سماهر سيف اليزل
التفاهم والتوافق حول أولويات مشتركة من أسس الارتباط الصحيح

٪30 يمرون بمرحلة الطلاق العاطفي

أكدت رئيس مشروع «دار السلام» بجمعية البحرين النسائية للتنمية الانسانية أسماء رجب، أنه -وبحسب دراسة أجراها مركز بتلكو لرعاية العنف الأسري في البحرين- فإن نصف حالات الزواج التي تسبقها علاقة حب تنتهي بالطلاق، فيما تشهد 40% من هذه الحالات خيانات زوجية.

وأضافت، أن 10% فقط تعتبر حياتهم مستقرة، فيما 30% منهم يمرون بمرحلة الطلاق العاطفي، بل وأكدت الدراسة أن نسب العنف بأنواعه ترتفع في الزواج الناتج عن علاقة حب.

وقالت: «إذا كان لنا أن نخلص بنتيجة إزاء هذه الأرقام، فنخلص بأننا أمام حب زائف، بل حب مستعار تم إقناع أدمغتنا به عبر الأفلام والمسلسلات الهوليودية التي تصوّر الحب في علاقات رومانسية عابرة ومشاعر عشوائية خارجة عن تحكمنا، فلا نستطيع أن نتخيل حباً إلا بالمعنى السينمائي وبالطريقة نفسها التي مورست في الأفلام».

وأضافت، أن الشحنات العاطفية التي تؤسسها حاجات أو هرمونات الجسد لا يمكن أن تصنع حباً، لأنه بمجرد تفريغ هذه الشحنات يبدأ الفرد في استعادة وعيه وإعادة النظر للأمور بمنطقية وعقلانية.

وتشير بعض الدراسات إلى ظهور ما يسمى بالملل الزوجي أو الفتور العاطفي بعد فترة من الزواج في الزيجات التي تكون عن حب بذاك المفهوم، ما يستلزم منا إعادة تمحيص للكثير من المفاهيم الخاطئة، ومنها وهم ضرورة «الحب قبل الزواج» في استدامة الزواج وتعميق روابط الزوجين.

وأضافت، أن التفاهم والتوافق حول أولويات مشتركة بين الزوجين أثناء الإعداد للزواج، من أهم أسس الزواج الصحيح، والذي من شأنه تحقيق الاستقرار في الحياة الزوجية، والحدّ من ظهور أي توتر أو خلافات هامشية نتيجة توقعات خاطئة.

وقالت رجب: «كلما ابتعدت تلك الأولويات عن المادية والإسراف

ومظاهر الترف والاستهلاك، واقتربت من القيم الحقيقة للزواج كالمحبة والتفاهم والاحترام، ستكون الحياة الزوجية أكثر استقراراً وسعادة».

وأوضحت، أن هناك حاجة إلى إعادة المعنى الحقيقي للزواج وفق كلمة الله، والمعنى الحقيقي للزواج يتجلى في العطاء غير المشروط، من خلال مساندة طرفي الشراكة الزوجية لبعضهما البعض، ومحاولة كل منهما إسعاد الآخر بالتضحية والإيثار وتجاوز الرغبات الشخصية، بالإضافة إلى تطوير عقليتنا قبل الدخول لتلك المؤسسة من عقلية الأنا «احتياجاتي» إلى عقلية الآخر «احتياجات شريكي».

ولفتت، إلى أن هذه العقلية من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في مستوى نجاح العلاقات الزوجية، لأن الأنانية وتفكير كل طرف في مصالحه لا تصلح لعلاقات أراد الله لها المودة والرحمة.

وأشارت إلى أن المفهوم الخاطئ للحب يقوم على شكليات ومظاهر مادية، لذلك، علينا أن نعيد تعريف الحب وفق معناه الصحيح البعيد عن التشويه والتزييف.

وبينت أن الحب، قرار نتخذه ونمارسه عبر مجموعة من السلوكيات التي نقوم بها، وليس مشاعر عشوائية خارجة عن إرادتنا وتحكمنا، وهذا ليس ما نسمعه أو نراه في وسائل الإعلام والأفلام الهوليودية التي تروّج لمفاهيم حب مغايرة، ومقدار ما يحصل عليه كل شريك من الآخر «المنفعة».

ودعت المقبلين على الزواج، إلى العودة إلى المفاهيم والقيم الأساسية التي يرتكز عليها الزواج كمفاهيم السعادة والحب والاحترام بالشكل الذي يرسخ عمق تلك القيم ومعناها الحقيقي.

وتساءلت قائلة: «ما هو الحب؟ وكيف يمكننا أن نحب ونعمّق هذا الحب؟ وما هي السعادة، وما هو الاحترام؟ لأن استعارة هذه القيم وتلبسها من الأفلام والإعلام والمجلات ما هو إلا مساهمة منا في خلق قيم هجينة بديلة عن المعنى والقيم التي زخرت بها الآية الشريفة «وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً».