أمل الحربي
الازدواجية هي الفكرة ونقيضها أو العمل ونقيضه والازدواجية موجودة بالشخصيات والمجتمع وحتى على مستوى الأسرة؛ فبعض الأشخاص لديه ازدواجية في تفكيرة وحياته، مثلاً يقول ما لا يفعل أو يفعل العكس أو يطرح أفكاره التي لا يؤمن بها وينصح بعمل ما في حين هو لا يؤدي هذا العمل أو يمكن أن يفعله بدون اقتناع.
وبعض هؤلاء الأشخاص ذوي التفكير الازدواجي على مستوى عمله يقوم بالنفاق الازدواجي، يعني أنه يتحدث مع مديره ويوافقه في كل ما يقول أو يعزز أفكاره وهو غير مقتنع بأفكار أو بعمل مديره، لكن فقط لأجل المصلحة يناقض تفكيره وحتى قناعاته. وعلى مستوى الأصدقاء نرى المجاملات تكثر بينهم مثلاً أصدقاء يجاملون صديقهم ويستمعون له بدقة بكل جوارحهم عندما يتحدث ويوافقونه ويشجعونه في كل آرائه لكن في داخلهم غير راضين أو مقتنعين به ولا بأفكاره ولكن لا يريدون التصادم معه أو للمجاملة لمصالح مشتركة.
أو شخص دائماً يتحدث عن المثالية وبالحياة عموماً ل ايوجد شيء مثالي، ولكنه يتحدث بكل شيء بمثالية مطلقة وشعاراته رنانة وأفكاره نيرة ومبادراته جميلة وداعمة، في حين هو في حياته لا يفعل أياً منها، بل يزدوج ويفعل النقيض، لأنه ربما غير مقتنع بما يتحدث به ويطالب به.
وعلى مستوى الأسرة بعض الأزواج فقد يطالب زوجته بأشياء لمجرد الأمر فقط أن تفعل شيئاً معيناً فقط ليظهر لها أن شخصيته قوية في حين أن الشخصية القوية هي باللين والمرونة بالتعامل والحكمة والرزانة لا في التعنت بكل شيء والعكس أيضاً؛ فبعض الزوجات يحاولن أن يفعلن عكس ما يريد الزوج أو يقمن بالعناد حتى في تربية الأطفال وبهذه الحالة حتى الطفل يصبح مشتت التفكير، لأن الأم والأب ليسا على توافق واتفاق وهدوء وحكمة بالتعامل فيما بينهما.
حتى مع أنفسنا بعضنا يفعل أو يتحدث بما لا يتفق أو لا يتوافق مع شخصيته وأفكاره أوعكس أفكاره وشخصيته، لكن فقط لمجاراة المجتمع عموماً وبعض الأشخاص يظهر إهماله أوعدم اكتراثه وتجاهله لشخص ما في حين أنه بداخله يهتم به ولديه شعور جميل تجاه الآخر لكنه يظهر له العكس وينتقده بكل شيء ويحبطه لكي لا يظهر حقيقة شعوره تجاه هذا الشخص لأنه بنظره الاهتمام والحب ضعف وهذا غير صحيح؛ فجميل إظهار المشاعر كما هي.
نستطيع أن نطرح أفكارنا ونعيش شخصياتنا بالتحدث بعقلانية وبدون تصادم وبكل هدوء وروية ومرونة لكي يستمع إلينا الآخرون ويفهمونا ويستوعبونا بكل ما فينا من عيوب على كل المستويات الشخصية والعائلية وعلى مستوى الأصدقاء والعمل والأسرة وحتى مع أنفسنا لأن أنفسنا تجادلنا وتتحدث معنا فيجب أن نكون متفهمين لأنفسنا أيضاً.