بعد ارتفاع أعداد المصابين بكورونا هذه الأيام، وتصوير البعض أن السبب الرئيس هو نوعية المتحور الجديد أوميكرون، ولكن هل بالفعل أن السبب الوحيد لارتفاع أعداد الإصابات هو المتحورات الجديدة؟!!
فعندما ننظر قبل فترة لتصريحات بعض السياسيين في الغرب أنه يجب التعايش مع كورونا والتخفيف من الإجراءات الاحترازية، فسنعرف أنه مع هذه المتحورات يحاول البعض توليد البلادة لدينا أملاً في الوصول إلى مناعة القطيع بأسرع وقت، وها هي النتيجة وصلت الحصيلة في بعض البلدان لما يفوق المائة ألف إصابة يومياً، ووصلت في الولايات المتحدة الأمريكية في أحد الأيام إلى مليون إصابة، لكي تبدأ منظمة الصحة العالمية والأطباء في طرق أجراس الخطر من جديد.
إن التعامل مع الجائحة لا يجب أن يكون مثل تعامل بعض الشعوب مع وباء الحصبة «بوحمرون» في منتصف القرن الماضي عندما كان يصاب أحد أطفال البناية أو الحي فيقومون بحبس جميع الأطفال معه أملاً في إصابة الجميع مرة واحدة وحصولهم على المناعة معاً.
إذا نظرنا إلى نتائج الإصابات فسنجد أنها تختلف من شخص لآخر، ولا يمكن الجزم بالآثار المترتبة على العمر أو القوة البدنية للشخص المصاب، فلدينا شخصيات رياضية خرجت من كورونا بآثار سلبية والبعض لم يخرج، ولدينا كبار سن حالفهم الحظ في الشفاء بنتائج أقل ضرراً.
إن الأطباء في بعض الدول يطالبون الجميع باعتبار أي دور برد أو أعراضه التعامل معها على إنها إصابة مؤكدة بأميكرون والبدء في عزل الشخص المصاب حتى يتماثل للشفاء سواء كان أميكرون أو دور برد عادي، والكثير من الأطباء يحذرون من استعجال البعض باعتبار أوميكرون سيصل بالبشرية لمناعة القطيع، والتفاؤل بأي متحور على أنه مرحلة الانتقال لهذه المناعة، فلا أحد يستطيع الجزم بمدى تأثير الإصابة على شخص دون آخر، فأحياناً ما تصاب عائلة واحدة وتكون الآثار متفاوتة بين شخص وآخر.
والشيء الواجب الاحتراس منه هم الذين أصيبوا بكورونا من قبل، فليس معناه أنه تولدت لديهم المناعة التي تحميهم من الإصابة من المتحورات، فبعض الرياضيين أصيبوا للمرة الثالثة خلال عام، فيجب أن يلتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية التي أقر بها الفريق الوطني الطبي، فهم يعملون ليل نهار من أجل سلامة جميع أفراد المجتمع، فيجب أن نلتزم بكل ما يصدر منهم، فالشكر لهم ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء على الجهد الرهيب الذي يبذلونه سواء في مواجهة الجائحة أو آثارها الاقتصادية، وأيضاً رجال الأمن الذين يجوبون الطرقات من أجل مراقبة الجميع من أجل استمرار الالتزام بارتداء الكمامات، فالبعض لا يلتزم إلا إن كان مراقباً، وحفظ الله البحرين والأمة العربية من كل شر.
هدى عبدالحميد