، يمكِنها أن تجعل بعض الآباء لا يملكون الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأطفال؛ لذا يجب على الآباء تخصيص وقت محدد لقضائه مع أبنائهم، وأن يحاولوا خلال هذا الوقت عدم الجلوس أمام التلفاز، أو الرد على مكالمات خاصة بالعمل، لجعل الطفل يشعر بأهميته في حياة والديه.
3. عدم تحديد موعد ثابت لنوم الأبناء: هناك عددٌ من الآباء لا يهتمون بمواعيد نوم أبنائهم، ويسمحون لهم بالسهر إلى أوقاتٍ متأخرة من الليل، الأمر الذي ينعكس على صحة الطفل وسلوكاته؛ لذا يجب الحرص على تحديد موعد ثابت لنوم الأبناء وإلزامهم به.
4. عدم قول كلمة "لا" والدلال المفرط: إنَّ الطفل المدلل بشكلٍ مفرط فاشل في علاقاته الاجتماعية، سواء في تكوين الصداقات،أو في محيط عائلته لأنَّ دلال والديه المفرط سواء المادي أو المعنوي، يجعله يَشعر بأنه إنسانٌ مميز ومهم جداً، ويَحق له ما لا يَحق لغيره، كما أنَّ عدم قول كلمة "لا" للطفل من قِبل أبويه؛ سيجعله لا يتقبل الرفض مطلقاً، الأمر الذي سيؤثِّر في حياته مستقبلاً، خاصةً في مجال العمل حيث لا يوجد مكان لتقبُّل كلمة "لا".
5. التمييز بين الأبناء: من أكثر وأخطر الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال التمييز بين الأبناء، فهناك عددٌ من الآباء يولِي الطفل الأكبر أو الأصغر اهتماماً ورعايةً، ويمنحه الحب، والعطف، والحنان، أكثر من بقية أبنائهم، الأمر الذي ينعكس على هؤلاء الأبناء بشكلٍ سيءٍ للغاية، فيمكِن أن تتولد لديهم مشاعر حقدٍ وكراهية، ويمكِن أن يتعرض الأطفال المُهملون لأمراضٍ نفسية في المستقبل؛ لذا يجب على الآباء تجنُّب تمييز أحد الأبناء، أو منحه الاهتمام المبالغ فيه دون إخوته.
6. إفراط الآباء بمعاقبة الأبناء وحرمانهم: إنَّ الإفراط في معاقبة الأبناء وحرمانهم من الحنان، واللعب، والاهتمام، والرعاية، يدمِّر شخصيتهم، ويشوِّه نفسيتهم بشكلٍ لا يقل خطورةً عن المبالغة في تدليلهم؛ لذا يجب على الآباء أن يكونوا متوازنين في تربية أبنائهم، وأن يتمتعوا بالحكمة والبصيرة، ويَعرفوا متى يستخدمون أسلوبي المنح والمنع، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ أسلوب الحرمان لا يُفضَّل استخدامه إلا في العقوبات التأديبية، ويجب معاملة الأبناء باعتدال دون اهتمامٍ زائد، ودون حرمانٍ زائد.
7. المقارنة: للأسف فإنَّ كثيراً من الآباء وقعوا بخطأ المقارنة بين أبنائهم والأطفال الآخرين سواء الأصدقاء، أو الأقارب، أو حتى مقارنة الإخوة فيما بينهم، معتقدين أنَّه نوعٌ من أنواع التحفيز لأبنائهم، ولكن هذا الخطأ له نتائج كارثية على نفسية الأطفال وبناء شخصيتهم، لأنَّه يُفقِدهم الثقة بالنفس، ويولِّد لديهم شعوراً بالنقص؛ لذا يجب على الآباء إدراك أنَّ كل طفل يمتلك مهارات، وقدرات، ومواهب خاصة به تُميِّزه عن بقية الأطفال، ومن واجبهم مساعدته على اكتشاف هذه الميزات، ومنحه الحرية الكاملة للتعبير عن شخصيته، وطموحاته، وأحلامه التي يرغب بتحقيقها، والوقوف إلى جانبه ودعمه دائماً.
8. التهديد والإهانة اللفظية أمام الآخرين: من أكثر الأمور التي يمكِنها أن تقتل المشاعر الجميلة التي يَحملها الطفل لوالديه وتجعل علاقته بهم علاقة خوف بدلاً من الحب والاحترام؛ هي توبيخه وتهديده وإهانته أمام الأشخاص الآخرين، كما أنَّ ذلك يُعدُّ من أهم أسباب فقدان الثقة بالنفس، والانطوائية لدى الأطفال.
* نصائح لتجنُّب الأهل الأخطاء الشائعة في تربية أطفالهم:
هناك عددٌ من النصائح التي يمكِن اتباعها لمساعدة الأهل في تجنُّب الأخطاء الشائعة في تربية أبنائهم، ومن هذه النصائح نذكر لكم ما يلي:
- يجب أن يَتفق الوالدان على طريقة العقاب المراد تطبيقها على طفلهما، كما ينبغي أيضاً توضيح السلوكات الصحيحة والخاطئة للطفل، وتعريفه كيفية التمييز بينها، بالإضافة إلى توضيح طبيعة العقاب الذي سيناله عندما يخطئ.
- يجب على كِلا الوالدين مناقشة طفلهما في الأخطاء التي ارتكبها، وتعليمه ثقافة الاعتذار وتصحيح الأخطاء، وأن يكونا حريصَين جداً بالامتناع عن استخدام الألفاظ الجارحة، أو المسيئة للطفل.
- يجب على كِلا الوالدين أن يمتنعا عن مقارنة طفليهما بغيره من الأقران، بل يجب أن يحاولا التحدث معه دائماً، واكتشاف المواهب والقدرات التي يمتلكها والتي تميِّزه عن غيره، ومحاولة تنميتها وتطويرها.
أميرة البيطار