ثامر طيفور
أكد الاستشاري والمدرب الدولي المعتمد في مجال الصحة والسلامة المهنية والحريق جمال صالح، أن البحرين تشهد ما متوسطه احتراق منزل واحد أسبوعياً، جراء الجهد العالي على الأجهزة الكهربائية خصوصاً المكيفات، وتسرب الغاز من الأفران، والتي تحدث في الصيف غالباً مع ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أن الإهمال يعتبر السبب الأول.

وأضاف لـ«الوطن»، أن البحرين شهدت خلال العام 2021 وقوع 29 حريقاً في المساكن، بحسب بيانات الدفاع المدني، ولم تشهد البحرين أي حالة وفاة، إلا أنه تم تسجيل 3 إصابات، وحاصرت النيران 17 شخصاً وتم إنقاذهم، وقع 20 منها بسبب ماس كهربائي، و6 بسبب تسرب غاز، و3 لأسباب أخرى.

وأوضح، أن وقوع الحرائق في المساكن سببه الأول إهمال الصيانة الدورية خصوصاً للمكيفات والأفران، وكذلك الاستعانة بالعمالة غير المؤهلة لتصليح وصيانة الأجهزة بالمنازل، واللجوء لربط الأسلاك المقطوعة بتوصيلات مكشوفة وناقلة للتيارات الكهربائية. وأوضح صالح أن من الأسباب المؤدية للحرائق في المساكن، بعض العادات السيئة التي تؤدي لنشوب حرائق، وأهمها التدخين بغرفة النوم وترك السجائر مشتعلة في طبق قبل مغادرة الغرفة، وأيضاً ترك البعض للبخور داخل دولاب الملابس أو تحت ستائر القماش القابلة للاشتعال. وقال: «إن المنزل يمثل مكاناً للاستقرار الشخصي والعائلي، قد يتعرض أفراد الأسرة وخاصة الأطفال الصغار منهم لأخطار وحوادث كثيرة تؤدي إلى الوفيات نتيجة الإصابات الخطيرة والحروق، والصعق الكهربائي والاختناق من الغازات».

ومن منطلق «الوقاية خير من العلاج» بحسب صالح، يجب معرفة أن هناك ما يسمى مثلث الحريق وهو عبارة عن العناصر الثلاثة التي لا تشتعل النار إلا بوجودها، وهي الحرارة، الوقود، الأوكسجين، ولمكافحة النار لابد من إزالة واحد من هذه العناصر. وأكد، أهمية أن يكون هناك طفاية حريق في كل منزل، موضحاً أن هناك 4 أنواع رئيسة لتلك الطفايات، أولها طفاية الماء، وطفاية البودرة الجافة متعددة الاستخدامات، وطفاية غاز ثاني أوكسيد الكربون، وطفاية غاز إيروزول، بالإضافة إلى ذلك بطانية الحريق التي تقوم بإطفاء النار عن طريق خنقها. وبين صالح، أن الطفاية يجب أن يتوفر فيها عدد من المواصفات قبل استخدامها، أولها أن تكون صالحة للاستخدام، وأن تكون معبّأة بشكل كامل، ومناسبة لطبيعة الموادّ المُعرّضة للاشتعال وكمّيتها، ومُعتمدة من الدفاع المدني من حيث سعتها، ونوعها، وطريقة استعمالها. وعن حوادث تسرب الغاز، بين أن إسطوانة الغاز هي قنبلة مؤقتة موجودة في كل بيت، يمكن في أي لحظة أن يتسرب الغاز منها ويتسبب في اشتعال أو انفجار، لذا يجب اتباع إجراءات الوقاية وتدابير السلامة في المنزل وذلك لمنع الحرائق والانفجارات.

وأوضح صالح، أنه يتم تصنيع إسطوانة الغاز من ألواح الحديد تخضع لاختبارات السلامة وفق المواصفات العالمية وتعبأ بالغاز بنسبة 80% من حجمها الصغير والمتوسط والكبير، ولأن الغاز المسال لا لون ولا رائحة له، نتم إضافة مادة المياركبتان «Ethyl Mercaptan» للتعرف عليه في حالة التسرب، وهو غاز غير سام ولكنه قد يؤدي إلى الاختناق عندما يتم استنشاقه في محيط مشبع بالغاز.

وشدد صالح، على ضرورة الفحص الدوري لتوصيلات وخراطيم ومنظم الغاز، بحيث يكون خرطوم الغاز مطابقاً للمواصفات ويتحمل إلى ضغط لا يقل عن 9 بار وخال من العيوب، وكل ذلك داخل خزانة من الحديد أو الإسمنت محكمة وجيدة التهوية بعيداً. وعن انتشار حوادث الحريق جراء الماس الكهربائي في المسكن، وهي الحوادث الأكثر انتشاراً في البحرين خصوصاً في فصل الصيف بواقع 20 حادثاً من أصل 29 حادثاً، أوضح صالح أن هناك مسببات واضحة لتلك الحوادث، أهمها عدم إجراء الكشف والصيانة الدورية على التمديدات والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى ترك محولات شحن الهواتف مفتوحة لمدة طويلة، واستخدام شواحن هواتف رديئة وتحميل المقابس الكهربائية فوق طاقتها. وبين أن من أسباب حدوث الماس الكهربائي في المسكن، تحميل المقابس الكهربائية فوق طاقتها بتوصيل عدة أجهزة على مقبس واحد، وتمديد أسلاك كهربائية عبر الأبواب أو النوافذ أو الفتحات المماثلة أو تحت السجاد، بالإضافة إلى إهمال صيانة مراوح الشفط. وأكد صالح على ضرورة زيادة الوعي، وأن يتجه المواطنون لأخذ دورات تدريبية في التعامل مع الحريق لكي يحافظوا على أرواحهم وأرواح من يحبون، فالحريق لا سمح الله هو أمر لا يعرف غني أو فقير، متعلم أو غير متعلم، والكل معرض له، وبالتدريب والتوعية يستطيع الجميع تجنب الخطر.