ثامر طيفور




لا حب قبل الزواج لأنه يعمي عن الحقائق ويخفي العيوب

خارطة الطريق تساعد الطرف الآخر للوصول إلى القلب

الصراحة الزائدة غير صحية بين المخطوبين وتؤدي للنفور

الفترة المثالية بين 8 شهور وعام ونصف..


قال المرشد الأسري والمدرب في العلاقات الزوجية خليل العطاوي إن فترة الخطوبة من أهم الفترات «المهملة» من قبل الزوجين، والكثير منهم يأخذون الموضوع من باب البهرجة والتفاخر والخروج سوياً إلى السينما وقضاء الوقت، وينسون أنها أهم وقت وعتبة أولى لاتخاذ قرار الزواج.

وأضاف العطاوي لـ«الوطن»: أنه يمكن للزوجين بناء فترة خطوبة صحية من خلال التركيز على معرفة الطرف الآخر وأطباعه، كما يجب أن نذكر أنه لا يوجد شيء اسمه حب قبل الزواج، ويجب ما قبل الزواج الحرص، والحرص أهم من الحب.

وبين أن الارتباط عن طريق الحب يصل بالكثيرين إلى المحاكم للأسف، وذلك لأن الحب يعمي عن الحقائق، ويدفع الزوجين إلى تقبل التجاوزات أو أي سوء بالأخلاق أو التعامل قد يصدر من الطرف الثاني، والحب الحقيقي يأتي بعد بدء الحياة الزوجية وليس قبلها.

وأكد العطاوي أن الحب الصحي يبنى في فترة الخطوبة من خلال القبول، وهو أهم عنصر تبنى عليه شجرة الحب، ويقوم على جذور أو أركان أساسية وهي النظرة المستقبلية، الشكل، الهيئة، الفكر، الميول، السمعة، التدين، التعامل، وهي أمور يجب اكتشافها خلال فترة الخطوبة.

وأضاف المرشد الأسري والمدرب في العلاقات الزوجية : «أما الغصون التي تتكون منها شجرة القبول، فهي الحب، الاحترام، الثقة، الجدية، والطريق إلى الحب هو المعرفة، حتى على مستوى السلطة يجب أن يعرف الشريك ماذا يحب الشريك في السلطة».

وقال العطاوي إن ادعاء المثالية في فترة الخطوبة وعدم وجود «غلط» هو أمر طبيعي أن يمارسه الطرفان في بداية العلاقة، ولا يمكن اعتباره خداعاً، حيث إن كل طرف يريد أن يظهر الجانب الإيجابي فيه والشيء الطيب، وهذا جزء من الفطرة البشرية.

وأكد المرشد الأسري والمدرب في العلاقات الزوجية أن فترة الخطوبة يجب أن لا تقل عن 8 شهور ولا تزيد عن سنة ونصف، لأنه خلال هذه الفترة يصعب على المتصنع الاستمرار بالتصنع، فادعاء المثالية هو تصنع، فتظهر الفتاة نفسها كالأميرة والشاب وكأنه فارس الأحلام.

وبين العطاوي أن على الزوج خلال فترة الخطوبة معرفة الزوجة، وأول ما يجب التركيز عليه هو تدين المرأة وأخلاقها، فارضَ بذات الدين تربت يداك، وعلى الزوجة خلال فترة الخطوبة أن تركز على تدين الرجل، وأن تكون راضية بدينه وخلقه.

وشدد على أن أهم ما يجب أن يتفق عليه الزوجين هو خارطة الحياة، وتقبل تأثير الطرف الآخر، فخارطة الطريق تساعد الطرف الآخر للوصول إلى القلب، فيجب معرفة ما يحبه الطرف الآخر والابتعاد عن ما يزعجه، ولا يجب تقديم المجاملة على الصراحة في هذه الأمور، للوصول إلى طريق الحب بشكل صحي ومضيء عبر المعرفة.

وعن حدود الصراحة بين الزوجين خلال فترة الخطوبة، قال العطاوي إن الكثير من المشاكل تحصل بسبب الصراحة الزائدة، فمن الخطأ أن يجعل الشخص من نفسه كتاباً مفتوحاً لشريك حياته، فتجارب الحياة تختلف من شخص لآخر، وبعض الممارسات السابقة قد لا تعجب الطرف الآخر وتؤدي إلى نفوره.

وبين المرشد الأسري والمدرب في العلاقات الزوجية أن لكل بيت أسراراً، ولا يجب على الزوجين أن يفشيا أسرار بيوت أهلهما أمام الطرف الآخر، أو الحديث والإسهاب فيها، فهي سلاح معنوي قد يستخدمه شريك الحياة ضد شريكه، أما الأمور التي تتعلق على سبيل المثال بالأمراض أو الأمور التي مازالت لها خيوط قوية تؤثر على حياة الزوجين فلا بأس من الصراحة فيها.

وشدد العطاوي على ضرورة أن لا يتم الدخول والمعاشرة الزوجية في فترة الخطوبة، لأنها فترة تعارف ويجب أن تكون كذلك، والملكة أو عقد القران يتم من أجل إفساح المجال فقط للتقارب لكي يفهم الزوجان بعضهما البعض، وشاهدنا بعض الخطوبات تم فيها الحمل، وهذه مصيبة خصوصاً إذا اكتشف أحد الطرفين أن الطرف الآخر غير مناسب له.

وقال المرشد الأسري والمدرب في العلاقات الزوجية إن النصحية الذهبية التي يقدمها للزوجين أو المخطوبين عند الخلافات، هو الابتعاد عن طرح المشاكل على الأقارب أو الأصدقاء، وضرورة التوجه لأخذ النصح من المختصين مثل المتختصين ومكاتب التوافق الأسري، وضرورة دخول الدورات التوعوية.