ياسمينا صلاح




أكد استشاري المخ والأعصاب ومدير مركز الجوهرة للطب الجزيئي بجامعة الخليج العربي د. معز عمر بخيت، أن التحدث لفترات طويلة في الهاتف يؤثر على القدرة الإدراكية للإنسان حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن استخدام الهاتف الذكي له بالفعل تأثير على الدماغ، على الرغم من أن الآثار طويلة المدى لاتزال غير مرئية، ففي إحدى الدراسات التي قدمت إلى الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية، وجد الباحثون أن الشباب الذين يعانون مما يسمى بإدمان الإنترنت والهواتف الذكية أظهروا بالفعل اختلالات في كيمياء الدماغ مقارنة بمجموعة تحكم، كما وجدت دراسة أخرى أن القدرة المعرفية تنخفض بشكل كبير عندما يكون الهاتف الذكي في متناول اليد، حتى عندما يكون الهاتف مغلقاً.

وأضاف الدكتور معز بخيت: «يؤثر استخدام الهاتف لفترات طويلة أيضاً على المهارات العاطفية الاجتماعية، وأشارت بعض الدراسات أن استخدام مثل هذه الأجهزة للترفيه عن الأطفال أو تهدئتهم قد يكون له تأثير ضار على نموهم الاجتماعي والعاطفي».

وبين أن الاستخدام الطويل للهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي يؤثر على النوم الطبيعي مما يجعله متقطعاً، أما تأثيره على الذاكرة قد بينته الكثير من الدراسات، حيث لم يعد الشخص يدرب ذاكرته بالحفظ، فمثلاً لم يعد مضطراً إلى حفظ أرقام الهواتف ويتم تخزين كل المعلومات بدقة في قائمة جهات الاتصال بالهاتف مما يضعف الذاكرة.

من جانبها أكدت الأخصائية الاجتماعية سارة يوسف على أن التحدث لمدة طويلة على الهاتف يمكن أن يسبب إحراجاً اجتماعياً أو توتراً في الأماكن العامة، حيث إن الأفراد يتخذون قراراتهم بناءً على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تؤثر على أسلوب الشخص أثناء الحديث وجهاً لوجه، و يصبح الشخص مدمناً على استخدام الهاتف.

وتابعت: «إنه في بعض الأحيان يرتبط بمستويات عالية من الاكتئاب والشعور بالوحدة، إلى جانب انخفاض المشاركة الاجتماعية، وقد يسبب الصداع، وانخفاض الانتباه، وضيقاً في المزاج، مشيرة إلى أن الشباب يعانون من نقص في الاتصال البشري، ويحاولون تعويضه عن طريق الاتصال بالهاتف الذكي، وهو ليس بديلاً مناسباً».

وبينت أن الأفراد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال بالهواتف الذكية لتوزيع الرسائل بجميع أنواعها على الآخرين، ويمتلك معظم الأفراد حساباً واحداً على الأقل على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحسن البعض استخدامه بطريقة إيجابية لقراءة الكتب والمجلات وتثقيف النفس.

ونوهت إلى أن تنظيم الأوقات التي يتم استخدام الهاتف فيها للتحدث من الأمور المهمة، التي تساعد في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن تقوم بإغلاق إشعارات هاتفك لكي لا تنتبه له طوال الوقت.