التطوّر الذي نشهده بوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، يساهم بتسهيل الحياة العملية والاجتماعية في جميع المجالات والأصعدة وله أثر كبير علينا كمجتمع، فقد سهل حياتنا بجميع المجالات وحتى على المستوى الشخصي والأسري، وبذلك نواكب المنظومة العالمية لأننا جزء منها.

فقد ظهرت كثير من البرامج وسهلت التواصل بين أفراد المجتمع ومازال التطور مستمراً ببرامج وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هناك بعض السلبيات على الكبار والأبناء وعلى مستوى الأسرة، فقد أحدث هذا التطوّر فجوة بالتعامل بين الأفراد بالأسرة الصغيرة.

أصبح التعامل والتفاهم بين بعض الأسر صعباً وفقدوا لغة الحوار وأصبح الأبناء غير متواصلين مع الوالدين وظهرت العصبية عند بعض الأبناء فأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أهم لديهم من والديهم وأفراد الأسرة، حتى أثناء تناول الطعام، والطعام له آداب فقدناها الآن في ظل هذا التطوّر.

أيضاً ظهور بعض الألعاب التي تنمي حس العنف وتخالف تقاليد المجتمع، فمثلاً أحد الزملاء قال لي إن ابنته ذات السبع سنوات تقول له أنا لا أحبك لأنه أراد أن يقلل من استخدامها للألعاب الإلكترونية، وهذا خطير ألا يحب الطفل والديه والتأثير على علاقة الابنة بأبيها مستقبلاً، أيضاً إحدى الأمهات تشكو من بكاء وصراخ طفلها إذا أخذت منه جهاز الآيباد، ناهيك أيضاً عن تأثير بقاء الأبناء لساعات طويلة ينظرون للأجهزة الإلكترونية وما له من تأثير على النظر والبصر والنمو العقلي لديهم خصوصاً الأطفال الأصغر سناً.

إذن يجب أن تكون هناك مراقبة من الوالدين لما يشاهده الأبناء، ودور المدرسة مهم بتوعية الأبناء بكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومتى وماذا يشاهد وماذا لا يشاهد. أيضاً دور الإعلام في تنمية الوعي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ودور الأطباء النفسيين والأطباء عامة في التثقيف والتوعية مهم، وجميعنا كأفراد في المجتمع لنا دور مهم في التوعية لما له من أهمية على الأبناء وأفراد المجتمع والأسرة.

الحديث يطول في هذا الموضوع، ولكن حاولت أن أسلط الضوء على بعض النقاط بهذا الموضوع لما له من أهمية مستقبلاً علينا وعلى أبنائنا، فما يتعلمه الإنسان بصغرة يؤثر عليه مستقبلاً كأب وكأم وكمعلم وأياً كانت وظيفته ودوره بالمجتمع مستقبلاً.

وحديثي ليس تقليلاً من شأن ودور وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي، ولكن يجب أن يكون هناك تقنين لاستخدام هذه الوسائل وأخذ الفائدة منها، فجميعنا نحتاج لوسائل التواصل الاجتماعي، فهي سهلت حياتنا وأفادتنا كثيراً في حياتنا.

وأخيراً وليس آخراً، أتمنى حياة صحية وسليمة فكرياً واجتماعياً على مستوى الأسرة والمجتمع، ومستقبلاً واعداً لأبنائنا.

امل الحربي