امل الحربي
في خضم الحياة، تواجهنا أحداث نستطيع حلها، وتواجهنا مواقف تجبرنا أحياناً بتغيير مسار حياتنا أو البُعد عن أشخاص مُقرّبين لنا.
كثيرة هي الأحداث والتحديات، كل يوم نتعرّض لتحدٍّ جديد، حتى وإن كان بسيطاً، فبعض الأحداث تغيّر مسار حياتنا وتفكيرنا، حتى وإن كانت بسيطة، ولكن البعض لا يستطيع التكيّف مع الأحداث والمواقف التي تمر عليه ويقف عاجزاً عن حلّها أو يرى أنه ليس لها حل، بحيث إنه إذا فكّر قليلا بهدوء وخرج خارج الإطار الذي يحبس نفسه به سيرى الأمور بوضوح وسيجد الحل، دائماً عندما تتعرّض إحدى صديقاتي لموقف وتطلب مشورتي أقول لها تخيّلي نفسك خارج الإطار تقفين خارجاً وانظري له بشكل كامل واضح وأبعاده كاملة فستجدين الحلّ أو المخرج.
عندما نستشير شخصاً في أمر ما لنا سيعطينا الحلّ أو رؤيته لأنه يرى عن بُعد ليس داخل بوتقة الحدث.
إذن يجب أن ندرّب أنفسنا على الرؤية من بعيد خارج إطار الحدث الذي نتعرّض له وندرسه من جميع جوانبه ونستوعبه، لأن ما نستوعبه سيكون يسيراً علينا وما نستصعبه سيكون صعباً علينا، فنحن من نعطي الأمور حجمها.
بعض الأشخاص يقف عاجزاً لدى أيّ موقف لأنه تعوّد أن يحلّ الآخرون مشاكله أو يفكروا عنه. جميل أن نستشير من نثق بهم لكن رؤيتنا وإحساسنا يجب أن تكون هي الفاصل، فبعد الاستشارة نجلس بهدوء مع أنفسنا ونُحلّل الأحداث واستشارة المقرب لنا ونضعها أمامنا ونقرر ما هو أصلح لن، المهم أن نعطي لعقلنا وكياننا ومشاعرنا مساحة بالتحدّث معنا ونعطيهم المجال، عندها سنجد الحلّ أو المخرج وسنرى الأمور أبسط ممّا كنّا نتخيّل أو من الممكن حلها.
العقل بحاجة لأن نعطيه مساحة ونثق بتفكيرنا، فكل إنسان لديه جانب حكيم إذا وظّفه جيّداً ستكون لديه حكمة وروية وتقدير للأحداث.
إذن دعونا نسمح لعقولنا ورؤيتنا ومشاعرنا بالانطلاق والخروج من الإطار الذي نُكبّل به أنفسنا وتفكيرنا، ومِن السور الوهمي الذي بنيناه حولنا، فكل إنسان لديه عقبات ليست موجودة بالواقع ولكنه جعلها موجودة وتتحكم به من خلال تضخيمه للأمور أكبر من حجمها وعدم مواجهتها وحلها، لأن الهروب يعمّق ويكبّر الأحداث، وأيضاً استسصغار قدراته وعقله ورؤيته وحكمته الداخلية. جميعنا لدينا الجانب الحكيم والمُستنير، لكن عندما نُعطي له مجال بالتحدث لنا سنرى بوضوح جلياً.