لقد كتبت في مقالي قبل أسبوعين عن شعور الفرح الذي عم أرجاء البلاد بسبب الانتصار الباهر على فيروس كورونا، فقد تنفس الجميع الصعداء بعد شهور من الحجر وانقلاب موازين الحياة حتى بات الأمل بغد أفضل وأجمل فكرة تتحول شيئاً فشيئاً إلى واقع ملموس. لقد كان هذا واقعنا قبل أشهور فقط، أما اليوم فنحن نقف على عتبات مستقبل مجهول، فالله وحده العالم ما ستؤول إليه الأمور، إن الحالات القائمة الجديدة في ازدياد مطرد، والجميع يستشعر خطورة ذلك.

لا يمكن التهاون ولا يمكن التخلي عن الحذر، بل لا بد من التشديد على فكرة «إرادة الحذر» والرقابة الشخصية الشديدة ولا بد أيضاً من نصح المحيطين حولنا كل يوم بمواصلة اتباع الإجراءات لحماية صحتهم وصحة من حولهم. إن هذا الازدياد المطرد في الإصابات يشكل تهديداً للصحة العامة ويثقل النفس بهموم ومخاوف يمكن تجنبها بتعاون وتكاتف الجميع. لقد اكتسبنا خبرات وطوعنا النفس في أثناء مرورنا بتجربة الجائحة، تجربة غنية طورت مداركنا وعلمتنا دروساً وعبراً. لقد تمكنا من الانتصار بفضل الله تعالى وحفظه ورعايته لذلك أقول نحن نملك القدرة على الانتصار وإرادة الحذر والمطلوب هو العمل بثبات لكي نسيطر على فكرة انتشار فيروس كورونا «أو أوميكرون أو غيره من متحورات».

إن الشعور بالمسؤولية الوطنية والخوف من خسارة نعمة الصحة والاستقرار الذي وصلت إليه البلاد كفيل أن يجعل الجميع في حالة من التأهب وعلى أتم الاستعداد للوقوف أمام تهديدات انتشار الفيروسات. وإذا كنا قد اعتدنا اتباع الإجراءات الصحيحة والسليمة التي تذكرنا بها الجهات المختصة على الدوام، إذن لماذا لا نكون جميعنا في كل الأوقات على استعداد نفسي لخوض غمار الحياة ونحن نطبق إرادة الحذر؟ لماذا لا نعيش أيامنا ونحن نتذكر مسؤوليتنا الوطنية وواجبنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين؟ إن ذلك لن يكون عسيراً، بل على العكس من السهل جداً فعل ذلك لو أننا تبنينا تطبيق الإجراءات لتكون روتين حياة يحمينا ويحمي من حولنا ويضمن لنا حياة كريمة ومجتمعاً آمناً.

رؤى الحايكي