ضبطه مطلوب حتى لا يصبح «سوء أدب»
أكدت التربوية والباحثة في مجال الإرشاد الأسري هاشمية سيد، أن فضول الطفل أمر إيجابي، ومن علامات الذكاء ونشاط العقل، حيث يولد الأطفال ويولد معهم حب الفضول والاستكشاف، مشيرةً إلى أنه أمر غير مكتسب، بل هو أمر فطري يساعد على تطوير هذا العالم والتطور من خلاله وذلك عبر التفاعل مع عناصره المختلفة، مشددةً على أن الفضول ليس سمة سيئة كما هو متعارف، بل هو سمة ذكاء وعبقرية تحتاج فقط لبعض الضوابط.
وأضافت: تقع مسؤولية كبيرة على الأبوين في تعزيز تلك الصفة عند الطفل وتوجيهها بالشكل الأمثل، لمساعدة الطفل على التعلم، وجعله طفلاً ذكياً مبتكراً، من خلال الابتعاد تماماً عن أسلوب الصد لفضول الطفل؛ فهذا الأمر قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التفكير فيما حوله، وعن الاستفسار في سبيل التطور الفكري الخاص به، بل يجب أن نتجاوب مع فضول الطفل قدر الإمكان، كما يجب الإجابة عن أسئلة الطفل مهما كان السؤال محرجاً دون الدخول في التفاصيل؛ لأن امتناع الأهل عن إجابه الأسئلة يدفع فضول الطفل للبحث في أماكن أخرى عن الإجابة فيحصل الطفل على إجابات لأسئلته قد تخرب حياته.
وبينت، يمكن ضبط فضول الطفل حتى لا يصبح «سوء أدب» من خلال تعليم الطفل أن يحدد هدفاً أو فائدة من تساؤله، بالإضافة إلى تعليم الطفل مفهوم الخصوصية واحترام المساحات الخاصة، كما يجب على الآباء انتقاء المناقشات العامة في وجود الأطفال.
وحول استغلال فضول الطفل وتطويره بينت الاختصاصية أن ذلك يكون عبر خلق مساحة فضولية له، فعلى الرغم من أن الأطفال لديهم فضول وإبداع بطبيعتهم فإننا يجب علينا خلق فرصة أكبر لذلك، وذلك عبر توفير مساحة خاصة للعب بالرمل والماء وتزويدهم بلوازم فنية مثل الألوان والأقمشة والأوراق، ثم السماح لهم بخلق بعض الفوضى، واستغلال الأنشطة اليومية التي قد تعتبر روتينية للبالغين، ولكنها مميزة وممتعة للأطفال، كالسماح لهم بالمشاركة في الطبخ، والسماح لهم باللعب مع أقرانهم كما واسمح لهم بدعوتك للعب في عالمهم الخيالي حيث تطير السيارات وتبحر الطائرات فبذلك أنت تخلق فرصة لبناء علاقة وثيقه مع طفلك وتساعده على زيادة ثقته بنفسه وإبداعه بصورة أكبر.
وقالت: «إذا استطعنا تحويل فضول الطفل نحو غايات مرغوبة وجيدة كحب المعرفة والاطلاع حصلنا على نتيجة جيدة ومرغوبة، ولكن إذا بقيت المسألة عند الطفل بدافع التدخل في شؤون الآخرين ومراقبتهم والتجسس عليهم فإنها سوف تخلق طفلاً حشرياً يقحم نفسه فيما لا يعنيه».